المقالات

الصدرية ليست قاعدة أمريكية


( بقلم : شوقي العيسى )

تتشابه الأيام والليالي في العراق وشعبه، ويبقى العراقي الوحيد المتصارع مع الألم والحسره مرة ومع الإرهاب مرة أخرى ، فلم يهدأ لباله قرار والقتل ينغمس فيه مخترقاً ذلك الإعصار وذلك الصمت المخيّم على رؤية الإنسان الذي أصبح درعاً يتلقى ضربات البهائم المغيرة من أعتاب الجزيرة العربية .

لم تختلف الصدرية السوق الشعبي في بغداد عن غيرها من المدن والأسواق التي طرق أبوابها الموت القادم من مخالب المؤتمرات العربية والإسلامية وكما يدعيها البعض ، فأصبح سوق الصدرية مسبحاً يغتسل فيه العراقيون من دنس الإرهاب الذي وطأ مدينتهم ووطأ صفوتهم وأخترق حجبهم ، فأنى لذلك الشبح إلا الإغتسال بدماءٍ سكبت على أرض بلاد الرافدين لتتلألأ وتتلاقح مع دماء كربلاء مع دماء الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وتلك كانت منطلق الوطئة ومنطلق الهجمة ، فما الصدرية بمعسكر للصليبية ولا الصدرية بدبابة أمريكية ولا الصدرية راية عدائية إنما الصدرية مدينة شعبية وتلك كانت الهجمة العنجهية.

لقد أخترق سوق الصدرية ومدينة الصدر للمرة الثانية ويعتدى عليها وبهذه البشاعة فلم يكن تفجير سوق الصدرية ببعيد عنا عندما تم تفجيره في شباط من هذا العام وراح ضحيته أكثر من" 130" شهيد غسلت دمائهم أرجل الحاقدين على الطائفة الشيعية ، ولم يكن تفجير مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية عنا ببعيد وما تفجير الحلة وديالى وتلعفر والديوانية ووووووووووووووووووووووووووووووووووووو الى مالا نهاية من مدن وأسوار بلاد الرافدين والنقطة الرئيسية هي هي .

لقد عينوا أنفسهم وسموها بدولة العراق الإسلامية وانهالوا على الأبرياء بالقتل على الهوية وتحت الراية الإسلامية ،ليخدشوا جوهر الإسلام كما شوهوه عندما هاجموا الأبراج الأمريكية ورفعوا الراية الإسلامية فأصبح الإسلام إرهاب بنظر الدول الغربية ، وكانت تلك هي القضية والهدف من الهمجية والعنجهية . وهاهم أنفسهم يخترقون العراق ويفجرون حثالاتهم بدعوة الجهاد وإنشاء دولة إسلامية ، ففجروا ببغيهم سوق الصدرية وفجروا بغيضهم مدينة الصدر وفجروا بلؤمهم الأرض العراقية فالى متى تبقى هذه القضية أيها الحكومة العراقية؟؟؟ لقد سئمنا الطائفية.

الى من يتجه أهالي الصدرية ؟ أيتجه الى الحكومة التي هي بالفعل أعمالها تصريفية أم يتجه لمقارعة الإرهاب على عكاز خيمة برية أم يقتل ودمائه تروي وتغسل السرائر المخفية فالى من أيها المتلقي قطرات دماء الشعب العراقي التي تذهب سدىً على الهوية؟؟؟؟؟؟؟؟

بصراحة طبيعية أن الشعب العراقي الذي ملئت أرضه في المقابر الجماعية آبان حكم الطاغية صدام لم تكن تملىء إلا من الغالبية الشيعية!!!!!!!! ما جعلهم يتغربون ويتشردون بعد أن قُتِلتْ أولادهم وآبائهم وعوائلهم ودخلوا في العمل السياسي المعارض ضد الطاغية وبعد الجهد الوافي وسنوات المحنة التي قاساها العراقيون أنالهم الله ماكانوا يصبون إليه من تغيير للنظام الطاغي والفاشي والمتسلط على رقاب العراقيين الشرفاء ، وما إن تغيرت المعادلة حتى بدأت مرحلة متشابهة من القتل ومرة أخرى أيضاً على الهوية وللطائفه الشيعية .

فتشكلت مقابر جماعية جديدة بعد 2003 ومن نوع خاص حيث أصبح الضحية والجاني كلاهما يحكمان العراق وبنفس البرلمان ،،،، فأختلطت الأوراق وتقاطعت الرؤى وبقى الصراع مع الشعب العراقي مستمر وبدون إنقطاع والقضية تبقى هي هي ...... (( الطائفية)) التي سلبت أرواح أبرياء حتى أخترق الإرهاب سوق الصدرية ليفجره مرتين خلال هذا العام ،،،، فلم تكن الصدرية قاعدة أمريكية لتضرب هكذا من قبل الذين يدعون ضرب المصالح الأمريكية ومحاربة الإحتلال وقواته المعتدية ،،، فأصبحت هذه كليشة ذاتية يطلقها دعاة القتل على الهوية لتعزيز موقفهم أمام الدول العربية وخنازير الوهابية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
دكتور الكاظمية
2007-04-20
الله يساعد الفقراء والله يعينكم في وقت الطاغية انتم كنتم الفئة المسحوقة و الان مدينة الصدر والصدرية والنهضة وساحة الطيران والشورجة وغيرهاوووووووو كل من في هذه الاماكن هم اصحاب الدخل اليومي من اصحاب الجنابر وعربات الخضروات وعمال البناء ويأتي الوهابيين عليكم ليدخلو الجنة بتفجيركم(الله ينتقم من الوهابية ضبحو اهلنا ويتمو اطفالنا وشوهو دينا) الهم فرج عن الابرياء ومن ارادهم بسوء فأرده ومن كادهم فكده
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك