المقالات

أنقذوا الانتخابات من خطر التزوير /

575 14:00:00 2013-04-05

حافظ آل بشارة

اغلب الناس يتوقعون حدوث تزوير في انتخابات مجالس المحافظات المرتقبة ، توقع مبني على مقدمات ومعرفة مسبقة وليس مجرد سوء ظن ، فالصراع السياسي القائم هو صراع على المواقع والمنافع ، وعضوية مجالس المحافظات تعد في نظر الاوباش والسوقة موقعا سياسيا يحقق لصاحبه الثروة والاحترام ، والعاقل يدرك ان هذه المواقع هي خنادق للقتال يواجه فيها الشرفاء جحافل الفساد والارهاب وعشاق السلطة الملعونين على لسان الله ورسوله ، ومن يصلها اما ان يكون ضمن جبهة اعداء الله والشعب او ضمن جبهة المجاهدين في سبيل الله ، والمشتاق الى هذه المواقع الخطيرة اما ان يكون مشتاقا لمكاسب محرمة او مشتاقا للاصلاح واداء التكليف ، وليس هناك اي مبالغة في هذا الوصف ولا توجد منطقة محايدة بين المعسكرين ، فتصبح اهداف تزوير الانتخابات واضحة ، ولا توجد وسيلة لمنع التزوير سوى مراعاة القوانين واستخدامها في ضبط اجراء الانتخابات ، ثم تحديد الجهات ذات العلاقة وهي : المفوضية وبرنامجها وضوابطها ، المرشحون ومشاركتهم في اجراء الانتخابات ، المراقبون التابعون للكتل المشاركة ، اشاعة ونشر وشرح قانون الانتخابات ، وبعد ان تصبح هذه الجهات واضحة وكل منها يعرف واجباته ، يجب كشف اساليب التزوير واهمها : 1- التدخل المباشر من قبل الافراد الذين يساعدون الناخبين في ملء الاستمارة الخاصة بالتصويت ، حيث يعمدون الى جعل الناخب الجاهل يصوت لفرد او قائمة معينة وهو لا يدري ان في ذلك سرقة لصوته ومخالفة قانونية . 2- تهيئة استمارات اضافية مؤشرة وجاهزة يمكن بحركة سريعة وخلسة استبدال البطاقات المؤشرة بها ووضعها في الصناديق . 3- استخدام البطاقات الزائدة التي تتوفر بسبب تضاؤل الاقبال على صناديق الاقتراع ، وقد يجري نوع من التواطؤ بين المراقبين انفسهم للقيام بعمليات تزوير متقابلة ، وقد يكون التزوير المتقابل من اقل انواع التزوير خطورة لانه قد ينتج زيادات متساوية في الاصوات للكتل المشاركة في مركز واحد . 4- استثمار اللحظات الاخيرة اثناء تمديد الوقت في نهاية اليوم الانتخابي حيث تخلو المراكز من الناخبين تدريجيا ويؤثر التعب على المراقبين فتتوفر فرصة لدى من يريد التزوير في هذه اللحظات . 5- عملية نقل الصناديق الى مكان آخر احيانا لأجل الفرز يوفر فرصة ايضا للتزوير واستخدام بطاقات اضافية او بديلة . 6- قد يعمد الخصوم الى ابطال بطاقات خصومهم باضافة اشارات وكتابات الى البطاقات المستهدفة خلافا للتعليمات لتكون ضمن البطاقات الباطلة . 7- في بعض البلدان تستخدم البطاقة الدوارة في التزوير وهي بطاقة خالية يتداولها اكثر من ناخب بتوجيه من مشرف انتخابي محدد يتسلم البطاقة ويعطي الناخب بطاقة جديدة مؤشرة وجاهزة ، مقابل مبلغ من المشرف يسلم في الحال . 8- اجبار الناخبين على التصويت لقائمة ما او مرشح ما بالضغط عليهم او تهديدهم بمصادر رزقهم او تغيير قناعاتهم في اماكن عملهم وتوجيههم توجيها جماعيا ، وتستخدم هذه الطريقة لدى القوائم ذات النفوذ الحكومي وفي وحدات القوات المسلحة في التصويت الخاص ، بجعل الموظف او العسكري يعتقد ان صوته للقائمة التي يقررها مسؤولوه او آمروه . 9- عملية شراء الاصوات المسبقة وهي عملية يقوم بها المرشحون او من يمثلهم بتوزيع اموال او هدايا واخذ تعهد شفوي من الناخب المستفيد ببيع صوته ، وهي عملية غير مضمونة احيانا لعدم قدرة المشتري على السيطرة على البائعين لحظة التصويت . 10- استخدام بعض القوائم والمرشحين حالة التوجيه الجماعي ذي الطابع العاطفي وفيها يستثمر الانتماء والتعصب للفئة وهو على انواع : الأسري ، العشائري ، الطائفي ، المناطقي ، الشخصي (كحب مجموعة من الناس لمغن او ممثل او شاعر او شخصية اجتماعية حبا لا علاقة له بالكفاءة او النزاهة ) فيدفعهم اعجابهم الى انتخابه بنفسه او انتخاب من يؤيده او القائمة التي يوجد ضمنها . وبالاعتبارات العشرة المذكورة يكون مفهوم التزوير اوسع مما نتصور فهو تزوير فوري باستخدام البطاقات ، وتزوير مسبق بالشراء او التأثر العاطفي ، وكلاهما يؤدي الى النتيجة نفسها اي وصول مرشحين الى مواقع الخدمة لا تنطبق عليهم شروط الكفاءة والنزاهة والمهنية . المواطن هو اصل العملية الانتخابية وهو الوسيلة والهدف في آن واحد ، الجميع يعتقد ان الانتخابات تريد بلوغ غاية شريفة وهي خدمة المواطن ، والغايات الشريفة يجب الوصول اليها بوسائل شريفة فشرف الوسيلة من شرف الغاية العليا ، ولا يمكن الوصول الى اهداف راقية باستخدام اساليب متدنية وغير مشروعة ، ولا يطاع الله تعالى من حيث يعصى ، التزوير كفعل احمق يسرق ليتصدق بما سرق !! ولا فرق بين الحالتين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك