المقالات

عنزنا لا يطير..


حيدر فوزي الشكرجي

يحكى ان اعرابيين كانا في سفر فشاهدا سوادا من بعيد فقال احدهما هذه قطا (نوع من الطيور) وخالفه الاخر فقال بل هي عنز واشتد خلافهما فتراهنا عليه، وعندما اقتربا طار القطا فنظر الاول الى الثاني نظرة انتصار، فبادره الثاني قائلا سبحان الله (عنز يطير)، وقد ذهب هذا مثلا على العزة بالإثم.

وهذا حال بعضنا فبعد عشر سنوات من الفشل في الاداء الحكومي، وفشل في الخدمات وامن هش، و قرارات غايتها خداع المواطن لكسب الاصوات ولا علاقة لها بمصلحته، فالفساد المستشري في كل الدوائر الحكومية، ومنها الدفاع والداخلية وخير دليل على ذلك هروب السجناء المستمر والاختراقات المتكررة، ابرزها كان الهجوم على وزارة العدل.

فضلا عن المنظومة الامنية الفاشلة تقنيا وهي الاضعف في المنطقة، فأجهزة الكشف اغلبها معطل على الحدود، وجهاز بائس يستخدم في محطات الغسل والتشحيم يتواجد في كل السيطرات الداخلية للمدن للكشف عن المتفجرات!!

ولا ننسى الواقع الصحي المتردي، من حيث انتشار الامراض والأوبئة والسرطان وزيادة الولادات المشوهة وحوادث الموت المبكر، مع عدم وجود احصائيات وأبحاث عن الأسباب والمستشفيات الاهلية والحكومية التي تعاني من نقص في الكوادر والمعدات.وقطاع تربوي متأخر تزايدت فيه حالات الرسوب، والاعتماد على محاولات الغش وشراء الاسئلة وانتظار الدور الثالث والرابع، الى جامعات تقبع في نهاية الترتيب العالمي للجامعات، وعدد ابحاث خجول وبراءات اختراع تستغرق سنين عديدة للاعتراف بها.وبلد يملك نهرين واكثر اراضيه متروكة بلا زراعة ولا سكن بينما يستورد طعامه من دول الجوار، واغلب مواطنيه لا يملكون سقفا يحمي عائلاتهم من برد الشتاء وحر الصيف.وحكومة تتخبط لا تعرف لها عدو من صديق، فاصدقاء اليوم قد يكونواعداء الغد والعكس صحيح، وقرارت يتم اتخاذها والتراجع عنها حسب المصلحة الانتخابية، منها الغاء البطاقة التموينية لعدم السيطرة على حالات الفساد(بالرغم من تبرئة السوداني وعدم القبض على أي مسؤول فاسد!!) ومن ثم ارجاعها بعد الضغط الشعبي، واحتساب براءة ذمة من الكهرباء كجزء من المستمسكات الضرورية لأجراء أي معاملة لزيادة مديونية المواطنين لوزارة الكهرباء ( ولم يكلف المسؤول نفسه السؤال عن سبب هذه المديونية، ولماذا يمتنع المواطن عن دفعها وليس من اهتماماته ان اغلبها ديون وهمية وضعت تقديريا ولا تعتمد على استهلاك المواطن الحقيقي للكهرباء) ومن ثم اخبار عن عدم اعتماد هذه الفقرة.والتلويح بين فترة واخرى باحتمال محاربة المرجعية الشريفة، وتقريب الصرخي ووصفه من قبل قادتها بالمرجع العربي.كل هذا وهناك من يريد ان لا ينتخب او يعيد انتخاب من هو موجود!!!وعلى طريقة العنز الطائر حيث اصر احد الاخوة على موقف مغاير للمرجعية فاتفقنا معه ان نذهب للمرجع الديني بشير النجفي (دام الله ظله الوارف) وعند سؤاله كان جوابه واضحا بعدم انتخاب من يملك وزيرا او مسئولا متنفذا بالحكومة فعندما خرج قلنا له: هل فهمت. فهز راسه مؤكدا فرددنا عليه هل اقتنعت. قال: طبعا الله يحفظنا ابو اسراء!!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك