المقالات

في بغداد انقلاب غير معلن /


حافظ آل بشارة

نجحت خطة القوات الأمنية في غسل جميع بقاع الدم الناتجة عن المذبحة الجديدة في بغداد وضواحيها ، خراطيم مياه عملاقة استخدمت في عملية الغسل الفوري ، المناطق المغسولة تمتد من الحسينية الى الاسكندرية ، الرقم الذي اعلنته الحكومة وهو 50 شهيدا و 160 جريحا ، رقم لا يصدقه أحد ، تأتي المذبحة الجديدة بينما دماء وزارة العدل لم تغسل بعد ، كان متوقعا ان تترجم الأزمة السياسية الى مذبحة كالعادة ، اثبتت التفجيرات ان البلد بلا سلطة ، والشعب تحت رحمة القتلة ، اصحاب المفخخات هم حكومة الظل في بغداد يعلنون انقلابهم في اي لحظة ، الارهابيون يختارون لمذابحهم الزمان والمكان بحرية كاملة ، بامكانهم اقتحام المنطقة الخضراء متى شاءوا ، ما الذي يمنعهم ؟ ماجرى في بغداد الثلاثاء يعادل انقلابا عسكريا بل اكثر من الانقلاب ، وربما تنتظر بغداد اياما ابشع ، فهي بدل ان تكون عاصمة الثقافة فهي عاصمة المفخخات والجماجم المتطايرة ، هذه المذبحة وما سيليها كلها متوقعة وكان بالامكان منعها قبل وقوعها ولكن يبدو وكأن هناك من يريدها ان تقع ، اصبحت متوقعة منذ ان تصدر تظاهرات الغربية هتافون يرفعون علم القاعدة ويمجدونها ويهددون بالزحف الى بغداد ويشتمون الشعب العراقي شتائم طائفية ، ومنذ بدأ اطلاق سراح مجرمين محكومين بالاعدام ، يعودون الى ممارسة الجريمة بعد يوم من اطلاق سراحهم ، هددوا بالزحف الى بغداد وها هم ينفذون تهديدهم ، كل شيء كان واضحا ومتوقعا ، هناك علامات استفهام كبيرة في هذا الملف ، بلد مزقته التفجيرات ولكنه لا يملك اجهزة كشف المتفجرات !! صفقة اجهزة السونار كانت فاسدة باعتراف الجميع لكن مازال الجنود يستخدمونها ومجرد حملها باليد هو اهانة للناس واستهزاء بدماءهم ، استخباريا يقول ضباط ان لديهم معلومات بما سيجري اليوم من تفجيرات ولكن لم يبادر أحد الى منعها ، في هذه المذابح المتوالية لم يقتل نائب او وزير او مدير بل القتلى هم من سائر الشعب الذين لا حماية لهم ، لذا اصبح متوقعا ان يفكر الناس باملاء الفراغ الأمني وحماية انفسهم ما دامت الدولة عاجزة عن حمايتهم ، سيتحدث الناس مجددا عن اللجان الشعبية ، والقوات الاهلية ، وافواج المتطوعين ، سترجع الى الواجهة مؤسسة العشيرة ورؤساء العشائر ومشاريعهم وافكارهم ، نعود الى النظام العشائري بعد ان اصبح النظام الديمقراطي مقترنا في ذكراه بالفساد والارهاب والرعب والفوضى وبقاع الدم التي يغسلها الجنود بفخر واعتزاز . نجحت خطة غسل الدماء فهل ستنجح خطة حماية مجالس الفاتحة ام سيفجر الانتحاريون سرادق العزاء ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك