المقالات

أيهما أسوء.. تزوير الانتخابات ام شراء الأصوات


عباس المرياني

يمكن القول ان من اخطر مساوئ النظام الديمقراطي في الدول الناشئة والحديثة هو خطر تزوير الانتخابات وخطر شراء الأصوات ولا يمكن الفصل بين هذين الخطرين او تحديد أيهما اكثر فتكا في الممارسة الانتخابية وتغيير مسارها من الحالة المتحضرة الى الحالة الرجعية والمتخلفة الا بمقدار ما يؤثر هذا الفعل الغير أخلاقي والغير شرعي بطبيعة النتائج وتغيير الوقائع والحقائق التي يمكن استخلاصها فيما لو تمت الممارسة دون تزوير او شراء للذمم.ورغم ان تزوير الانتخابات حالة سائدة ومتلازمة ثنائية لاي ممارسة ديمقراطية وفي جميع الدول الا ان هذه الحالة تختلف من بلد الى اخر فهي تقل الى حد ما بل تتلاشى ولا يجد لها تاثيرا مباشرا على النتائج الانتخابية في الدول المتقدمة بينما تتفاعل وتؤثر بشكل مباشر على نتائج الانتخابات في الدول الناشئة والدول التي في طور الخروج من النظم الشمولية والديكتاتورية.وتسعى الى هذا الأسلوب الرخيص من اجل الحصول على أصوات الناخبين من خلال التزوير او شراء الذمم عادةً القوائم السياسية التي لا تؤمن بالممارسة الديمقراطية ولا بالتداول السلمي للسلطة او تلك التي تخشى الهزيمة وفي اكثر الاحيان الكتل السياسية التي تملك زمام الحكم او تلك التي لديها مليشيات او عصابات إجرامية وإرهابية.ويكثر التزوير عادة في المناطق البعيدة عن مركز القرار او في أطراف المدن او ذات الطيف الواحد وفي مناطق التنافس الطائفي ويكون مثل هذا التزوير مؤثرا للطرف المزور ومضرا للإطراف التي تعمل بنزاهة وحيادية.واللجوء الى التزوير او الفوز من خلال ممارسته يمثل اهانة للمجتمع وتجاوزا على حقوقه واستهانةُ بكرامته وتغييبا لقادته وسرقة لتطلعاته وانتكاسة لتجربته وتراجعا لتقدمه ووصول السراق والجهلة من اجل التحكم برقاب ومصائر الناس دون حق.وليس بعيدا عن ممارساتنا الديمقراطية سعي البعض الى تزوير الانتخابات من اجل الفوز بأكبر قدر ممكن من الأصوات وهذا ما تحقق فعلا سواء في الانتخابات التشريعية الأخيرة او في انتخابات مجالس المحافظات وبشهادة قادة هذه الكتل ويبدوا ان هؤلاء قد اعدوا العدة لان يكرروا محاولاتهم خاصة في ظل حالة العزوف والقطيعة التي بدأت تظهر للعيان بين هذه الكتل وبين جماهير الناخبين.ان مفوضية الانتخابات ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب النزيهة المشاركة في الممارسة الديمقراطية يقع عليها واجب حماية التجربة الديمقراطية وتعزيز دورها وحمايتها من الانحراف والتشويه وفضح كل من يريد سرقة حقوق الاخرين او الصعود على اكتافهم من خلال التزوير او شراء الاصوات ولا يمكن الاعتماد على الحكومة في حماية هذا المنجز لانها طرف خائف ومرعوب ومن يشعر بالخوف على مستقبلة وتنعدم لديه الثقة بنفسة لن يتردد في اتباع كل الوسائل من اجل المحافظة على موقعيته ووجوده.ان المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف حرمة بيع وشراء الأصوات واعتبرت الأموال المستلمة سحت، وبكل تاكيد لن تتردد في تحريم التزوير لانه سرقة لحق الاخرين وممرا لوصول السراق والانتهازيين وإقصاء الأكفاء والنزيهين.ان التزوير يعني ان علينا ان نحرق ايامنا ومستقبل اولادنا لانه ليس من المنطق ان ننتظر الخير من السراق والانتهازيين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك