المقالات

وزارة العدل .. تودع كرار


صلاح البدري

عشر سنوات مرت على العراقيين وهم يعانون من الارهاب الاعمى الذي يقضي يوميا على حياة العراقيين دون تمييز ،ويتفنن في قتل الاطفال والنساء والرجال لم يترك بقعة ولازاوية ولامنزل الا ووضع فيها بصمته السوداء ،هي الدية التي يدفع ثمنها اناس ابرياء عزل لاحول لهم ولاقوة ولا لذنب اقترفوه سوى انهم عراقييون ،ففي اي شرع سماوي واي قانون يتيح قتل الناس بلا هوادة ،وقد كشفت جهات دولية ومنظمات حقوق الانسان عن وجود اكثر من ستة عشر الف عراقي مفقود ،ويدعي البيت الابيض بصرف تسعون مليار دولار للقضاء على الارهاب لكن دون تقدم او نتيجة مرضية وقد شهد العراق بين عامي 2005و2006 حرب طائفية لم تشهدها البلاد سابقا اودت بارواح الآلآف من الابرياء فترملت النساء ويتم الاطفال وقضت على حياة الكفاءات العراقية من النخب الاطباء واساتذة الجامعات ودائما الفاعل شبح الارهاب

ويبدو انهم لم ولن يكتفوا حتى يقضوا على كل العراقيين وهذاغير ممكن فلن ينتهي العراق بقومياته واطيافه ،لكن المآساة تتكرر يوميا والحزن يخيم على بيوت العراقيية ليسرق فرحة الاطفال ويترك الامهات الثكالى ودموع الحسرة على الابناء ، واخر تلك القصص هي ماجرى في وزارة العدل التي وجدت في ظل القانون لتنصف المظلوم وتحاسب المجرمين ومن تسول لهم نفوسهم بالقتل بالجملة ويتاجرون بدماء الشعوب ليكسبوا لقمة الحرام المغمسة بدموع طفل ترك يتيما او زوجة ترملت او ام فقدت ولدها ،لقمة مغمسة بالدم ،

وحكاية وزارة العدل احد ضحايها شاب ذات سبعا وعشرون ربيعا يدعى كرار كان قد ودع زوجته صباح يوم الخميس وقبل طفله حسن الذي ينا دي اباه كرار بدلا من بابا لانه يراه صغيرا على مايبدو ،من يعرف كرار يشعر بان الدنيا مازالت بخير فهذا الشاب يحمل صفات الرجولة بكل ماتحمل من معاني الشجاعة والايثار والغيرة ويتصرف اكبرمن عمره كان طموحه ان يكمل دراسة القانون بعد ان اكمل دراسة الحاسبات وكان يحاول ان يسعد اسرته الصغيرة ويتواصل مع الاهل والاصدقاء وكان وجوده في المناسبات بلا كلل او ملل يصل الصغير والكبير ،في ايامه الاخيره كان يتهيأ لحفلة تخرجه وهو يبحث ان يجعل هذا اليوم سعيدا ويسعد معه الاخرين ،في الدقائق الاخيرة قبل استشهاده وبعد الانفجار الاول امام مبنى الوزارة اتصم اتصل بزوجته ليطمأنها بانه مازال بخير ثم اتصل بوالديه ليخبرهم انه بخير قائلا( ليظل بالكم) وهي عبارة يرددها العراقيين عندما يتأخرون عن العودة للمنزل في ظل الظروف التي يمر بها البلد

،بعد سلسلة الانفجارات والاخبار التي توالت سريعا اتصل كل من يعرف كرار لكن الهاتف مغلق ،فقد تناثرت اجساد موظفي وزارة العدل بينها جسد كرار لينتهي حلم كرار بالتخرج وبناء حياة سعيدة مع اسرته ليخرج من الدنيا وسط ذهول شقيقه الوحيد ووالديه وزوجته وكل من عرف كرار،لنعرف اننا في العراق لايجوز لنا ان نحلم مثل سائر بني البشر،وكل يوم يمر علينا ان نتوقع تكرار هذه القصص ،فقدرنا هكذا ولانعرف متى ينتهي هذا الكابوس واين لجان الامن والدفاع ومتى تتحكم الاجهزة الامنية في قمع الارهاب الاعمى واين لجنة حقوق الانسان البرلمانية ،فلانسمع سوى اصوات استنكار وشجب ثم صمت ..لتعود الحكاية مرة اخرى وما من جديد ، فلما ياعراق دمك مستباح !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الشيخ فخري
2013-03-19
قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ( ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا) وهذا لايعني أن نحارب وأن نقتل أو ندمر بل لكي ندافع عن نسائنا وأعراضنا وأهلينا فلابد يا دكتور من الهجوم وإلا سوف نموت كمداً
الدكتور شريف العراقي
2013-03-19
الهجوم خير من الدفاع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك