المقالات

ايران كما ارادها الامام الخميني ..!!


حيدر يعقوب الطائي

نشأت الجمهورية الاسلامية في ايران على انقاض الشاه وهي تستبدل ثياب التغيير تحت رعاية الجماهير الايرانية ، دون ان يلجأ الثوريون فيها لأسياف الاخرين ، وحينما حطت الطائرة التي حملت شخصية السيد الخميني ( قده ) قادمة من باريس في مطار طهران .. حُمل قائد الثورة على اكتاف الشعب دون الحاجة لوسائط الجوار والاصدقاء .. فعاشت ايران في رحاب ثورة غير مدنسة .. وفي كيان دولة غير مهزوزة .. الامر الذي كان جليا في استجلاب حظوظها الكامنة في السمو والتقدم والازدهار .. ولهذا ابتدأت الرحلة من نقطة المسار الصحيح ولم تنحرف ابدا عن خطوطها المرسومة منذ اوائل الرغبة العظيمة للشعب ذاته .. فأيران اليوم هي جمهورية الثورة الاولى .. تلك التي ترعرعت بهيئة واحدة وقوام واحد .. وارتفاع مستقيم واستطالة مقدسة .. غير خاضعة للعمليات السياسية القيصرية ، ولم تمر بمخاضات الاجهاض القسري ابدا .. رغم تكالب المخالب الممتدة عبر حدودها الاربعة ، واندفع جذعها بالنمو ولم يهتز رغم العواصف العاتية القادمة من الغرب او من الشرق .. لتولد ايران اليوم .. جمهورية متدفقة العطاء ومتسامية الازدهار .. ولعل الباحث عن سر هذا الصمود وهذا التألق سيكتشف ان الامر يتعلق بسرّين رهيبين ، اولهما : الشعب ، وهو العامل المهمين على رسم ثيمة الدولة بكل تفاصيلها .. وحينما تجد شعبا يمر بالظروف والعوامل الاجتياحات الاقتصادية والسياسية والفكرية التي مرّ بها الشعب الايراني ، ليصمد كل هذا الصمود من اجل الحفاظ على ثورته ، بل ويذهب لتهذيب مسارها وتشييد مواطن القوة فيها ، والمحافظة على مبانيها الفكرية بكل تفان واخلاص ، ليكون شعبا يبتكر عنوانا جديدا للمواطنة الحقة ، وهو يبتلع مرارة جوعه من اجل ان يصد كتل الحنظل المدفوعة من اكبر القوى العالمية .. مقابل ذلك لابد من ولادة الدولة النموذج .. وهو ما حصل كثمن مقبوض وجائزة نادرة .اما السر الثاني : فهو القيادة العظيمة .. تلك القيادة التي استلمت مبادئ سيرتها منذ مايقارب الخمسة وثلاثين عاما دون ان تُحرف او تَغير بنودها رغم توالي القادة وتعدد رجالها ، تلك القيادة التي تخطط من اجل ان تدوم وتبقى لا من اجل ان تعيش وتحيا ، وهي تصنع لذاتها ايديولوجية فريدة وسامية تسير باتجاهين - الديمومة والعطاء - ، دون ان تزيل قواعدها الاولى . فالثبات هو ابرز عناصر خلود القائد .. وعندما نجد مثلا النظرة التي أسسها السيد الخميني ( قده ) تجاه السياسة الامريكية في المنطقة باعتبارها الشيطان الاكبر نجدها موجودة اليوم بنفس المعايير والاسس طالما ان تلك السياسة تسير وفق النهج الاستعماري . فالقائد ليس نظرية سياسية تتقلب حسب تموجات محيطها وانما مركب عامر بالايمان يسير باتجاه واحد نحو هدف وغاية واحدة . فالجمهورية الاسلامية في ايران ، تمثل دولة الانسان بعيدا عن الافكار المستوردة ، بعد بناء قاعدة عريضة تمثلت بالالتزامات والمثل والقيم والمبادئ ، وان تتقادم وتزدهر وفق مساحة مدروسة ..ولهذا لايمكن ان تُعد ايران ضمن الكيانات القابلة للزوال .. كما تم التوقع للاتحاد السوفيتي او يوغسلافيا او غيرها .. ولو كان كذلك لتم اقتحامها منذ البداية من القوى الكبرى في العالم .. اذا فهي دولة تسير بوتيرة واحدة لا متعددة تتعاضد اواصرها الجيوسياسية وفق ما خطط له الامام الخميني الذي حقق حلم الانبياء بحسب وصف المفكر والفيلسوف العالمي محمد باقر الصدر (قس) ، لذلك ايران تمثل قوة لا يستهان بها ويحسب لها الف حساب من قبل المبريالية العالمية الجديدة فهي تشكل عامل قلق مزمن لامريكا وحلفائها في المنطقة خصوصا اسرائيل التي تتجاهر علنا بعدائها لايران وتضعها في خانة العدو الاول الذي يهدد بزوالها ويأرق فكر ساستها ، فايران في تطورها الباهر قد فندت نظرية نهاية التاريخ والانسان الاخير التي احياها الصحفي الامريكي فوكوياما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتحلل المعسكر الاشتراكي ..ايران هي المقص الذي مزق خارطة الشرق الاوسط الجديد...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسن الكناني
2013-03-14
مقال رائع وهذه هي حقيقة شعب يحب بلده فالفرق بين الشعب العراقي والشعب الإيراني ان العراقي يحب نفسه اكثر من بلده والايرانيًيحب بلده اكثر من نفسه فضلا ان العراق الان شعب بلا قيادة محنكة
حسن الكناني
2013-03-14
مقال رائع وهذه هي حقيقة شعب يحب بلده فالفرق بين الشعب العراقي والشعب الإيراني ان العراقي يحب نفسه اكثر من بلده والايرانيًيحب بلده اكثر من نفسه فضلا ان العراق الان شعب بلا قيادة محنكة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك