المقالات

معسكر خالد..!....قاسم العجرش * كاتب وإعلامي


 

يعيش المشهد السياسي العراقي في هذا الوقت غليانا شديدا، ومثلما تفاقم الأيام هذا الغليان يفاقمه هذا الطرف السياسي أو ذاك، ومعظم من يفاقم الوضع هم الشركاء السياسيين، وتلك مفارقة غريبة اختصصنا بها وحدنا من بين النظم السياسية المحيطة بنا، فالأمر الطبيعي هو أن ينقسم "المجتمع السياسي" في النظم الديمقراطية التي ندعي أننا منها الى معسكرين، أو لنقل الى ثلاثة..

الأول هو معسكر الموالاة، وهو يضم الذين حصلوا من خلال صناديق على "فرصة" تطبيق برامجهم السياسية من خلال حكومة يشكلونها، وأكرر " فرصة" لتطبيق برامج للحكم، وليس فرصة للحكم، لأن الحاكمية أولا وأخيرا الى الله وليس الى البشر، ولا يضير أن يضم معسكر الموالاة فصائل متعددة مختلفة في الرؤى، لكن يتعين أن يجمعها جميعا جامع واحد، هو برنامج مشترك للحكم متفق عليه..

المعسكر الثاني هو معسكر المعارضة، ويضم أولئك الذين لم يتحصلوا قبول العدد الكافي من أبناء الشعب ببرنامجهم، ولذلك ابتعدت عنهم "فرصة" تطبيق برنامجهم في حكومة يشكلونها، لكنهم ولأنهم يعتقدون بصواب منهجهم، فإنهم يمضون بمعارضة "برنامج" منافسيهم الذين حضوا بثقة العدد الأكبر من الناخبين، وشرعوا بتطبيق مفردات برنامجهم بجد ومثابرة...وكي يقوى معسكر المعارضة صفوفه، فإن له أن يلملم حوله فئات متزايدة من الذين يرون عدم الصلاح في  برنامج معسكر الذين في الحكم...ومثلما ترون فإن المعارضة يجب أن تنصب على البرامج، قبل أن توجه سهامها نحو الأشخاص..

المعسكر الثالث هو معسكر الواقفين خلف التل، وهو وإن بدا لأول وهلة بأنه يضم من لا يعنيهم الحال، لكن الأمر ليس كذلك، فوضع الواقفين خلف التل في معظم الأحوال، يشبه ما كان عليه وضع خالد بن الوليد في معركة أحد...فلقد كان في معسكر خصوم الرسول الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، لكنه وقف خلف التل، ولم يشترك في المعركة ساعة سلت السيوف، وأنتظر انكشاف ميمنة جيش المسلمين لينقض عليهم فحصل الذي حصل...

المشكل الذي وقع فيه نظامنا السياسي الجديد هو أن مصممه ـ وهو مثلما كررت ذلك مرارا وتكرارا ـ ليس عراقي بالتأكيد، ولأمر أراده وتكشفت أسبابه اليوم بوضوح، وهو ما سنفرد له حديثا خاصا في قابل الأيام، أوجد شكلا من الحكم الضعيف فيه مواطيء قدم للجميع، مواطيء وليس مقاعد، والفرق بين كما تعلمون بين المقعد وموطيء القدم..وتشكل عندنا نوع هجين من الحكم أفترض أن تتعايش فيه الموالاة والمعارضة على سطح واحد، وحصل هذا النوع من الحكم جزافا على أسم براق هو المشاركة السياسة، وهو بالحقيقة لا يستحق إلا اسم المهادمة السياسية...

المعسكر الثالث الذي أشرنا إليه ومثلناه بمعسكر خالد، خرج اليوم من خلف التل...!

كلام قبل السلام: الباب الذي لدى أشخاص عديدين نسخ من مفاتيح قفله ليس بباب..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك