المقالات

متى يعترف العالم بذنبه تجاه العراق ؟!


خميس البدر

في شهر اذار انطلقت انتفاضة الشعب العراقي الخالدة من عام 1991انتفاضة شعبان المباركة في كل ما تحمله ذكرى شعبان وكل ما تختزنه ذاكرة اتباع ال البيت (عليهم السلام ) من حب وولاء وانتظار وحنين وتضحية فبسبب هذه الذكريات بسبب هذه العقيدة بسبب هذا الانتماء دفع الشعب العراقي ثمنا باهظا على مدار التاريخ ولازال يدفع ضريبة الولاء ...ففي شعبان كانت اسهم الولاء عالية بمقدار الشعار الذي رفع وبمقدار ردة الفعل وشدتها وبعظمة الموقف فالانتفاضة كانت عنوان للحرية والقيام ضد الظلم والاضطهاد وتحقيق العدالة كانت عنيفة بحيث انها اقتلعت جذور النظام البعثي الفاسد واجتثته من ارض الرافدين وفي ايام معدودة بل ساعات قليلة تدل على ان هذا النظام طاريء على هذه الارض ودخيل على اخلاق ابنائها ولاينتمي اليها مهما ادعى الاصاله وعظيمة لانها مثلت معدن وجوهر وقيم هذا الشعب وشديدة لانها مثلت الماساة وانتكاسة الضمير الانساني في تامر العالم كل العالم وتغاضيه عن جرائم ومجازر الطاغية بشعاراته التي رفعت وكتبت بيافطات عريضة (لاشيعة بعد اليوم)...عذرا لكل من يعجبه هذا الكلام فانها الحقيقة ... ممثلة اخس وأقذر صور جرائم الانسانية وأرهاب الدولة وصمت المنظمات الدولية وطائفية الدولة وعنصرية النظام ووحشية العفالقة بما لاعين رات ولا اذن سمعت من طرق القتل والتعذيب والتهجير والابادة والغاء الهوية ومسخ الشعوب والاعتداء على الانسان وامتهان كرامته وشخصيته حتى بقت شواهد تحكي هذه الماساة ماثلة للعيان خلدها ابناء العراق بدماءهم باهوارهم بصحرائهم بمهاجرهم بشتاتهم بسجونهم بمقابرهم الجماعية .......تلك المقابر التي زايدهم عليها قتلتهم واستخدمها كادانة لهم وحاكمهم عليها العرب بانها كذبة او دليل على خيانة الشعب للحكومة والقيادة وسكت عنها العالم لمصالح واموال ورشاوى وفساد وضمان تدفق النفط وتكريم لذل العفالقة وعمالتهم وتبريكات من فتاوى التكفير والطائفية مقابر جماعية لازلنا نعتقد ونقول بانها كانت بامر العالم لانها كانت تحت مرأه ومسمعه وبمساعدته وبتبريك حكام العرب ووعاظ السلاطين وعلماء الفتنة وان كانت نفذت بايدي قتلة البعث ومنحرفي وشذاذ الطاغية من الوحوش البشرية وبربرية العصر الحديث ...اليوم وبعد مرور عشر سنوات على التغيير ومحاولة العالم التكفير عن جريمته وأخطائه وبعد مرور اثنين وعشرين سنة على الجريمة المنظمة والممنهجة لا زال العالم صامت لا زال يتحرك بخجل لا زال ابناء العراق في دائرة الاتهام وفي خانة الشكوك ولازالت المقابر الجماعية تريد من يثبتها تريد من يوثقها تريد من يدولها تريد من ينصفها تريد من يجرم مرتكبيها هذا من جانب الشعب اما من جانب الحكومة والدولة ومهما قلنا عن تقصيرها فاننا لن نفي بذلك لاتجنيا ولا تحاملا بل لانها لم تكن بقدر ما كانت عليه الانتفاضة وبقدر ما روجت وبقدر ما عرفت وبقدر الحدث ولا زلنا نتحدث عن مقابر جماعية جديدة وعن هويات مجهولة وعن مزايدات سياسية وعن نفس ضيق وانتهازية ومصالح شخصية بحيث تخرج المقابر الجماعية عن مدلولها وعن واقعها اسئلة تتردد عن مسؤولية وزارة الخارجية والدبلوماسية العراقية وعن مدى قدرة مجلس النواب على اصدار واقرار قوانين وتشريعات حقيقية وصادقة ومدى جدية الحكومة بالابتعاد عن الشخصية والحزبية والمنافع الانية والانتهازية السياسية ....لعلنا في هذا الصدد نذكر ان اول من وثق للمقابر الجماعية ولجرائم العفالقة ونظام البعث المقبور هو عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم 0 رحمه الله) واول من دولها وعرى النظام امام الهيئات والمنظمات الانسانية واليوم وبعد كل هذا الوقت ومرور السنين يبقى المجلس الاعلى صاحب الريادة وحامل المسؤولية والمطالبة وبقائه مصرا على ما بداه عزيز العراق (رحمه الله) فعقد مؤتمرات وملتقيات واحياء الذكرى يشكل ذلك البعد والوفاء وبقاء القضية واستمرار المطالبة حتى تؤخذ الحقوق وترد المظالم وان كانت كثيرة وان كانت مغيبة ....ان ماقامت به الحكومة بتخصيص 5مليارات وتشكيل الهيئات والمؤسسات جيد لكنه غير كافي لانه وكما قلنا وكما يشهد به واقع الحال لم يكن بمستوى الواقعة ومقدار الظلم وحجم الماساة لذا تبقى المسؤولية كبيرة وعظيمة والامانة صعبة وثقيلة تحتاج اولا للتوثيق وادراج الاسماء وتحديد الشخصيات والهويات والوصول الى اثارهم بشكل دقيق ونهائي ثانيا الاسراع في انهاء هذا الملف لان تقادمه سيخلف اثار وخيمة على مصداقية الحكومة اولا وعلى تقادم الحالة واندثار ودروس الادلة وضياع خيوط المقابر وادلتها ومن يملك معلومات وثالثا فهذه المقابر انما هي دليل لجرائم لازال مرتكبيها يصولون ويجولون وفي مراكز حساسة في مؤسسات الدولة ....يحتاج العراق لجهد مضاف لمثل حركة المجلس الاعلى لجهد مثل جهد السيد عمار الحكيم فما فعله هؤلاء هو الاستمرار بلا ملل ولا كلل فلم يمض يوم الا ونادوا بالمقابر الجماعية ولم يطأوا مكان الا وذكروا بماساة الشعب ولم يقيموا حفلا او مهرجانا او مؤتمرا ولم يشغلوا منصبا او مساحة او منفذ الا استخدموه في الابقاء على حيويتها لا لمجرد الذكرى لا بل لعدم اعطاء الاخرين حقها وبقاء كثير من مفاصلها مجهوله ...ان كثرة حديث المجلس الاعلى والسيد عمار الحكيم عن المقابر الجماعية والانتفاضة الشعبانية وصل في بعض الاحيان الانتقاص والاستهزاء بهم واتهامهم بالحديث عن الذكريات والبقاء في الماضي او ربط الجميع في قضايا اكل الدهر عليها وشرب من هنا يمكن ان نعرف ماساة الشعب العراقي ومأساة الانتفاضة وماساة المقابر الجماعية فالبعض يريد ان يبقيها تاريخ وهي حاضر ومستقبل وهي واقع ويريد ان يبقيها ذكرى وهي تتجدد وهي حياة يومية والبعض يريد ان ينسفها ويلغيها من الوجود وهي قمة المصداقية والحقيقة الثابتة والظاهرة وان عابت بعض مفاصلها وا غيبت معالمها ووجوهها ...ما يخشاه الشعب العراقي ان تتداخل المفاصل والاحداث والتواريخ والمقابر بعد ما تعرض له العراق واتباع ال البيت (عليهم السلام )خصوصا من هجمة تكفيرية بعد عام 2003 حرب طائفية وان كان استمرار لتلك الفصول الا انها لن تبيح لاحد بان يحول العراق الى رفاة ومومياء لن تبيح لاحد بان يصادر حق او ان يطمس معالم او ان يشوه حقيقة وهذا ما اكده السيد عمار الحكيم والمجلس الاعلى ويركز عليه دائما ويجب ان تتبناه الدولة والحكومة بان تنتهي من كل الفصول التاريخية وان تنهي الملفات الخاصة بالانتفاضة والمقابر الجماعية وان لايكون على حساب ملفات اخرى مثلما تهتم بملفات المتضررين من الارهاب والتهجير والعمليات الارهابية وان تستخدم كل هذه الملفات بدعم موقف الشعب العراقي وحق العراق على العالم وان ما يتعرض له من هجمة ارهابية هو بمثابة ابادة للجنس البشري وما تعرض له من ظلم وخاصة المقابر الجماعية هو جريمة ضد الانسانية فيجب على العالم ان يتحمل مسؤوليته وان يعتذر من يعتذر ويجرم من يجرم ويعاقب من يعاقب ويعترف من يعترف لقاء ما ارتكبه ضد الشعب العراقي بالامس ومايرتكب اليوم .....

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك