المقالات

رب ضارة نافعة


بقلم/ ضياء المحسن

لا تخلوا الحياة من متناقضات، فالأبيض مع الأسود؛والخير مع الشر، والصالح مع الطالح، وقائمة طويلة عريضة يمكن لأي منا، ان يملئ صفحات عديدة منها. وفي الحياة السياسية نجد هناك من يقف في صف الحكومة، ومنهم من يقف في صف المعارضة، وبما أننا حديثوا عهد على الديمقراطية، فلابد أن تحدث فيها بعض الأخطاء. من أدوات الديمقراطية، الإنتخابات التي يصل من خلالها البعض الى السلطة ( تشريعية أو تنفيذية) على حد سواء، وفي المقابل هناك من يخرج خاسراً؛ ويبقى الفائز الأكبر هو المواطن الذي يعبر بكل حرية عن رأيه من خلال منحه لصوته لذلك المرشح. وواحدة من أدوات العملية الإنتخابية، هي الدعاية الإنتخابية، وفيها يقوم المرشح بالدعاية لبرنامجه الإنتاخبي (سواء كان المرشح ضمن قائمة مفردة أو كتلة معينة)، حيث يقوم بطرح رؤيته لما يمكن ان يقوم به من مشاريع تهم المواطن بالدرجة الأولى على صعيد الخدمات وحتى على الصعيد المادي أيضاً. وتعتبر الوعود بمثابة عقد يلتزم به المرشح أمام ناخبيه. ولم نسمع أو نشاهد على شاشات التلفاز، في محيطنا الإقليمي على الأقل، من يقوم بعملية تسقيط سياسي؛ أو تشويه لدعاية إنتخابية لمنافس أخر، مثلما يحدث في بلدنا. ولا أعرف ماهو المغزى من ذلك؛ إلا أن يكون هو الغباء السياسي بعينه، لأنه من غير المعقول أن يلتفت الناخب إلى مثل هذه الأفعال الصبيانية ويتجاوب معها بالإيجاب، بل سيكون تجاوبه معها بالضد مما يفعل ذلك، فقد رأينا حالات تمزيق لدعايات لمرشحين، وقذف الملصقات بأنواع مختلفة من الأصباغ والزيوت؛ على أمل أن يعزف المواطن، عن إختيار هذا المرشح أوذاك الذي تم تمزيق الملصقات الخاصة به. ولم تكتفي إحدى الجهات، التي لا نعرف إتجاهها أن تقوم بتغيير الشعار الإنتخابي لكتلة المواطن من " محافظتي أولاً" إلى "محفظتي أولاً"، وبدا للوهلة الأولى أن المتضرر من هذا سيكون كتلة المواطن، حيث يتم إتهامها بأنها تبحث عن مكاسب خاصة، ونسي أو تناسى من قام بتلك الفعلة الخبيثة، أن كتلة المواطن طيلة عمر الحكومة لم يكن لديها وزير واحد في الكابينة الحكومية، ومع هذا فهي ما فتئت تخاطب الحكومة والبرلمان على حد سواء بضرورة الإلتفات الى المواطن وتقديم الخدمات التي يفتقر لها وسَنْ القوانين التي من شأنها أن ترفع المستوى المعاشي والخدمي له. لكن الذي حصل هو تسويف من جانب السلطتين " التشريعية والتنفيذية" على حد سواء، خوفا من أن يتم تجيير هذه المشاريع والقوانين لصالح كتلة المواطن، إن طرح شعار " محافظتي اولاً"، نابع من كون الإنتخابات خاصة بالمحافظات، ومن ثم فإن المرشح عندما يفوز، سوف يلتفت إلى تنفيذ البرنامج الإنتخابي الذي طرحه في محافظته، وليس في محافظة أخرى. أما عندما قام من قام بتغيير الشعار؛ الى "محفظتي أولاً" فشرف كبير أن تكون كتلة المواطن، هي من يفكر بكيف تملئ محفظة المواطن بعد أن عجزت الحكومة والبرلمان؛ من فعل هذا طيلة ما يقرب من أربع سنوات، وشرف أكبر عندما تتصدى لمن يقوم بسرقة المال العام ليملئ بها محفظته الخاصة؛ تاركاً الناخب يتخبط ويتذمر من كل شيء ويلعن اليوم الذي منح صوته لمن لا يستحق.همسة: صدق من قال " رب ضارة نافعة"والله من وراء القصد..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك