بهاء العراقي
حين تتعالى اصوات هنا واخرى هناك ويطالب بعضنا باحداث التغيير والتخلص من تبعات المحسوبية والفساد الذي ينخر جسد الدولة فلابد من اختيار بديل للوضع القائم من هنا كانت الانتخابات ومازالت خيارا لاحداث التغيير وبدء صفحة جديدة واصلاح ما يمكن اصلاحه لتصبح التجربة ناضجة مكتملة الفائدة لكن السؤال الاهم كيف لنا ان نختار من نريد ولماذا وماهي المعايير التي ينبغي مراعاتها لتجنب الوقوع في نفس المشكلة التي رافقت اختياراتنا في الدورة الماضية وكيف لنا ان لانشعر بالخذلان مع اداءنا الواجب والمسؤولية على اكمل واتم وجه ؟؟؟ من هنا فان المرجعية ممثلة بامام جمعة كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي يجيب تفصيلا عن السؤال الذي يشغل بال الكثيرين حيث دعا جميع العراقيين الى حسن الاختيار للمرشحين والقوائم الانتخابية المشاركين بانتخابات مجالس المحافظات المزمع اجراؤها في العشرين من شهر نيسان القادم وللبيان نقول الاتي ان الحديث عن اختيار مرشح جيد مطلب لابد من احرازه فالمرشح الجيد في القائمة السيئة او التي لاتلبي الطموح لايحل المشكلة بل يعقدها لان القائمة او الحزب يسير وفق رؤية معينة وان كانت قناعات العضو المنضوي تحت لواءها مختلفة فان هذه القناعات لن تقدم او تؤخر شيئا عند ذاك يكون محكوما بالسير والدوران في فلكها وكذا الحال فيما اذا كانت القائمة جيدة والمرشح الذي يتم اختياره سيئا لاننا بذلك نضع شخصا غير مناسب في مكان لايستحق التواجد فيه ولعله ينظم للجنة او يرأسها عند ذاك فلنتوقع ما سيكون عليه الوضع؟!! اذن الحل لابد ان ينبع من اختيار حكيم وجيد للقائمة والمرشح وان تتطابق البرامج والرؤى والتوجهات فالمرشح لابد ان تكون له مميزات والقائمة التي هو بضمنها لها مميزاتها وبرنامجها الفعلي القابل للتطبيق وفيه الحلول المرجوة للازمات ونقص الخدمات حينها لن نشعر بضياع الحقوق ونكون قد ادينا الواجب الوطني والاخلاقي والشرعي تجاه المجتمع دون ان نتأثر قطعا اثناء عملية الاختيار بالمحسوبيات والانتماءات الحزبية والولاء للعشيرة وننطلق منها على حساب اشخاص افضل يمكنهم تحقيق المرجو منهم بشكل ادق واتقن فمسؤوليتنا تنحصر في اختيار الافضل والاصلح بعيدا عن بعض التفصيلات الاخرى والمعايير الاضافية ومن يحمل صفات النزاهة والخبرة والكفاءة والتجربة العملية والالتزام الاخلاقي بطبيعة الحال هم الاوفر حظا في الفوز مع وجود البرنامج والرؤية والحلول لديه كمرشح ومن خلفه قائمته التي ينطلق منها . وسط كل هذه الدعوات ذلك نجد نفسا اخر يذهب باتجاه اخر مناقض تماما لما يراه العقل وما يرجوه عموم ابناء الشعب العراقي وهذا النفس الذي نشعر بتناميه في بعض الوسائل الاعلامية وتريد من ورائه قطعا التأثير على قناعات المواطن العراقي وتبتعد به عن جادة الصواب لتمرير اجنداتها وهذا النفس يدعو العراقيين الى العزوف وعدم المشاركة تحت عناوين و تبريرات واهية من اجل تسويق مثل هذه المشاريع المشبوهة التي تنتقص من العراقي نفسه وتريد له التنازل عن حقه في تقرير مصيره وصناعة مستقبله عبر اختيار ممثليه ومن ينوبون عنه ويديرون شؤون محافظته وان فكر البعض في السير بهذا الاتجاه لانهم يرون ان جميع المرشحين غير مؤهلين وان الانتخابات لن تفرز وضعا جديدا بمستوى ما يطمحون اليه فهنا نقول ايضا ان ترك المشاركة في الانتخابات لا يمثل الحل للمشاكل التي نعيشها اليوم كما ان المطلوب لممارسة دورنا في الانتخابات هو اختيار شخص او قائمة باجمعها واعتقد ان الاعداد الكبيرة للمرشحين تتيح لاي فرد منا ان يختار من يراه اهلا للمسؤولية كما ان عدم وجود شخص واحد او قائمة يتحمل هذه المسؤولية ويستحق منا الاختيار امر فيه سؤال وجواب وهو شبه مستحيل فالاخيار والحريصين على مستقبل البلاد وادارة شؤون العباد متواجدين ولنا ان نميزهم بسهولة فهم لم ياتوا من كوكب اخر وليسوا بعيدين عنا حتى نقول باننا لانعرفهم او لانثق بقدراتهم والا فالعزوف وعدم المشاركة امر لابد من تركه وعدم الانسياق خلفه لانه سيفاقم هذه المشاكل ويسمح لغير الكفوئين بالوصول للمواقع وهو ما سينعكس على واقعنا نحن من نعتبر انفسنا مواطنين صالحين تهمنا المصلحة العامة . اننا مدعون اليوم لان نواصل طريقنا الذي بدأناه لنحصد ثمار تجربتنا الديمقراطية بعدم فسح المجال امام من لانراه اهلا للمنصب مستفيدين من التجارب السابقة والاخطاء التي وقع فيها بعض المواطنين بسبب عدم حسن الاختيار واعتمادهم معايير خاطئة ادّت الى وصول اشخاص غير كفوئين وغير مهنيين من الذين خذلونا و لم يتمكنوا من تقديم المأمول منهم وفي هذا الوقت وهذه الحقبة فليس امامنا لتحقيق التغيير والمتابعة غير نظام الانتخابات لان تجربتنا لم تكن فاشلة بل ان لها ايجابياتها التي ان قارناها بفترات وسنوات الديكتاتورية سابقا فانها الافضل قطعا لانها تجربة تضمن لنا المشاركة والقدرة على التغيير حالها حال تجارب مشابهة خاضتها شعوب اخرى لكن الفرق هو ان تلك الشعوب قد تجاوزت اخطائها بانتهاج الصواب ووضعها النقاط على الحروف , فهل نستطيع نحن ذلك ؟؟ هذا هو التحدي الذي سنخوضه بعد شهر ونيف لنثبت باننا شعب يستحق الحياة ونحن كذلك بأذن الله .
https://telegram.me/buratha