المقالات

العراق يستغل انشغال العالم بالملف النووي الايراني و يصنع اسلحة خطيرة


بقلم : باسم حاتم الحطاب

لا زال الملف النووي الايراني يشغل العالم الغربي و الكيان الصهيوني و يقض مضاجعهم حيث لم يتمكنوا من وقف هذا البرنامج رغم الحصار و المقاطعة و العقوبات الدولية التي كلما زادوا منها زاد في المقابل عزم الايرانيين و اصرارهم على اكمال برنامجهم هذا سواءا أكان سلميا ام لا فهذا ما لا احاول مناقشته هنا , هذا الانشغال فسح المجال امام العراق لامتلاك سلاح ليس اقل اهمية من السلاح النووي الذي يدعي الغرب عزم ايران على امتلاكه , هذا السلاح الذي بدأ منذ وقت قريب و وصل الى مراحل خطيرة قد تجعل الغرب راضخا و لا يستطيع ان يحرك ساكنا امامه و لن تفيده في المستقبل القريب لا عقوبات اقتصادية و لا مجموعة خمسة زائد واحد و لا مجلس امن و لا امم متحدة .نعم فالعراق قريبا سيصبح في مصاف الدول المتقدمة بل و في مصاف الدول العظمى من خلال السلاح الذي يمتلكه و الذي يسعى جاهدا لان يطوره ليصبح السلاح الاول في العالم خصوصا و انه ليس هنالك ما يمنع ذلك فالسلاح لا زال غير مدرج ضمن الاسلحة المحرمة دوليا و لم تشمله معاهدات حضر السلاح بأي فقرة , نعم انه سلاح جديد و متعدد الاستخدامات مما ابعد عنه عيون كل المراقبين و الاستخبارات و المخابرات الدولية , انه و بكل بساطة (الحذاء) .و هنا لا بد من القاء نظرة تاريخية على المراحل التي مر بها هذا السلاح فنبدأ من النجف و في ايام حملة رئيس الوزراء في خطة فرض القانون و سعي اطراف معينة لاسقاط حكومته و اجراء انتخابات مبكرة كان الاستخدام الاول لهذا السلاح بشكل علني في صحن الامام علي عليه السلام ضد رئيس الوزراء الاسبق السيد اياد علاوي الذي صرح في حينها عن تعرضه لمحاولة اغتيال (و على الرابط التالي كان هنالك مقال من مجموعة مقالات وثقت هذه الجريمة: (http://burathanews.com/news/15895.html و هي الاولى من نوعها من حيث التسجيل الصوري الفيديوي اذ سبقتها محاولة اغتيال لمشعان الجبوري في الموصل بسلاح مماثل لكنها لم تصور فيديويا على حد علمي المتواضع , و قد استخدم في هاتين المحاولتين انواع مختلفة من هذا السلاح منها القبقلي و ابو القيطان و الشحاطة و الجوبلس و ابو الاصبع و اللاستيك و الاصلي و المعاد و من مناشيء مختلفة و لكن اغلبها كان من الصناعة الوطنية .ثم كان اول استخدام دولي للاحذية ما جرى في المؤتمر الصحفي المشترك بين رئيس الوزراء العراقــــــي و الرئيس الامريكي جورج بوش و لكن السلاح المستخدم كان نوعا واحدا و ليس متنوعا حيث استخدمت فردتان (تكين يمنة و يسرة) لحذاء احد الصحفيين استهدفا الرئيس الامريكي و شاهده ملايين الناس عبر شاشات التلفاز و موقع اليوتيوب , و لكن بوش و في تعليقه على الامر لم يدع بان هذه محاولة اغتيال بل قال ان هذه هي الديمقراطية التي جئنا بها , و هذا ما عزز موقف مصنعي و مستخدمي هذه الاسلحة محليا و دوليا و جعل كل من يريد اظهار نفسه بانه (ديمقراطي) يستخدم الاحذية .و لا اريد ان اتشعب في السرد التاريخي ليشمل استخدام الاحذية (كسلاح في المعركة) الى البلدان التي نقلت لها التجربة العراقية و ابقى في العراق حيث كثر استخدامها في مجلس النواب في جلساته التي يتم اقتطاع أي حادثة من هذا النوع لاسباب امنية تمنع استخدام الارهابيين من ازلام النظام السابق و بقايا تنظيم القاعدة له كونه يستخدم و حسب ما هو واضح ضد الشخصيات السياسية فقط ممن لا يمكن ان تطالهم العبوات و السيارات المفخخة التي تستهدف ابناء الشعب .و كان هنالك ايضا استخدام لكميات كبيرة من الاحذية في الانبار ضد نائب رئيس الوزراء صالح المطلك الذي حاول الصعود الى منصة المتظاهرين فتلقى وابلا من رشقات الاحذية مختلفة الانواع و متعددة المناشيء ايضا باستثناء المنشأ الايراني المحضور في المناطق الغربية لاسباب طائفية . تلاه استقبال و ترحيب بطريقة جديدة لم يعهدها التاريخ العربي بل و حتى غير العرب في استقبال الضيوف اثناء زيارة وفد من شيوخ المحافظات الجنوبية للانبار للاطلاع على مطالب المتظاهرين فاستقبلوهم بوابل كثيف من هذه الاسلحة اجبرتهم على العودة و عدم التواصل في تلك المساعي .و كانت الحادثة الاخيرة التي استخدم فيها هذا السلاح هي ما حصل بين النائب عالية نصيف و النائب سلمان الجميلي و التي جلبت الخير للعراقيين باقرار موازنة 2013 و التي لا تعرف نتائجها لحد الان حيث لم ار النائب الجميلي بعدها في وسائل الاعلام التي كانت لا تفارقه و لا يفارقها و التكتم الاعلامي عن حالته الصحية التي لم تذكر لحد الان هل كانت الاصابات بليغة ام طفيفة و هل ان ما يشاع عن ادخاله في العناية المركزة صحيح ام مجرد فبركات قد تصل الى اعلان وفاته متاثرا باصاباته .و بعد هذا السرد التاريخي لمراحل تطور استخدام سلاح الاحذية نتساءل : هل سيطالب السياسيين بتشريع قانون يمنع تداول الاحذية في جلسات مجلس النواب و في المؤتمرات الصحفية و في المحافل العامة خصوصا و ان الدعاية الانتخابية قد بدأت و من الممكن استخدام هذا النوع من الاسلحة بشكل واسع لا يمكن السيطرة عليه ؟ و هل سيعيدنا السياسين الى فترة ما قبل الطاغية صدام حسين الذي قال في احد احاديثه انه : (هو الذي البس العراقيين الاحذية بعد ان كانوا حفاة) ؟ و هل يمكن السيطرة على منابع هذا السلاح الفتاك بعد انتشار صناعته من خلال المنشأة العامة للصناعات الجلدية (جلود) او من خلال معامل الاحذية التي انتشرت بشكل كبير خصوصا في شارع الرشيد؟ و هل ستغلق محال بيع الاحذية التي انتشرت بشكل كبير و بسرعة هائلة بين اوساط خريجي الكليات و المعاهد الذين لا يجدون لهم مكانا للتعيين في القطاع الحكومي ؟ و هل سيخصص فيصل القاسم حلقة من برنامج الاتجاه المعاكس يستضيف فيه احد المؤيدين لاستخدام الاحذية و احد المناهضين لها ؟ و هل ستقوم المؤسسات الحكومية بحملة توعية حول مضار استخدام هذه الاسلحة ؟ و هل سيتخذ مجلس الامن قرارا بالحد من انتشار الاسلحة الجلدية و الالستيكية و الروغان ؟ و هل ستقوم وزارة الداخلية بدورها فتجلب لنا اجهزة للكشف عن هذه الاسلحة بعد ان ثارت فضيحة اجهزة الكشف عن المتفجرات؟ و هل سيمنع استيراد الاحذية من الدول التي لا تريد للعراق خيرا حتى لا تستخدم هذه الاحذية ضد وجوه السياسيين التي لا تحتمل متانة تلك الصناعــة ؟ و هل ... و هل ... و هل؟؟ تساؤلات كثيرة تبحث عن اجابات نطرحها امام المسئولين عن الملف الامني فبعد ان فقدنا الكثير من ابناء الشعب نتيجة المفخخات و الانتحاريين لا نريد ان نخسر سياسيينا الذين لا يمكن للارهاب الوصول اليهم بانتحارييه و سياراته المفخخة و لكنه يمكنه الوصول اليهم بالقنادر و النعل و الشحاطات .نحن ايضا لا نريد ان يمتد استخدام الاحذية كسلاح خارج اروقة مجلس النواب فيشمل شرائح الشعب كافة كما حصل في بعض الحالات في مظاهرات ساحة التحرير و اماكن اخرى و كان من بين ضحاياها فتاح الشيخ و صباح الساعدي على ما اتذكر . و كم كنت اتمنى ان ينتبه المعنيون الى التجارب الاولية لاستخدام هذا السلاح من قبل الامهات و الآباء لمعاقبة ابنائهم , و لكن خوفي اليوم ان يتم تطوير تلك الاسلحة لتصل الى مديات بعيدة فهي حاليا قريبة المدى و مؤثرة في هدف يبعد عنها عشرة امتار تقريبا لذا اطالب بمراقبة دولية معززة بالكاميرات على جميع مصانع الاحذية رغم اني ضد تدويل القضايا الداخلية و لكن ما يقلقني هو المناورات التي من المزمع ان تقوم بها بعض الجهات السياسية باستخدام هذه الاسلحة بكافة انواعها الخفيفة و المتوسطة و الثقيلة و تدريب فرق خاصة من الحمايات على استخدامها . و كذلك ارجو من المسئولين عن صفقات الاسلحة ان تضم صفقاتهم صواريخ باتريوت مضادة للاحذية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك