المقالات

الی این وصلت الثورات العربیه!!/


طارق الخزاعی

ان افتقاد الثورات العربيه الي االقياده الناضجه وعدم وضوح الرويه والاستتراجيه التي تنسجم مع المرحله الحاليه احد اهم الاسباب التي ادت وتؤدي الي فشلها . واقل مايقال عنها بانها ثورات اعتمدت بالدرجة الاولي علي الحركه العفويه الشبابيه والتي تعتمد غالبا علي الفوران العاطفي وان كان يحمل طابعا مطلبيا معقولا! ويتسم بعضها الاخر بطابع اسلامي تحرري يفتقد الي دينامو يتحرك وفق نظرية اسلامية واضحة المعالم ! فالحركة السلفيه الجهاديه ان صح التعبير قد ركبت الموجة العارمه واعتلت علي اصوات المطالبين بالحريه والاسقلال مع افتقادها هي بالاساس الي هذين العنصرين المهمين من خلال شعارتها ومنهجها الذي يقيد الحريات ويتيح للاجانب عبر ممارساتها بالتدخل في شؤون البلدان الاسلاميه! بالاضافه الي ما سبق فان هذه الحركه وعبر ماتؤمن به متبيانه في الرؤي ومتناقضه في الاطروحات !! فموقفها العقائدي من التظاهر والمطالبه بالحقوق المشروعه للمسلم يتلخص بما يلي(( يحرم التطاهر علي الحاكم او ولي الامر باي شكل من الاشكال بل يجب طاعته وان كان مسلما فاجرا!!!) بينما تراها تؤيد وتتظاهر علي ولاة امرها في دول كمصر وتونس وليبيا وتحرم التظاهر في بلدان اخري كالبحرين والسعوديه وغيرها !! اما في سوريا فان هذه الحركه لم تتظاهر وحسب وانما قاتلت ولا زالت تقاتل وتجيش الشباب المغلوب علي امرهم وتمدهم بالمال والسلاح والعدة والعتاد وترتكب المذابح تلو المذابح بحق الاطفال والنساء والرجال وبابشع صورة تحت يافطات هي بعيده عنها كل البعد!! اذن دخول هذه الحركه المشبوهه علي حلبة الصراع وارتقاء سلم التظاهر الخادع ضد حكام الجور والفساد مع ضبابية معتقدها وتباين نظرياتها قد خلق اجواء مناسبه وهيئ ارضية خصبه واتاح مناخا مناسبا لخلو الثورات العربيه من محتواها الجزئي وحولها الي صراعات جانبيه بين المشرفين عليها ! الامر الثاني والمهم ونتيجة التخبط وعدم الانسجام بين الاخوان المسلمين الذين اعتلوا المناصب المهمه في ىول الثورات العربيه من جهه وبين الحركات الشبابيه العلمانيه منها والليبراليه بالاضافه الي الاسباب التي ذكرت .كل ذلك قد خلق جوا مناسبا اخر لركوب امريكا الموجة من جديد ودخول الحلبه بعد ان يئست ونددت وخشيت من قيام تلك الثورات !! نراها اليوم تمد يد المساعده الي الحكام الجدد وتعلن مساندتها الي كل تحرك ثوري يبغي الخلاص من قيود الذل والهوان!! كل ذلك يرجع الي التقاء المصالح الامركيه والغربيه علي مائده دسمه قد هيئت من جديد ولكن هذه المره في بيوت المحسوبين علي الاسلام اسما بلا مسمي ! فمثلا ومن اجل ان يثبت الرئيس مرسي ولائه للغرب وامريكا وعداؤه لايران الثوره قيادة وقاعدة وعند حضوره لسويعات معدوده في قمة عدم الانحياز التي عقدت في ايران اعتلي المنصة وبدء خطابه بعد البسملة والصلاة علي الرسول بذكر الصحابة الثلاثة الاوائل وبشكل استفزازي اراد منه الايحاء باننا لانكرم صحابة النبي مما اثار حفيظة الكثريين من الضيوف والحضور!! مرسي هذا الذي انتجته الثورات العربيه العفويه نراه اليوم يحاصر غزة المظلومة باهلها وباسلوب لم يستخدمه طاغية مصر السابق مبارك وذلك عبر اغراق الانفاق بالمياه والذي بناها الفلسطينيون لتأمين حاجاتهم من الطعام والىواء ومقاومة الحصار الظالم الذي فرضته امريكا والعدو الصهيوني والحكام العرب علي الشعب الفلسطيني المظلوم . للاسف الشديد لازلنا اليوم يراهن البعض منا علي الايقاع بمعتقد الاخروتوجهاته خدمة للمصالح الذاتيه والمعتقدات المغلوطه ىون الالتفات الي خطورة مايحدث والي ماتحمله تلك المخاطر من معاول هدامه . وقد وصلت حمي الصراع السلطوي وثوارات السلف الصالح! تحت مسمي (( الربيع السني!!) قبال ((الشتاء الشيعي!!)) ياخذ منحا خطيرا يهدد كيان المجتمع العراقي من جديد ويعيد البلد للمربع الاول! والغريب في الامر ماجري قبل ايام من اعتداء سافر علي نقاط الجيش العراقي علي الحدود السورية العراقيه في محافظة الموصل من قبل مايسمي بالجيش السوري الحر!! والذي راح ضحيته عدد من الجنود الابرياء . نري موقف بعض الساسة من قائمة العراقيه لاسيما رةيس مجلس النواب النجيفي يلقي باللوم علي قوات الجيش! بدلا من التنديد بهذه الاعمال الاجراميه واتخاذ مايلزم من اجل مواجهتها وبقوه! هذا كله وغيره مايحصل في العراق هو افرازات طبيعيه لما حدث ويحدث في بلدان الربيع العربي كما اسمته السيده امريكا!! لانه و كما اسلفنا يفتقد الي القاده الاصحاء والرعاة الاتقياء والسادة الفضلاء الحكماء لامن هب ودب ونما وشب علي موائد السحت واكل الحرام!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك