المقالات

الحكيم والاعتدال فسحة الحلول


طه الجساس

طبيعة فكرة الاعتدال هي شمولية وتستطيع ان تغطي وتؤثر على مساحة واسعة من أرض الحقيقة ، ومن يؤثر في مواقف ألآخرين من خلال وسطية المنهج وروح الجماعة لا بد انه يحمل مشعل الانسانية والوطنية ومصدر ثقة والهام ، ولو كانت له مواقف متقلبة لما حافظ على علاقته مع الجميع ، ان روح الاعتدال والوسطية التي يحملها السيد عمار الحكيم منبثقة من اساس متين يبتدئ من عقيدة التوحيد وينتهي الى النظير في الخلق ، ونادرا من ان يكون صاحب منهج الوسطية والاعتدال جهة في مشكلة بل غالبا ما يبادر الى تبني عرض الحلول وتطبيقها فهو صوت الضمير الذي لا يهدا ولا يمل ، والاعتدال لغة سلام وفكرة عطاء وأسلوب تعايش باتجاه الاستقرار ، ولا يخفى على الناظرين ان النجاح في تبني الاعتدال كمنهج تطبيقي يضعف من قوى تعتاش على البلبلة والتخبط من اجل استمرارها لأنها لا تعيش مشروع وفكرة نيرة ، فأسلوبها اثارة الغبار والركض والصياح والدربكة لكي تجذب الاخرين وسرعان ما تتعب وتغير اتجاها الى زوبعة اخرى لذر الرماد في العيون ، كل ذلك لمنافع انتهازية ومحدودة ومعرقلة للقضايا الحق ، ان الاعتدال هو اسلوب عمل ينفذ بعقلية مرنة وراسخة ويتسلل كالمياه الى روح المشاكل والخلافات ويحللها ويفكها ويلفها بالحلول ، وفي اقل حالته يوقف الانهيار ويقلل الخسائر ،وليس هو استعراض ووقوف على التل كما يتصور البعض من ادعياء المعرفة والسياسة ، فقد سلط الواقع نور الحقيقة عليهم وحرقهم فكانوا هباءً منثورا ، بل ان صاحب نظرية الاعتدال والوسطية يكون هو اكثر من يعطي ويتنازل من اجل استمرار المسيرة ، وهو يبرز تأثيره عندما يحمي الوطيس فيؤثر في الطرف المتشنج والمتوثب للتأثيرات الطائفية او الحزبية فيمسك باندفاعه ويحد من تأثيره ، وهولا يبحث عن تحالفات مع جهات نافذة ، ولو اراد نيل اسلطة مستغلا لبعض الظروف لفعل وقد عرضت عليه في مؤتمر أربيل ، ولكن روح الجماعة والاختيار النموذجي من خلال المواطن هو غايته ، والجماهير فهمت الدرس ودقت ناقوس الخطر للقوى التي تقتل شعبها او القوى التي تخوف شعبها لتستغله وتسرق صوته بحجة حمايته من خطر مهول ،هم سبب من اسبابه ، وأخيرا نختم بقول الله سبحانه وتعالى " وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء لى الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك