المقالات

الحكومة تتلاعب بالقوانين والانظمة!


جبار التميمي

الدستور يعرف بأنه القانون الأساس ويوصف بأنه المساحة التي تحدد سياسة الدولة وترسم حدود الحقوق والواجبات وتشرع على أساسه القوانين التي تنظم حياة المجتمع وبناء الدولة ومؤسساتها وحدود الحريات وللدستور شرعية ومؤسسات راعية لهم تحميه من الخرق والتجاوز ودول أوربية كثيرة تعتبر من معاقل الحرية والديمقراطية كتبت دساتيرها وعلى أساس شرعياتها وعدم تجاوزها واحترامها تطورت وبنت حضارتها واحترمت إنسانها وحقوقه وكينونة احترام الدساتير لايأتي من وضعها في إطار مقدس الغرض منه التطبيق الانتقائي يبحث عن الواجبات ويلاحق المواطن لتطبيقها ويطالبه بتنفيذ الواجبات بكامله ويجعل الدستور مقدس في ذلك ويجعله مقدس أيضا يمنع بقدسيته المواطن من الاقتراب من المطالبة بحقوقه والحريات العامة والخاصة ،أن الأنظمة الشمولية سواء كانت غربية أو شرقية عربية أو غيرها كتبت دساتير ونفذت منها مايخدمها ويخدم وجودها وبقائها وجعلت بنود فيها لايمكن الاقتراب منها أو الكلام بها وعندما نقرا في دساتير كثيرة نعجب بفصول الحريات والحقوق ولكن سرعان مانجد أنها حبر على ورق وهي استعراض للحضارة والديمقراطية ولذر الرماد في العيون وكثير من الأنظمة الدكتاتورية لم تكتب ولم تقر وتشرع طريقة اختيار طريقة الحكم في الدستور ومدة ولاية الرئاسة لان تلك الأنظمة تدرك أن الدساتير ستطيح بها فهي تجعل الدستور خط احمر وله قدسية وله حساسية تخيف المواطنين والمعارضين وتمنعهم بوسائل قمعية للوصول له لكنها أي الأنظمة الدكتاتورية تتلاعب في تفسير وتطبيق الدستور كما يحلو لهاوبما يحقق لها البقاء والاستمرار فهي تخرق الدستور يوميا ولكنها تقدم مبررات وتطرح مسوغات لذلك بدواعي الدفاع عن البلد ووحدته ولمنع تنفيذ أغراض الغير من أجندات خارجية وتدخلات إقليمية أن للدستور قدسية ولكنها شامله لكل فصوله وعلى كل من يشمله وهم الجميع ولكنه أمام تحقيق مبدأ المواطنة والحريات والحقوق والمساواة يصبح قابل للمس والتجاوز والتغيير إذا نفذ للبعض دون البعض الآخر تحت أي مبرر طائفي كان أم عرقي حزبي أم مناطقي القانون وجد لينظم الحياة ويمنح المواطنون حقوقهم وأمام حقوق المواطنين وتنظيم حياة المجتمع يجب أن يوظف القانون ويكيف ويطوع طالما في ذلك منافع للناس ولا يسبب ضررا لأحد بشكل واضح بالأدلة والقرائن ولا يسبب ضررا للدولة والمجتمع أي أن القانون شرع ليكون نافعا لأصحابه الذين يشملهم وهو بمرور الزمن قصر أو طال يتم تعديله وتغيره أو استبداله وبما أن الدستور هو القانون الأساس فهو تبعا لما تم ذكره يخضع لما يخضع له القانون وأما هذا الوضع نرى إنما هو أكثر قدسية من الدستور يخضع ليكون ضمن حالات الاجتهاد والتأويل وحمله للأوجه ليواكب حاجات ومنافع المجتمع ،أن محاولات التلويح لقدسيات الأشياء الحياتية والتنظيمية هي تأسيس لطريق ذو اتجاه واحد يؤدي إلى منفذ واحد وطريق هو خاص لايحق استخدامه إلا لشخص واحد ومن خلاله منافع مجموعة واو فئة يطبق مايحلو له ويمنع مايريد منعه ويجمد مالا يروق له وهذا يدمر بناء الدولة ويهددها بالتقسيم ويهدد مبدأ المواطنة ويعيق بناء المؤسسات التي بها تصل للمواطنين حقوقهم ويلغي اعتراف المحكوم بالحاكم والأخير أهم أركان بناء الديمقراطية والدولة ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك