المقالات

نقدم التنازلات لنضمن الكرسي !!


اياد الناصري

 

من البديهيات ان العمل السياسي يحتاج هامشا من المرونة والتعاطي مع الاخرين على اساس تحقيق المصلحة العليا و بعيدا عن الخوض في تفصيلات ووضع احتمالات لبيان الفكرة الاساسية وفحوى ما يريد العراقي قوله لساسته بالاخص اطراف الصراع ومن يقودون دفة الازمة ويسهمون في تاجيجها لابد من قراءة المواقف ومراجعة الدواعي التي ادت بنا الى هذا الحال ونبدأ من اتفاق اربيل الذي ابرم بشكل غريب وسري تقريبا بين اطراف من دولة القانون والتحالف الكردستاني أي (المالكي وبارزاني) وفيه ما فيه من المؤاخذات والتي تخدم البعض وتوضح مدى نفعيتهم وسيرهم باتجاه خدمة مصالحهم لاغير بعد ذلك برزت ازمة الهاشمي وفجرت الاوضاع وقادت الى ان يتهرب كل طرف من التزاماته واقصد طرفي اتفاق اربيل لينتهي بهم المطاف الى الوقوف وجها لوجه وفضح بعضهم البعض وبيان مدى هشاشة التزامهم باتفاقات تجاوزت سقف الدستور وقدمت التوافقات الثنائية فوق كل التوافقات الوطنية الاخرى والتي قلنا توافقات مصلحية لا اكثر ومن بين الامور التي صعدت الازمة بين المالكي وكتلته والطرف الكردي ممثلا بمسعود البارزاني وتوجهاته هو لجوء كل طرف الى ابتداع مطالب واشتراط اشتراطات لم نسمع بها يوما وكل ذلك فسر على انه منطلق من صميم الدستور ومصالح الشعب حتى اوشكت الحرب والفتنة على ان تقع بسبب التهور نزوة سياسيين راحوا يصوغون المبررات لتصوير الطف المقابل عدوا يريد ابتلاعهم ومع الاسف فقد اتخذت اساليب ملتوية لجر الشارع الى مواجهة لا يستفيد منها احد وبعد ان وصلت الاوضاع الى هذا السوء وللتغطية على مشاكل سياسية ربما كانت ستحل بالحوار بشكل جدي وواضح افتعلت ازمات اخرى اراد اطرافها وهم المالكي وجماعته النجيفي وجماعته هذه المرة وتعالت الاصوات وها نحن نعيش تداعياتها لتتوج باعادة افواج البعثيين وتفريغ مؤسسات كهيئة المسألة والعدالة من محتواها وجعلها مؤسسة خادمة لكرسي الحكم يساوم بها من يريد ويرضي عبرها من يراهم الشعب بالامس عدوا لدودا ومفتاحها بالا شك ممثلي التظاهرات ومن يدفعون لتكون بهذا الشكل الطائفي المقزز فسياسة معالجة الازمات بافتعال اخرى سياسة حذر منها عقلاء القوم وفي مقدمتهم السيد عمار الحكيم وقيادات المجلس الاعلى , لكن سقوف طموحات البعض كان كبيرا حتى وقعوا في منزلق الغرور السياسي وتوهموا انهم اكبر من كل شيء حتى عادوا الى ما قبل اول ازماتهم وراحوا يقدمون التنزلات سخية على حساب الوطن والشعب وسؤالنا هنا لماذا لم يبادر المالكي وائتلافه الى احتواء الازمة قبل ان تنطلق وقبل ان يغرق العراق في مستنقع توالي الازمات ولماذا تدفع مستحقات البيشمركة من الموازنة الاتحادية بينما هم حرس اقليم كردستان وهل سينتهي الامر بتجميد عمل قيادة عمليات دجلة ام ان الامر سيمتد الى الغاء صفقات تسليح الجيش العراقي على اعتبار ان هذه الصفقات تهدد امن الاقليم مستقبلا وهل يريد المالكي ان يستميل القيادة الكردية لبيان الغلبة في مواجهة ممثلي المتظاهرين الذين اوشكوا ان يعادوا الجميع بعد تصريحات البدراني وهجومه على الكرد وقبلهم الشيعة وهل سيكف رئيس الحكومة عن سياسة التصعيد ام انه سيتجه للنجيفي والعراقية بعد ان تهدأ هذه الازمة ويقدم لهم المزيد من التنازلات لتحقيق مكاسب شخصية وحزبية متجاهلا كل النصائح والرؤى التي قدمتها المرجعية الدينية الرشيدة واطراف في المكون الشيعي بالابتعاد عن مثل هذا النهج وايضا هل ستحل التنازلات هذه المشاكل جذريا ام ان في الافق مفاجآت اخرى تجعل من الاستقرار السياسي في بلادنا امر بعيد المنال .. ان حسن النية والتعامل بمرونة في العلاقة مع الاخر في الامور التي تحتمل الحوار والاخذ والرد امر لابد من وجوده قبل التشبث بالرأي والتمسك به على اعتبار ان البلاد تدار بشراكة المكونات فيما يجب ايضا ان يكون هناك حسم في قضايا اخرى من قبيل الحفاظ على مكتسبات وامن الشعب ونحن مع الخيارين مجتمعين ضمن سقف وطني موحد يجعلنا جميعا في مواجهة التحديات وتوزيع خيرات البلاد لتشمل كل ابنائه الذين يرون ان مصلحتهم في ان تدور عجلة التنمية وتتحول الخيرات والثروات الى مشاريع وفرص عمل تخرجهم من دائرة العوز والحرمان سيما في مناطق الوسط والجنوب التي تتحمل بلا ريب وزر عنتريات ومغامرات البعض ومن كل الاطراف التي تدور في فلك الازمة وتغذيها وتديمها دون استثناء ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك