المقالات

الحكيم قال كلمته فمتى يصمت الفاشلون


عباس المرياني

تسببت مواقف المجلس الأعلى وقيادته الشابة في الفترة المنظورة اتجاه الأزمات والمشاكل المتكررة المصطنعة وغير المصطنعة التي جرت أحداثها في الساحة السياسية العراقية بحالة من الشد والجذب بين مؤيد ومعارض ليس على مستوى عموم الساحة السياسية بل على مستوى المكون السياسي والشعبي الشيعي على اعتبار ان رسالة المجلس الأعلى إلى مكونات أبناء الشعب العراقي الأخرى واضحة ومفهومة ولا تحتاج الى فلسفة خاصة لأنها جميعا تصب في خانة التعايش السلمي والوحدة والتهدئة والتضامن والحصول على الحقوق والقيام بالواجبات دون الدخول في متاهات التعقيد والتشدد وهذا الموقف محل فخر واعتزاز جميع مكونات الشعب العراقي اتجاه المجلس الأعلى وقيادته الحكيمة.ورغم ان رسالة المجلس الأعلى واحدة ولا تختلف من مكون الى اخر لكن تداخل المواقف والمصالح وغياب الرؤية والمنهج والاستغلال غير الأمثل للفرص اوجد حالة من الغبش وعمى الألوان عند مساحة غير قليلة من جمهور الطرف المنافس والجمهور الصامت والمتردد مع زيادة حالات الشد المعاكس التي تستغلها الأطراف السياسية الشريكة لزيادة التصاق هذا الجمهور بها لإغراض ومكاسب انتخابية وقتية رغم ان هذا الطرف والأطراف الأخرى لم تقدم الى الجمهور ما يستحق الوقوف الى جانبها او الدفاع عنها لكن فهم هذا التناقض معادلة معقدة يصعب فهمها .المجلس الأعلى من طرفه يعتقد جازما ان تظليل الناس والعبور على جسر عواطفهم وجهلهم لغايات حزبية وانتخابية امر مرفوض ولا يمكن القفز عليه كما انه (أي المجلس الأعلى) يرفض النصر بالجور ويرفض الخطاب التحريضي الطائفي لأنه يعتقد ان هذه الأساليب اذا ما نجحت في زمن قصير فإنها لن تبني امة متماسكة ولا تحقق الأمن والاستقرار ولا تحصن وطن متنوع الأعراق والطوائف ولا تعزز تجربة ديمقراطية فتية ولا تنهض بأحلام الشعوب وتخلصهم من رواسب الماضي المشؤوم.ان مشروع المجلس الأعلى لبناء الأمة العراقية يتنافى تماما مع الإقصاء والتهميش ومع عسكرة المجتمع ومع الكيل بمكيالين ومع الخطاب التحريضي ومع الانقياد الأعمى ومع صناعة الطغاة ومع افتعال الأزمات ومع خلق المشاكل ومع تسييس القضاء ومع الاستعانة بالقتلة والمجرمين ومع تهميش المجاهدين والمضحين ومع خلق العداوات مع دول الجوار.ليس من حق أي احد أن يزايد على تاريخ وموقف المجلس الأعلى وموقف ال الحكيم من البعث والبعثيين وليس من حق اي احد ان ينصب نفسه قاضيا ليتهم ال الحكيم بالوقوف مع البعث والبعثيين لان مثل هذا أما جاهل او مزايد رخيص وكل هذا وذاك لا يساوون شيئا في حسابات الفكر والمنطق ولو كان ال الحكيم والمجلس الأعلى مع البعث والبعثيين لما احتاجوا إلى قوافل الشهداء وانهار الدماء والى ان يتطاول عليهم كل من هب ودب او يعلمهم ويوجههم كل جاهل وغبي الى يصطفوا الى جانب هذا او الوقوف بصف ذاك.المجلس الأعلى وقيادته الحكيمة ليس على عجلة من أمرهم لأنهم يعتقدون ان ما يأتي سريعا يذهب سريعا وان البناء الرصين يحتاج الى أساس قوي ويحتاج الى وقت ليس بالقصير بل يعتقدون ان بناء الإنسان أصعب كثيرا من كل بناء ويحتاج الى جهد ووقت استثنائي.ستبقى مواقف المجلس الاعلى وقادته متجذرة ومستمدة من مواقف الشهداء التاريخية ومواقف المرجعية الدينية العليا ولن يتخلى عن هذا الارث وهذا المجد من اجل ارضاء هذا الطرف او ذاك حتى لو اضطرته مواقفه السير لوحده ويكفيه فخرا ان منهجه متميزا واصيلا وقائدا وليس تابعا او خانعا او رخيصا يمكن شراءه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-02-23
هذا صحيح ولكن يتطلب الحزم وعدم العفو كما حصل لعبد الكريم قاسم الذي عفى عما سلف
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك