المقالات

الناخب بين فرس الرهان ووهج السلطة

420 17:36:00 2013-02-15

عباس المرياني

من المفارقات الغريبة التي ينفرد بها الناخب العراقي وتجعله يختلف عن جميع نظرائه في كل دول المعمورة هو طبيعة التقييم الذي يضعه في اولويات الاهتمام والاختيار والمفاضلة بين المرشحين وبين الكتل السياسية التي ينتمي لها المرشحين اذا ما اراد الاختيار لان هذا الاختيار يكون في كثير من الممارسات مرتبطا بقناعات مسبقة قائمة على مبادئ استثنائية يصعب تغييرها من قبل المرشحين او من قبل الكتل السياسية المتنافسة الا ان الزمن كفيل بتغييرها كونها ترتبط في المرحلة الحالية بوهج السلطة وكاريزما القائد المتاصلة بجذور الفترة المظلمة وهذا الارتباط ستتلاشى سطوته في المنافسات القادمة ولن يكون من اولويات الاختيار خاصة اذا ما تمكن الاخرين من سد المنافذ الغير القانونية التي ينفد منها صاحب السلطة الاعلى والتي تمنحه صلاحيات ليس من استحقاقه.وعادة ما يحدد الناخب في الدول السائرة في طريق الديمقراطية خياره بين المتنافسين على ضوء ما قدمه من خدمات وما ساهم في تحقيقه من امن وأمان وسعيه لرفع مستوى المعيشه والقضاء على البطالة وخفض الضرائب ومحاربة الفساد المالي والاداري وتحقيق السلم الوطني ورفع مستوى الدخل القومي وتطبيق حقوق الانسان وزيادة مستوى السعادة عند الشيوخ والعجائز وما الى ذلك من الانجازات الواجب تحقيقها،بينما تكون خيارات الناخب العراقي بعيدة كل البعد عن تلك التي ينشدها الناخب في الدول الاخرى لان مقياس الاختيار عنده هو حجم ملفات المشاكل والازمات وطبيعة الاطراف التي اثيرت ضدها هذه الملفات ومقدار تمسكه بالملف الطائفي لان هذا الملف هو اخر وانجح الملفات التي يمكن ان تبقي الراغبين بالتفرد واولئك المستقتلين للتمسك بكرسي الحكم،اما ملفات الخدمات والامن ورفع مستوى معيشة الفرد والقضاء على البطالة والفساد والمالي والاداري وتوفير الخدمات الصحية فانها ملفات ليست مهمة في اولويات الناخب وهي اخر ما يمكن ان يفكر بها لانه للاسف لم يتعلم بعد لعبة الديمقراطية ولانه لا زال يعيش وهج السلطة والقائد الرمز ولا زال بسيطا في تفكيره وطرحه ولا زال طيبا حد السذاجة وهذا ما يعزف عليه الماسكين بعصمة اشاعة مبدأ التخويف من المقبل اذا ما حدث تغير في المواقع كون هذا التغيير سيؤدي الى المجهول وان النساء عقرن ولم يلدن رجلا قادرا على قيادة العراق الى بر الامان وعليه فان من يطالب بالتغيير لا يؤمن بالولاية ولا يخاف على مستقبل الاكثرية وما يهمه هو السلطة وكرسي الحكم اما تمسك الطرف الحاكم بالكرسي وبشتى الوسائل فحق لا ياتيه الباطل؟؟ان استمرار خيارات الناخب كما هي في المرحلة الماضية سيعمق الفجوة وسيؤدي الى حالة من الفراغ والشد والجذب وسيجني الناخب الازمات والمشاكل من جديد وسيضيف على ما فرط به سنوات جديدة من الحرمان والعوز واذا كان تشكيل الحكومة الحالية استغرق عشرة اشهر فان تشكيل الحكومة المقبلة اذا ما افرزت النتائج ارقام متقاربة كتلك التي افرزتها الانتخابات الماضية فانها لن تتشكل ابدا بعد حالة الطلاق التي تمت بين معظم القوائم السياسية المؤثرة في المشهد السياسي والتي سيكون لها حضور في المرحلة المقبلة.ان من حسنات الديمقراطية اذا ما احسن الناخب التعامل معها هي حرية التغيير ومنع نمو الديكتاتوريات وانتشار طحالبها الخبيثة في جسد الدولة ولهذا فان الفرصة قائمة لدى ابناء الشعب العراقي للتغيير واختيار النزيه والافضل ممن يستطيع انقاذ البلد من وضعه المتردي بما يملك من رؤية ومشروع متكامل وما يتمتع به من مقبولية بين جميع الاطراف.ان المجلس الاعلى الاسلامي اصبح اليوم فرس الرهان والخيار الافضل للناخب العراقي اذا ما اراد انتشال نفسه من الواقع المتردي الذي عاشه على مدى السنوات الماضية التي اعقبت سقوط نظام صدام ،ولن تكون مهمته صعبة خاصة في ظل ما يشهده من تصاعد في خط بيانه ومقبوليته بين اوساط جماهيره التي يشهد بها القاصي والداني.ان المرحلة المقبلة مرحلة حاسمة في اختيار الناخب بين ان يستمر بمعاناته وبين الانطلاق الى فضاء النجاح وتحقيق طموحاته التي تاخرت عنه كثيرا ولتحقيق طموحاته ما عليه الا ان يحسن الاختيار والاختيار الافضل هو فرس الرهان.. انه خيار قيادة عمار الحكيم وائتلاف المواطن 411.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك