المقالات

دعونا نقرأ آية «التنازع» كلها..!...بقلم: قاسم العجرش* كاتب وإعلامي


 

في موضوعة المشكلات التي تعين علينا أن نكون في دوامتها الى حد صيرورتها محنة، هل تمنحنا مشكلاتنا فسحة من الزمن لنراجع فيها واقعنا أو على ألأقل الجزء الطافي منه..؟

إذ مع أن ملامسة الطافي على السطح وحده لا توصلنا الى حلول متكاملة، لكنها بالتأكيد ستضعنا على الطريق..

في مراجعتنا المفترضة ينبغي بدءا أن نجيب على سؤال مؤداه، هل صنعت  لنا مخرجاتنا الحضارية ثقافة موحدة؟!  أو لا؛  أنها أنتجت شعبا بثقافات متعددة!... وأذا بادهنا مجيب بأننا شعب متعدد الثقافات منذ الأزل، أو على الأقل منذ القرن ألأول الهجري، فهل يمنحنا الفرصة أن نسأله: وهل بقي من عنوان "شعب" تفصيلات تنطبق علينا، وبصورة أوضح سنسأله: هل يمكن أن يوجد وطن واحد يتعايش على أرضه في وئام ذي ثقافات متعدِّدة؟ أو بصيغة أخرى: هل يمكن أن تتعدَّد الثقافات مع الانتماء إلى وطن واحد؟

يعني: هل أن العواطف والوجدانيات يمكنها وحدها توفير ما فيه الكفاية لبناء شعب موحد؟ لاسيما وأننا شعب بأغلبية مسلمة، والأسلام عنى عناية فائقة بوحدة الأمة، وتآلف قلوب أفرادها، واجتماع كلمتهم، وتحذيره من أن يكون التنازع - ومنه التنازع الثقافي - سبباً في حصول العداوة والفُرقة بينهم..وهذا قَوْله تَعَالَى : ( وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ )....أم أن الإسلام ينطوي على ثقافات فرعية علينا أن نبحث في مدركات تعايشها، أم كتب علينا التسليم بأن إسلامنا وهو المترع بفكرة أن الإختلاف صحة، سيؤدي الى أن  نكون "شعوبا وقبائل" لكنها لا تتعارف.. وذلك على مبدأ الحركة والتقلّب والتحوّل، لا على الثبات والاستقرار.؟!..

ثم لم لا نراجع آية "التنازع" الكريمة ونقرأها كلها  ولا نقف عند " وَتَذْهَب رِيحكُمْ" !!..وونسائل أنفسنا، لماذا دعينا الى الصبر بقوله جل في علاه "وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ"..؟!..نصبر على ماذا؟!..ألا يذهب عقلنا مباشرة الى مساحة أن نقبل بعضنا بعضاً، ونتعايش ونتحمل مستوى مقبولاً من الاختلاف على الرغم من مرارته..!؟

إن الذي توصل إليه فهمي القاصر أن " تعارفوا" التي وردت بالنص القرآني" شعوبا وقبائل"، لا تعني الفهم المباشر بأن يعرف بعضنا بعضا ويتعامل معه فقط، بل هي أن نتعرف كجماعات وكأفراد على ثقافات بعضنا البعض، كي نستطيع أن نقدم المساهمة الأسلامية حضاريا بوجه مشرق، لا براية تحمل لفظ الشهادة وتحتها سيف...وكأن الذي رفعها يريد أن يقول بأن ثقافته وحدها هي الأصح وما سواها ليس لها إلا الأذعان لسيفها المصلت على الرقاب...!؟

كلام قبل السلام: الإنسان كائن علائقي قُذف به إلى العالم  محملا بمعاني: الذات، الآخر ..الكون ونجح في الأولى فقط..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك