المقالات

فالنتاين أبو ريشه


حيدر عباس النداوي

فالنتاين لمن لا يعرفه قديس مسيحي عاش في القرون الوسطى بمدينة روما بذل نفسه في سبيل اشاعة روح المحبة والسلام ضد الافكار المنحرفة والجائرة وكان يحمل وردة بيضاء قبل اعدامه غير ان هذه الوردة تحولت من اللون الابيض الى اللون الاحمر بعد اعدامه من قبل السلطة المتخلفة في ذلك الزمن ،فكان ان انتصر مبدأ الحب والتسامح على منهج التخلف والغرور والتسلط واتخذ ذلك اليوم عيدا للحب عند الطليان وسمي باسم هذا القديس وهناك اكثر من رواية عن هذا القديس الفالنتايني الا انها كلها تصب في أنه كان داعية من دعاة الحب في روما القديمة، وأن دفاعه عن الحب الطاهر والإعلاء من شأنه كقيمة اجتماعية وإنسانية جعله يبذل نفسه، ومن المحاسن اللطيفة ان يتزامن عيد الحب هذه السنة مع دخول بغداد من قبل ابو ريشه وحاتم سليمان وعدد من رجال الطريقة النقشبندية حبا بالعاصمة وتعبيرا عن اخلاصهم لهذا الحب الابدي الذي لا يمكن ان يعطيه احد لبغداد غير ابناء الطائفة السنية حصرا.ويمكن اعتبار اختيار الاعظمية الواقعة في قلب العاصمة بغداد كمسرحا للتعبير عن هذا الحب موفقا لان منطقة الاعظمية بطبعها تميل الى الاحتفالات وتقدس الحب والحرب على حد سواء ومن مداليل التوفيق في هذا الاختيار ان احتفالات المولد النبوي في كل عام تقام قرب ابي حنيفة وعلى طريقة ابو ريشه فلا يبقى شاب ولا شابة الا ويكون موعدهم ساحة الامام الاعظم ابي حنيفة يساعدهم على ذلك وجود اكثر من محل مجاور للمسجد يتعاطى مع الاغاني المفرحة"ال دي جي" حصرا وهذه المحلات ستكون عناصر دعم اضافية لشحذ الهمم واخراج مكنونات الحب وان كان علي سليمان يفضل الاغاني البدوية والجوبي والربابة الا انه سيظهر مقبولية في اجواء عيد فالنتاين ابو ريشه وهذا الاحتفال الريشي لن يحضره الشيعة لانهم تعودوا على اجواء الحزن واللطم والبكاء وعبادة المقابر...وليس مؤكدا ما اذا كان ابو ريشه ومن معه سيحملون وردة حمراء او بندقية كلاشنكوف او احزمة ناسفة او مسدسات كاتمة للانفاس الا ان الاخبار الاولية تقول ان ابو ريشه ومن معه سيحضرون مهرجان الحب في الاعظمية وسيدخلون الى بغداد فاتحين لا يحملون غير مصرف الجيب وجهاز الموبايل لارسال رسائل الحب العذري التي يتفنن بها ابو ريشه خاصة وان له صولات وجولات في ميادين الحب الريشي على عكس حاتم سليمان الجلف الفض الجاهل الذي لا يجيد غير الصياح والزعيق والبكاء،غير ان اخبارا وتسريبات تبدوا حقيقية أفادت ان مكاتب عدد من الاحزاب ورجال التحريض الطائفي اكملت استعداداتها لاستقبل الراغبين للاحتفال بعيد الحب الريشي من خلال توفير الاسلحة الخفيفة والمتوسطة ولن يكون نجاح القوات الامنية بكشف مخزن في مكتب الحزب الاجرامي يضم مئات البنادق والبي كي والمسدسات وما يشابهها مؤثرا لان هناك الكثير من الذين سيتمكنون من تزويد المحتفلين بما يحتاجونه من مستلزمات الحب الدموي.فالنتاين ضحى بحياته دون ان يسيء الى الاخرين او يتسبب بحرب طائفية لانه كان يؤمن بما يفعل اما ابو ريشه والسليمان ومن يعتلي المنصات مهرجا ومتوعدا فليس باستطاعتهم ان يضحوا بارواحهم من اجل الاخرين بل ان هؤلاء على استعداد لحرق بغداد ومن فيها من الصفويين لانهم لا يحملون ذرة من المبادئ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك