المقالات

زعيم الطائفة


حميد الموسوي

مع ان المرجعية الشيعية التزمت مسارا مرسوما واتفقت على تبني منهج موحد واضعة نصب عينيها هدفا ثابتا تمثل في حماية المذهب المهدد بالمحو والتذويب منذ رحيل مؤسسه الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،واستشهاد بانيه امير المؤمنين وسيد الوصيين علي ابن ابي طالب عليه افضل السلام ،ثم استشهاد حملة لوائه الائمة المعصومين الحسن والحسن وابنائهم عليهم السلام ،وغياب منقذهم صاحب الامر عليه السلام ،ومع انها جاهدت في سبيل الحفاظ على المتمسكين بمذهب اهل البيت من الانحراف والانسياق خلف الافكار الهدامة والآراء المنحرفة التي حاولت -على مر التأريخ- التشكيك بعقائد الشيعة وجرهم الى الاسلام الاموي بعد ان عجزت عن محوهم بالقتل والابادة الجماعية والمطاردة والتشريد طيلة الحكم الاموي والعباسي والعثماني .مع انها توحدت تحت ظل وخيمة هذه الغاية الاّ ان لكل مرجع نظرة خاصة وتطلعات وتوجهات واسلوب عمل لتحقيق ذلك الهدف وتلك الغاية تمليها ظروف المرحلة التي يتصدى حينها المرجع لزعامة الحوزة .وعلى هذا الاساس ووفق هذا التصور امتازت مرجعية سماحة المغفور له السيد محسن الحكيم ( ر ض) بعلامات جعلته يستحق بامتياز لقب : زعيم الطائفة .*عاصر السيد خلال تزعمه الحوزة ست حكومات : الحكومة الملكية ، حكومة عبدالكريم قاسم ،حكومة الحرس القومي ، حكومة عبد السلام عارف ،حكومة عبد الرحمن عارف ،حكومة احمد حسن البكر.وبحكمة وبصيرة فريدة استطاع مد ظلال المرجعية في جميع الدول العربية والاسلامية وحتى غير الاسلامية وعمل على توحيد الصف الشيعي وحماية الشيعة وحرية ممارستهم للشعائر الحسينية مع ان لكل حكومة من تلك الحكومات مزاجها وتقلباتها ومواقفها المعادية الشرسة والمهادنة احيانا .*امتازت مرجعية السيد بكونها مرجعية ميدانية.. تجلى ذلك بحركته الدؤوبة وزياراته للمحافظات والاقضية والنواحي حتى انه زار مدينة الثورة سنة 65وافتتح جامع الامام علي وقد هب سكان باقي مناطق بغداد لأستقباله بحفاوة منقطعة النظير.*احتضنت مرجعية السيد الطوائف المستضعفة فكان ينزل في بيوت الصابئة حين يزور محافظات الجنوب ويتناول الغداء ويصلي ليكسر حاجز التفرقة وكان يخصص رواتب لبعض العوائل المسيحية من الحقوق العامة .* كانت مرجعية السيد دينية سياسية :وقف بالضد من الحرب على الاخوة الكورد واصدر فتواه الشهيرة ،وعارض الكثير من القوانين التي تقاطعت مع الشريعة .* امتدت مواقف السيد الى المحيط العربي والاسلامي حين اعترض على حكم الاعدام الذي اصدره جمال عبد الناصر ضد سيد قطب ومجموعة من الاخوان المسلمين -في الوقت الذي سكت علماء الازهر والسعودية ولم يستنكروا مجرد استنكار -بينماارسل السيد وفدا الى القاهرة لمنع تنفيذ الحكم لكن عبد الناصر لم يف بالوعد الذي قطعه ونفذ حكم الاعدام بحق سيدقطب وجماعته .* محطات حفظتها الذاكرة لزعيم الطائفة لتبثها في ذكرى رحيله ،عزاؤنا بوجود امتداده الطبيعي من الاحفاد النجباء بعد الاولاد الكرام ..وفي مقدمتهم عمار سليل المرجعية وابنها البار.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك