المقالات

تظاهرات ....... أستفزازية


الحاج هادي العكيلي

أن التظاهرة هي مجموع أصوات شعبية تعلن عن مطالب وغايات تريد من الجهات ذات العلاقة تنفيذها ، ولابد لمن يعينه الامر من المسؤولين الاستماع الى أصوات المتظاهرين وفهم شعاراتهم ودراسة طلباتهم ومن ثم مقابلة من يمثل المتظاهرين لايصال الاجابة المقنعة بل الاستجابة للمطاليب في حال توفر الامكانيات ، أن أيلاء مطالب المتظاهرين الاهمية والاهتمام الكافي يعطي أنطباعاً جيد بأن الحكومة التي تدير شؤونهم لها أثر في تغيير واقعهم الى واقع أفضل من خلال تقديم الخدمات وتجاوز الاخفاقات التي تحصل في أداء الدوائر الحكومية وفي النهاية يتول شعور لدى المتظاهرين بان هناك منجز حقيقي لتلك التظاهرات .والتظاهرات حالة طبيعية في أي نظام ديمقراطي خصوصاً وأن مجتمعنا حديث العهد بالتجربة الديمقراطية التي وجدت بعد التغيير في عام 2003 حيث شهدنا تحولا فجائياً من نظام ديكتاتوري مستبد ظالم وما رافقه من مصادرة الحريات الى عهد من الحرية الواسعة والممارسة الديمقراطية هذا التحول انعكس على كثير من الاوضاع السائدة في واقعنا الاجتماعي بشكل عام .وما التظاهرات التي حدثت في المناطق الغربية من العراق مؤخراً فأنها ظاهرة جديدة وحالة لم تكن مألوفة في واقعنا من قبل على هذا المستوى وما رافقها من أشكاليات وخروقات حدثت هنا أو هناك بتوجيهات وأجندات أقليمية ومحلية بأعطاء هذه التظاهرات طابعاً سياسياً طائفياً .ومن الملاحظ أن بعض التصريحات المنفعلة التي تصدر من هذا المسؤول أو ذاك وما يرافقها من عبارات أستفزازية قد تكون غير محسوبة في حينها لكنها مرصودة من قبل وسائل الاعلام وبدوافع مختلفة تحاول الأثارة والتهويل والتضخيم وتوجيه المتظاهرين نحو الاصطدام مع الاجهزة الامنية والمسؤولين مما ينتج عنه أشاعة أجواء تؤدي الى مواقف متشنجة تؤثر سلباً على مجمل الاوضاع الامنية . وما المخطط لتحويل التظاهرات الى العاصمة بغداد بحجج واهية والزحف الى بغداد في حالة أستمرت الحكومة بعدم تنفيذ مطالب المتظاهرين ولكن قوبلت جميع خطوات الحكومة في تلبية مطالب المتظاهرين برفض القائمين عليها متمسكين بمطلبين بتوجيه من تركيا العثمانية أما بتنحية رئيس الوزراء نوري المالكي أو الذهاب الى تشكيل الاقليم السني في العراق وهذا نابع من الخلافات السياسية بين الكتل نتيجة أرتباط بعض الكتل بالخارج ، مما يؤدي لجماعة القاعدة أستغلال التظاهرات بتشكيل خلايا وأعتصامات لاشعال الفتنة الطائفية ومحاولات لتخريب وتدمير المرافق الحيوية بغية أسقاط الحكومة .وقد يعتفد الكثيرون أن بأستفزاز الاخرين يصلون الى غايتهم أو مرادهم . والاستفزاز سلوك الشر أكثر من أرتباطه في سلوك الخير ، فالذين يجدون عندهم النقص والضعف يلجؤون الى الاستفزاز المذموم وهو من الاساليب المرفوضة حضارياً وأخلاقياً وسلوكياً وأجتماعياً . فأن حرية التظاهر لا تعطي الحق في أستفزاز الاخرين باللجوء الى الارهاب والعنف بكافة أشكاله مما يخلق مناخاً غير مستقر يساعد على زيادة حوادث العنف والارهاب الذي يؤدي الى عدم الاستقرار . أن الازمة السياسية المحتقنة تشكل بدورها مدخلا مناسباً لا ستعادة الاجواء التي قادت عام 2006 الى تفجير الحرب الاهلية التي استمرت نحو ثلاثة أعوام ، وعلى الحكومة أتخاذ الخطوات المناسبة لتطويق تلك المؤامرة التي تسعى اليها بعض الاطراف السياسية بتعبئة الشارع وتوسيع نطاق التخندق لتنسجم مع دعوات القاعدة الى العنف . وكذلك عليها الحزم المطلوب في بعض الاوقات لكي لا يتجرأ كل من هب ودب ويُسيءالى القانون . ونقول للحكومة (( لاتكن ليناً فتعصر ولا صلباً فتكسر )).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك