المقالات

صَفِقوا لي...! ...بقلم: قاسم العجرش / كاتب وإعلامي


 

أعلن للبشرية جمعاء أني تمكنت من حل اللغز الأزلي الذي لم يجب عنه أحد قبلي..!

فقد توصلت إلى أن الدجاجة قبل البيضة، ومن يقول غير هذا فليقدم دليله، فعندي الدليل..!...

 دليلي سادتي أن سيدنا نوح عليه السلام حينما أتم فلكه الذي صنعه بأمر رباني "واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون" (هود، 37)، والفلك هو السفينة، لم يركب فيه إلا "من كل زوجين إثنين" وذلك وفقا للنص القرآني: ((حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل)) ...

وهكذا فإن سيدنا نوح أركب من بين تلك الأزواج التي أركبها، ديكا ودجاجة.. ويخيل إلي أن سيدنا نوح لم يواجه مشكلة في اختيار الأزواج التي أركبها في سفينته، كي يحافظ على استمرار الحياة بكل صنوفها بعد انتهاء الطوفان ورسو سفينته على الجودي، ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين...هود ( 44 ) . إذ لم يختر نوحا عليه السلام غير الأزواج السليمة المعافاة من الكائنات، كي تكون قادرة على حفظ الأنواع وهو الغرض الأساسي ـ كما أعتقد ـ من إركابه " من كل زوجين إثنين" في فلكه المشحون، و { وَآيَة لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتهمْ فِي الْفُلْك الْمَشْحُون }..والفلك المشحون هو السفينة المثقلة أو المملوءة والمكتظة بالركاب ... كائنات حية كاملة قادرة على التزاوج "زوجين"، وليست بيضا سيفقس عن كائنات، بل وكانت كائنات السفينة النوحية قوية سليمة معافاة..

 حلت المشكلة أليس كذلك..؟! ..وأجبنا على السؤال الكبير الذي أثقل كاهل البشرية منذ أن بدأت في التفكير بمشكلة الخلق، البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة.؟..!

الحقيقة أن سؤالا أخر بدا يطرق باب فهمي وفوت علي زهو الاكتشاف الذي أشرت إليه، السؤال هو أن الفلك كان مشحونا بكائنات متناقضة النزعات: الدجاج المسالم مع الثعالب التي تحب أكلها، الأرانب مع الذئاب الرمادية، الحيتان مع الأسماك، الأسود التي لا يغريها شيء مثل لحم الضباء..النمور مع الأيائل، بشرا مع الأغنام ـ على اعتبار أن البشر يحبون لحوم الضأن ولا يحبون أكل لحوم بعضهم البعض كما هو حالنا! ـ..لكن كل هذه الكائنات المتناقضة لم يفكر أي منها بالانقضاض على ما يود التهامه...فالكل كان مشغول بما هو أهم.: الوصول إلى الجودي.. وصلت الفكرة أليس كذلك؟!...

صفقوا لي..!

من ذا يحل مشكلة سفينتنا، هل سنركب أزواجا أزواجا، من نفس أصنافنا وأنواعنا، أزواجا معافاة قادرة على الإسهام بصناعة المستقبل، أم هل سنبقى نوالى خيباتنا التي ألفناها حتى بتنا نحتفي بها!؟

كلام قبل السلام: متى نستوي على الجودي..متى!؟

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2013-02-09
لن نستوي على الجودي الا عندما يظهر ربان فلكنا المشحون لانه قادر على ان يرسخ الفكرة في اذهان الفرقاء كما استطاع نبي الله نوح عليه السلام ام حال سفينتنا الان فهي ان ربان يطعن الاخر وسنتيه بفعل ظلم بعضنا بعضا والله المستعان احسنتم فالاشارة اختصرت كثيرا مما تكرر ذكره وهي موفقة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك