المقالات

صخم الله وجوهاً بيضت وجه صدام


القاضي منير حداد

عجز الحكومات المتعاقبة على العراق، منذ 9 نيسان 2003، وخذلانها الشعب، مبددة فرحته بسقوط الطاغية المقبور صدام حسين، يبرر له كل ما جار به على العراقيين، ويثبت، انه فعل كل ما يمكن ان يؤتى، بدليل لم يستطع (الجماعة) بلوغ المستوى الذي كانت عليه الدولة، خلال انشغال صدام بالحروب، تنهب اموال العراق.

الا ان إمرأة، ظهرت من شاشة قناة (الشرقية) الفضائية، تطالب الحكومة بتوفير مفردات الحصة التموينية، ملخصة الحال المعقدة، بجملة بسيطة، ذات (حسجة) بليغة:- صخم الله وجوهكم؛ بيضتم وجه صدام.

لأن غياب الخدمات، وانفلات اموال الدولة، في مشاريع وهمية، ترصد لها تخصيصات فلكية، تكفي لاعمار كوكب مهجور، لا يوضع منه حجر على حجر، انما تغيض الاموال في سبخ الشراهة التي لا ترتوي. ما يؤكد ان ليس بإمكان الحكومة الديمقراطية، اكثر مما كانت عليه الحكومة الديكتاتورية.. ليس بالامكان اكثر مما كان!

الحكومة تتعثر بخطواتٍ تجهل آلية السير على سكة الانجاز.. منشغلة بالسرقة، عن الوفاء للشعب وطمأنته وحمايته وترفيهه وتطوير حياته واسعاده. والعمر يتسرب في هباء السنين الجارية الى الفراغ، حتى صار العراق جهنما، يقال لها هل امتلأتِ؟ وتقول: هل من مزيد!؟ ندم كثير من القوم، على كل لحظة تمنوا خلالها سقوط صدام، داعين:- ربِ ولِّي علينا الشيطان الأزرق، بس خلصنا من صدام.

دعاء عبّد الطريق سالكا للشيطان، الذي حل بافظع صوره، لأنه بات يحلق في فضاء ظلمات النهار، سدف ديجور مقتطع من سهر متكاثف، حد العماء.. ظلام يكاد يلمس، كابوسَ غيمٍ أسودَ يعرش فوق العراق. أهمال الحكومة للشعب، وتبادل افرادها لوي الاذرع، مسلطين القتلة المحترفين على براءة ابناء الشعب المسالمين، يسرقون اموال المشاريع التي يخططون لها، وهم عازمون على الا ينفذون منها، الا فقرة واحدة، هي تسلم التخصيصات المالية من بنوك الدولة.

فقلنا ثبت ان الديكتاتور صدام فعل ما عجز عنه الديمقراطيون من بعده، وقالت إمرأة بسيطة.. عب قناة (الشرقية) الفضائية: "صخم الله وجوهكم بيضتم وجه صدام".وهي محقة؛ فبرغم العقوبات الدولية التي حاصرت العراق، ردا على حماقة الطاغية المقبور صدام حسين، بغزو دولة الكويت الشقيقة؛ الا انه كان يؤمن مفردات الحصة، بالنقود الاحتياط (كواغد) التضخم الاقتصادي، التي لا قيمة دولية لها خارج حدود العراق.

اما الآن، وبرغم ثراء العراق، فإن الشعب يتضور جوعا، ووزارة التجارة، كلما لملمت مبلغا لتأمين مفردات الحصة التموينية، سرق من بين يديها ومن خلفها وهي لا (يعلمون). وعلى سبيل المثال (مشروع النجف عاصمة الثقافة الاسلامية / 2012) رصدت تخصيصاته المالية، وعند الشروع بتنفيذ الفعاليات، غابت التخصيصات، وضاع اثرها ومات رأس الخيط المؤدي اليها، لا احد يدري اين ذهبت، فطمطمت الحكومة فضيحتها، و...

اذن صخم الله وجوها بيضت وجه صدام، بعد كل ما قدمه الشعب من تضحيات، للتخلص منه، مسلسا قياد ارض فاحشة الثراء، لقوم لا يتقنون حتى فن السرقة؛ لأنهم لايبالون بتعاليم الله ولا قوانين الدستور ولا اعراف المجتمع، وهم يسرقون بهوس مرضي، رديف لرواتب خرافية يتقاضونها، منذ عشر سنوات، من دون ان ترتوي شهوة المال لديهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
iraqi
2013-02-10
متى نصل الى فهم واقع مفاده ان هؤلاء لم يعجزوا عن توفير مفردات بطاقة او الكهرباء- وانما كان واجبهم ان يبيضوا وجه صدام ويصخموا وجه الاسلاميين؟
العراق
2013-02-09
السلام عليكم لا ادري هل من يحكم العراق بسياسيين همهم المواطن والعراق بالأمس كانوا يشكون والآن فرحين بجهلهم ونهبهم بسلطانهم فلا ارى سياسة في العراق ولا نظام حكم واضح الحياة للاقوى وقوانين غامضة لئيمة ضد المواطن الفقير وهم الفراعنة الطاغون يقتلني ويريد حكمي وأكون ذليلا له وهو الكاذب المنافق هيهات منا الذلة وويل للظالمين ولعنة الله على صدام ولكم حساب عند الله شديد
احمد-
2013-02-09
اللوم الاكثر علي الشعب اللذي انتخب هكذا نواب اما يفكر ببطنه او... او جيبه او بعثي او وهابي او بايع نفسه لقطر والسعوديه او اردوغاني أو يحب الشهره كل يوم علي فضائيه يعربدون ويتهمون واحد الاخر او يتعاركون بالمجلس والله فضيحه - ماخذيهه مزحه - هم زياره هم تسياره - هولاء لايصلحون نزاحين طهاير - طبعا الا القليلين الشرفاء فهم غير معنيين
عبدالحسين جارالله عبدالعباس القزويني
2013-02-08
تحياتنا الى موقعكم الكريم اعجبتني مقولة الى احد رجال الدين ( في زمن صدام كانت الافواة مكممة واليوم فتحت الافواة ولكن المسؤولين سدوا اذناهم
ahmad
2013-02-08
نحن الذين نعيش في الخارج استبشرنا خيرا عندما سقطت حكومة البعث وكان عندنا املا ان نعود الى العراق ولكن ما نراه من سرقات ضخمة فلكية وتبدبد امال الشعب وبدون حساب او رقيب قتل واعتقال انفلات في كل جوانب الحياة ضياع لكل الخدمات جعلتنا اولا لا نفكر بالعودة هذا اولا وثانيا جعلتنا قريبين من الترحم على ايام العهد السابق اتقوا الله ايها المسؤولون فصدام الذي كان يملك العراق اين هو الان لين القذافي وبن علي ومبارك وغيرهم كثير
سامي جواد
2013-02-08
امراة عجوز قالتها من على قناة الفيحاء قبل سنين قبل ان تقولها انت يا سيادة القاضي قالت بالحرف الواحد ( الله سود وجه صدام وانتم بيضتم وجه) وكا لنا مقال بعنوان اسمع ايها المسؤول هذه العجوز ماذا تقول
العراق ليس للجميع و انما للمسؤولين فقط
2013-02-07
خير الكلام ما قل و دل كان بودي أن اردد عبارة انه جعلتمونا نترحم على صدام في كل مكان بس ترددت من عدم فهمها من الآخرين و اليوم اشوف هذه العبارة اذا صح القول أخذت مكانها و لتكون شعار للمظلومين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك