المقالات

الثورة والدستور مرحلتان منفصلتان.. والخلط بينهما فوضى وارتداد

518 16:54:00 2013-02-06

بقلم : نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

شرف ان يحمل الانسان راية الثورة.. وان يتعرض لصنوف الاضطهاد من اجل المبادىء ولتحرير شعبه.. فالثورة كسر للواقع الجائر وقوانينه. تبدأ الثورة بقلة لتنتشر وتكلل بالنصر، إن رفعت رايات الحق.. وعبرت عما اختزنته القلوب والضمائر من رفض للظلم ولتحقيق المطامح المشروعة. وسيفشل الظلمة مهما اتهموا شعوبهم بالعمالة والتمرد.. فشرعية الثورة من ناموس الناس الرافض لتزوير ارادتهم والاستيلاء على حقوقهم.

اما الدستور الذي يتعاقد عليه الشعب.. فانه سينقل الشرعية المخزونة من السر للعلن، ومن اللامشروع الى المشروع، ومن الفردانية والاعتباطية واللانظام الى الجماعية والاجرائية والنظام.. ومن الثورة والتمرد الى الدولة والمؤسسات. ليصبح الخروج عليها هو المؤامرة والخيانة لذلك الناموس.. فلا بشر فوق الدستور، الحاكم للقوانين والمسؤولين والمواطنين. فالدستور تقره او تؤمن به اغلبية ستزداد انتشاراً ورسوخاً ان اقام عدلاً وتقيد به الشعب والحكام.. وسيتفكك ان رفضته الاغلبية.. او تهرب من التزاماته من يمسك بدفة الامر.

ثار الشعب العراقي ثورات تفككت وارتدت على نفسها.. باستمرار الحكام الجدد بادارة البلاد بعقلية وقواعد الثورة، او اسسوا دستوراً -مؤقتاً او دائماً- يتحكمون به بالشعب، وليس العكس. ومؤخراً، تمكنت البلاد في ظروف معقدة من وضع امانيها في دستور حصل على تأييد الاغلبية الساحقة سواء عبر الاستفتاء او القبول اللاحق، بلسان اغلب القوى. ومهما كانت النواقص، لكنه مثل تأسيساً يمكن البناء عليه. البعض سيسعى للتملص لان الدستور قيد يداه. وبعض سيرفض التأسيس اساساً لانه يدمر النظام الذي خدمه ويخدمه.. هاتان القوتان مهما تلاسنتا او تصادمتا لكن مشروع كل منهما بمبانيه سيعيدان الفردية والفوضى.. فلا حكم سينجح وينتصر الا بخضوع الجميع للدستور، كما يفسر نفسه بموضوعية وعدل وليس بتفسيرات مفروضة مجتزأة. لقد انتهىت القرارات والسياسات الفردية التي تتخذ في وحدات الجيش والحزب والاوكار السرية والجبال والشوارع وخارج الحدود.. فلا يمكن داخل المرحلة الدستورية العودة، لممارسات الثورة، فنتصرف فوق ارادة المجموع والمؤسسات وسياقاتها..

فالدستور هدفه اساساً ضبط الحكومة ومنع تفردنها وتلاعبها بالتفويض الممنوح لها، كهدفه حماية صلاحياتها وصلاحيات غيرها.. وحماية حقوق الشعب والمعارضة من تعسف قرارات باسم الدولة والخارجين على القانون وعليها. فالتصدي للظلم وللقوانين الجائرة وقت الثورة، حق وواجب.. كما ان تجاوز الشرعية وحدود التفويض عند الحياة الدستورية، ارتداد وانتكاسة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-02-09
كان خطا السيد عبد المهدي تركه منصبه
عاشق ابو العدالة
2013-02-08
باسمي وبأسم رابطة عشاق ابو العدالة المعدل التي سميت بسبب عشقنا لسياسة الدكتور عادل عبدالمهدي المعدل الذي رسم طريق العدل والعدالة في سياسته العادلة في انصاف الشعب العراقي فهو خير قائد لخير شعب فرابطتنا تدعو من بريطانيا جميع الشعب العراقي الى انتخاب القائد العادل ابو العدالة لكي نصل الى بر الامان فهو من الشخصيات النادرة والعادلة في العراق فالجميع يعشقوه من كافة اطياف الشعب العراقي وخير دليل رابطتنا التي تتكون من العرب والكورد والسنة والشيعة والمسيح فنحن مؤيدون لهذه الشخصية العادلة العظيمة المعدلة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك