المقالات

الثورة والدستور مرحلتان منفصلتان.. والخلط بينهما فوضى وارتداد


بقلم : نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

شرف ان يحمل الانسان راية الثورة.. وان يتعرض لصنوف الاضطهاد من اجل المبادىء ولتحرير شعبه.. فالثورة كسر للواقع الجائر وقوانينه. تبدأ الثورة بقلة لتنتشر وتكلل بالنصر، إن رفعت رايات الحق.. وعبرت عما اختزنته القلوب والضمائر من رفض للظلم ولتحقيق المطامح المشروعة. وسيفشل الظلمة مهما اتهموا شعوبهم بالعمالة والتمرد.. فشرعية الثورة من ناموس الناس الرافض لتزوير ارادتهم والاستيلاء على حقوقهم.

اما الدستور الذي يتعاقد عليه الشعب.. فانه سينقل الشرعية المخزونة من السر للعلن، ومن اللامشروع الى المشروع، ومن الفردانية والاعتباطية واللانظام الى الجماعية والاجرائية والنظام.. ومن الثورة والتمرد الى الدولة والمؤسسات. ليصبح الخروج عليها هو المؤامرة والخيانة لذلك الناموس.. فلا بشر فوق الدستور، الحاكم للقوانين والمسؤولين والمواطنين. فالدستور تقره او تؤمن به اغلبية ستزداد انتشاراً ورسوخاً ان اقام عدلاً وتقيد به الشعب والحكام.. وسيتفكك ان رفضته الاغلبية.. او تهرب من التزاماته من يمسك بدفة الامر.

ثار الشعب العراقي ثورات تفككت وارتدت على نفسها.. باستمرار الحكام الجدد بادارة البلاد بعقلية وقواعد الثورة، او اسسوا دستوراً -مؤقتاً او دائماً- يتحكمون به بالشعب، وليس العكس. ومؤخراً، تمكنت البلاد في ظروف معقدة من وضع امانيها في دستور حصل على تأييد الاغلبية الساحقة سواء عبر الاستفتاء او القبول اللاحق، بلسان اغلب القوى. ومهما كانت النواقص، لكنه مثل تأسيساً يمكن البناء عليه. البعض سيسعى للتملص لان الدستور قيد يداه. وبعض سيرفض التأسيس اساساً لانه يدمر النظام الذي خدمه ويخدمه.. هاتان القوتان مهما تلاسنتا او تصادمتا لكن مشروع كل منهما بمبانيه سيعيدان الفردية والفوضى.. فلا حكم سينجح وينتصر الا بخضوع الجميع للدستور، كما يفسر نفسه بموضوعية وعدل وليس بتفسيرات مفروضة مجتزأة. لقد انتهىت القرارات والسياسات الفردية التي تتخذ في وحدات الجيش والحزب والاوكار السرية والجبال والشوارع وخارج الحدود.. فلا يمكن داخل المرحلة الدستورية العودة، لممارسات الثورة، فنتصرف فوق ارادة المجموع والمؤسسات وسياقاتها..

فالدستور هدفه اساساً ضبط الحكومة ومنع تفردنها وتلاعبها بالتفويض الممنوح لها، كهدفه حماية صلاحياتها وصلاحيات غيرها.. وحماية حقوق الشعب والمعارضة من تعسف قرارات باسم الدولة والخارجين على القانون وعليها. فالتصدي للظلم وللقوانين الجائرة وقت الثورة، حق وواجب.. كما ان تجاوز الشرعية وحدود التفويض عند الحياة الدستورية، ارتداد وانتكاسة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-02-09
كان خطا السيد عبد المهدي تركه منصبه
عاشق ابو العدالة
2013-02-08
باسمي وبأسم رابطة عشاق ابو العدالة المعدل التي سميت بسبب عشقنا لسياسة الدكتور عادل عبدالمهدي المعدل الذي رسم طريق العدل والعدالة في سياسته العادلة في انصاف الشعب العراقي فهو خير قائد لخير شعب فرابطتنا تدعو من بريطانيا جميع الشعب العراقي الى انتخاب القائد العادل ابو العدالة لكي نصل الى بر الامان فهو من الشخصيات النادرة والعادلة في العراق فالجميع يعشقوه من كافة اطياف الشعب العراقي وخير دليل رابطتنا التي تتكون من العرب والكورد والسنة والشيعة والمسيح فنحن مؤيدون لهذه الشخصية العادلة العظيمة المعدلة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك