المقالات

العراق....لو حريج لو غريج


عباس المرياني

 هذه هي خلاصة تاريخ العراق بكل ارثه الحضاري ومسلاته وقوانينه وبطولاته وشعرائه وأدبائه وسهوله واهواره ونخيله ونفطه وإمكانياته وحروبه ومعاركه وطائفيته ومفخخاته وكواتمه وأنهاره وسدوده ،هذه كلها تتلخص بكلمتين لا غيرهما كعلامة مميزة لا يجد صعوبة الكثير من اهلنا في توصيفها واعتبارها خلاصة بسيطة وغير معقدة لتاريخ العراق وهي تصنيفه على اساس "لو حريج لو غريج".وهذا الاختصار وطوي الانجازات والحضارات والتاريخ الناصع والأموال والانجازات يعبر عن مرارة حقيقة متجذرة في نفوس الكثير من ابناء الشعب العراقي ممن عاش معانات الحياة وحرمانها في بلد يكاد يكون الأغنى بين دول العالم وعلى مر العصور فمثلما كان يعرف العراق سابقا ببلد السواد لكثرة خيراته يعرف اليوم ايضا بكثرة خيراته خاصة البترول والزئبق واليورانيوم اضافة الى احتفاظه ببلد السواد حتى هذا التاريخ رغم تراجع عدد النخيل وقلة المساحات المزروعة الا ان كل هذه الخيرات لم تمسح اثار الفقر والحاجة والحرمان التي عانى منها ابناء الشعب العراقي لاسباب تكمن في سوء الادارة والفساد والتهميش والكسب غير المشروع إضافة الى استنزاف هذه الأموال الطائلة في الحروب والاقتتال.وكلمتي" الحريج والغريج " كلمات شعبية دارجة وتعني الحريق والغرق على التوالي،والحريق قد تكون كلمة فضفاضة وتضم بين توصيفاتها الحرائق والحروب سواء كانت بالسيف والرمح او الطائرات والمدافع والدبابات كذلك تشمل أساليب الحروب المتطورة والحروب الجرثومية والالكترونية والقرصنة والهكر إضافة الى استخدام السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات اللاصقة والناسفة والأسلحة الكاتمة انتهاءا بالسكين ،بينما يمكن تعريف كلمة الغرق بانها الحوادث الفردية والجماعية التي يتسبب بها الماء سواء كان سيل المطر او طوفان الانهار والبحار.ومن المحزن ان تتزامن هاتين المفردتين في زمن ووقت واحد ضد ابناء الشعب العراقي ففي الوقت الذي لا زال العراق يعاني من اثار الحروب والاستهداف المباشر من قبل اعداء العملية السياسية ومن اعداء اكثرية ابناء الشعب العراقي من اتباع تنظيم القاعدة الارهابي وبقايا البعث الصدامي تطل مشكلة ارتفاع مناسيب مياه نهر دجلة بسبب كثرة الامطار وغرق عدد من القرى والمناطق شمال بغداد مما تسبب بنزوح الاف العوائل وخسائر مادية ومعنوية كبيرة ومخاوف من ان يمتد هذا الطوفان الى جنوب بغداد ومحافظات الوسط والجنوب.واذا كان الارهاب والتظاهرات والمفخخات تقف ورائها عوامل خارجية يصعب على الدولة وقفها نهائيا في الوقت المنظور الا ان الاهمال وسوء الادارة والفساد يقف وراء غرق عدد من المناطق والقرى وعدم الاستفادة من خزن هذه المياه واستثمارها بصورة تعزز تطوير الواقع الزراعي وتقلل الجفاف والتصحر خلال السنوات المقبلة لان العراق عانى كثيرا خلال السنوات الماضية من شحة المياه بسبب قلة الامطار وسياسة التخزين التي تتبعها الدول المتشاطئة وخاصة تركيا التي قامت بانشاء السدود العملاقة من اجل حرمان العراق من حقه الطبيعي.اعتقد ان العراق لن يغادر قريبا حقيقة تاريخة التي تتلخص بـ "لو الحريج لو الغريج" وحتما لان يعيش ابنائه حياة الرفاهية والخير الذي تكتنزه ارض الرافدين طالما تحاصره كماشتي الارهاب والفساد من جهة وسوء الادارة من جهة اخرى،لان الاولى تمثل الحريج اما الثانية فتمثل الغريج.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك