المقالات

هل أبقى المالكي بعثيا حتى يعيده عمار الحكيم ؟؟

766 10:49:00 2013-02-01

حيدر عباس النداوي

يحار المرء بالطريقة التي يرد بها على كثير من التقولات التي تنطلق من هنا وهناك وبطريقة مغلوطة لا ترتبط بالحقيقة ولا تصل اليها من قريب او بعيد ويجد صعوبة في فهم أسبابها ودوافعها لان ربط الاسباب بالمسببات امر مطلوب اما ان تاتي لتربط المسببات باسباب لا علاقة لها فهذا امر لا يمكن فهمة اذا ما اراد الانسان ان ينظر الى تلك الامور بتجرد وبعيدا عن التخندق او الانبطاح لهذا الطرف او ذاك حتى وان تخلى الانسان عن هويته واصبح مسخا للطرف الاخر .وما يثير الاستغراب في هذا الموضوع هو تلك الاصوات التي تنطلق يوميا من مصادر واشخاص ومؤسسات اعلامية تعمل بالضل لصالح رئيس الحكومة يحملون فيها السيد عمار الحكيم تداعيات الوضع السياسي المتردي في البلد ويدعون ان السيد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي يعمل ضد توجهات رئيس الحكومة حقدا وحسدا من خلال وضع يده مع البعث والبعثيين ومحاولة اعادتهم الى الحكومة والمؤسسات المدنية والعسكرية بل وصل الحال باحد اتباع المالكي بوصف السيد الحكيم وتيار شهيد المحراب والمحبين والسائرين على هذا النهج بشيعة معاوية ولا اعرف ان لمعاوية شيعة قبل اليوم .وحتى تكتمل الصورة اكثر يقوم المالكي خلال الاسابيع الفائتة وفي ايام الجمع والسبت بتاجير عدد من المواطنين او مجالس الاسناد او العسكريين للتظاهر وفي الاتجاه العكسي من مطالبات ابناء المنطقة الغربية حيث يهدد اتباع نوري المالكي البعث والبعثيين بالويل والثبور وانهم لن يقبلوا ولن يتنازلوا ولن يسمحوا في حين ان مبعوث رئيس الحكومة حسين الشهرستاني يعلن في كل يوم عن حزمة من الاجراءات التي تخص البعث والبعثيين وتعيد لهم كل ما فقدوه خلال السنوات الاخيرة من اموال وعقارات ووظائف ورواتب تقاعديه ولم يكن لعمار الحكيم دخل ولا علم .والحقيقة في موقف السيد عمار الحكيم هو انه يرفض سياسات المالكي الاقصائية ويرفض سياسات المالكي العشوائية والتفردية لان الحكيم يؤمن ان العراق بلد جميع العراقيين شيعة وسنة عربا واكرادا وتركمان وايزيدين وان من حق هؤلاء ان يعيشوا احرار ومتساوين في الحقوق والواجبات وان من يريد استقرار العراق عليه ان لا يتبع سياسة الاقصاء والتهمش لان هذه السياسة استمرت اكثر من 1400 سنة والنتيجة ان هذه السياسة تركت اثار سلبية واخطاء فادحة في بنية المجتمع وليس صحيحا ان نعيد تجربة الفشل التي مارسها من قبلنا معنا كما ان السيد الحكيم يعتقد ان الادارة المشتركة الحقيقية هي مفتاح الاستقرار اما الادارة القائمة على الصفقات والتراجع عن الوعود ونكث العهود فهذا المبدأ لا يقره الحكيم ولن يتعامل بهذا الاسلوب الرخيص ابدا لانه لا يطلب النصر بالجور،الشيء الاكثر اهمية في منهج الحكيم هو رفضه الانتقائية والعشوائية في تنفيذ وتفسير الدستور فليس منطقيا ان يكون صالح المطلك في الصباح بعثيا وفي المساء وطنيا وليس صحيحا استثناء المئات من السياسيين والاف العسكرين من الاجتثاث لحاجة المالكي وابقاء الاخرين لانهم ليس من اتباع المالكي وغير هذا الكثير من التناقضات عند رئيس الحكومة التي لا يقرها السيد الحكيم.ان ربط البعض مواقف السيد الحكيم مع المالكي طرديا امر مرفوض لان السيد الحكيم لم ولن يكون تابعا وهو الوحيد الذي رفض ان يدخل في حكومة اساسها ازمة ووسطها عقدة ونهايتها كارثة وعلى هؤلاء ان يكونوا احرارا لا تابعين لانهم اذا كانوا يعتقدون بنبوة مختار العصر فلانهم لم يقرأو تاريخ العراق جيدا لان اخر ما جاء في هذا التاريخ ان زمن الانبياء قد انتهى وان العراق لا يدار من طرف واحد وان خلق الازمات لن يبني دولة وان معاداة الناس في العلن وشراء ذممهم في السر لن تطفا العقول النيرة وان ما يقوم به الشهرستاني من اعادة البعثيين لم يترك فرصة للسيد الحكيم والاخرين لاعادتهم لانه لم يبقى احد لم يعاد الى الخدمة المدنية والعسكرية او نال حقوقه التقاعدية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مصطفى الابراهيمي
2013-02-02
لكن اريد اعرف وائل محسن نعمه وعواد شاكر لطيف وهم بعثين كيف قبلتوا بظمهم الى المجلس الاعلى
عراقي يكره البعثية
2013-02-01
تذكرني بالكاتب هشام حيدر ...مقال لو سغته ذهبا لما وفيته حقه...ولو كنت مسؤولا في موقع براثا لابقيته في الصفحة الاولى لمدة طويلة حتى يستمتع القاريء بقوة الفكرة وجمال الاسلوب ...ننتظر مزيدك يابطل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك