المقالات

هل ستنجح الامطار في غسل قلوبنا ام فقط ستغرق شوارعنا...


حيدر فوزي الشكرجي

جاءت الامطار هذه المرة وأكثر الشارع العراقي مشحون، تهديدات من هنا وتصريحات نارية من هناك فارتفعت الاصوات وغيب صوت العقل، كأن الله سبحانه وتعالى اراد بهذا المطر ان ينزل سكينته على الشعب العراقي، فيغسل الحقد الذي ملأ قلوب البعض منهم خصوصا ونحن نشهد في هذه الايام المباركة ميلاد نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).هذا الرجل العظيم الذي استطاع ان يحول مجموعة من البدو الرحل المتقاتلين بينهم الى اعظم حضارة عرفها التاريخ حضارة انارت بمبادئها الطريق الى كل الدول المتقدمة الى وقتنا الحاضر .لم تبنى هذه الحضارة بالسيف كما يروج بعض المستشرقين والحركات الاسلامية الشاذة بل بنيت بمبادئ اساسية للعيش اهمها اشاعة التراحم والمحبة بين المجتمع الاسلامي ، ففي الحديث الشريف ( إن مثل المؤمنين في تراحمهم وتعاطفهم وتوادهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى (و ( الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضً) و (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) صدق رسول الله.. والكثير الكثير من الاحاديث التي تبين اهمية التراحم بين المسلمين والتعايش السلمي بينهم وبين جيرانهم من غير المسلمين، ويبدو ان سبب تفكك هذه الحضارة بعد وفاة الرسول الصادق الامين(صلى الله عليه واله وسلم) هي تركنا لأكثر هذه المبادئ والرجوع الى الاعراف القبلية بينما سبب تقدم اوربا وامريكا هي جعل مبادئ الدين الاسلامي منهجا لهم فأصبح الحال كما يصفه المرحوم الدكتور احمد الوائلي ((رأيت في أوروبا مسلمين بدون إسلام .. و رأيت في وطني إسلام بدون مسلمين ...)هذه هي المشكلة الرئيسية في عراق اليوم، نسى الجميع انهم جزء من وطن واحد وان هذا الوطن عانى دهرا من نظام جاهل ادخله في حروب عديدة أنهكته، وعليهم أن يعملون سوية لبنائه لا ان يفكر كل طرف في استئثار الحكم لنفسه. ولوجود هذه النية فقدت الثقة بين الاطراف المتنازعة ، واستبدلت الطريقة الصحيحة لكسب اصوات الناخبين (عن طريق توفير الخدمات للمواطنين) بطريقة بث روح التفرقة والمناداة بالطائفية حتى احتقن الشارع وحدت السكاكين استعدادا للمذبحة القادمة حيث يقتل الاخ اخاه من غير حق.نصيحة الى الحكومة... ان الحكومات في الدول الديمقراطية يجب ان تمثل الاب الرحيم لمواطنيها فلا ينفع ان تتكلم بلسان طائفة واحدة او ان تتهم جزأ من مواطنيها بالعمالة لدول اخرى ولا تكيل بمكيالين في تنفيذها للقوانين فهذا ينمي الشعور بالتهميش والنزعة الانفصالية عند هذه الجهة.نصيحة للمتظاهرين، انتم مارستم حقكم الدستوري ورفضتم الظلم الواقع عليكم ولكن افتقاركم لقيادة توحدكم عزلكم عن بقية الشعب العراقي، حيث لا توجد سيطرة على الجموع وكان من السهولة الاندساس بينكم من قبل اكثر من جهة لتسييس التظاهرة وتشويه طلباتكم، حيث رفعت صور هدام والرئيس التركي وعلم الجيش الحر اضافة الى بعض التصرفات غير المسؤولة وهذا يعطي انطباع لبقية الشعب العراقي بعدم جدية مطالبكم وإنكم مدفوعين من جهات خارجية .نصيحة الى الاثنين توجد جهة موثوقة تمثل صوت العقل ولا تبغي نفوذا او سلطة دنيوية هذه الجهة هي مراجعنا العظام في النجف فاستمعوا اليهم ونفذوا ما يقولون بدل السماع وعدم التنفيذ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك