المقالات

«الأمير» و»الشيخ»: إذا جن ربعك, جن معهم !..بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي


 

في مقاربة استكشافية، أطمح هنا وفي هذه المساحة الصغيرة لتكوين فهم أولي لما يحدث حولنا ويؤثر فينا . واستند في التوصل إلى نتائج مضمونة بمقاربتي إلى نباهتكم وفهمكم الذي لا أشك بصحته...فعقل الشعوب لا يقود إلا إلى الصحيح، لأنها تتحرك وفقا للمصلحة الجمعية..وهي مصلحة تتسق مع الفطرة الإنسانية وفقا للتوصيف الإسلامي الذي أعتنقه، أو مع تطلعات الشعوب وفقا للتوصيف العلماني الذي يعتنقه المنفصلون عن أرث شعبنا...

وسأرتب الأولويات على شكل أسئلة تجيب عن نفسها؟!..هل كان صدام ونظامه سوءا خالصا أم حسناً خالصاً؟!..أقول "خالص" إذ ليس من منطقة وسطى ما بين الحسن والقبيح، ومخادع من يقول بغير هذا..مثلما ليس بين السلم والحرب من منطقة وسطى، وأذا قيل أنها "الهدنة" ، أقول أنها تقود في نهاية المطاف إلى السلم في أغلب الحالات، والى الحرب مرة ثانية في حالات أقل، والهدنة لا تعني غير  الجمر، والجمر يسعر نارا في أية لحظة..!

حسنا،هل كان نظام صدام ومن تبعه يتحركون بلا عقيدة؟!..السؤال ليس ساذجا ولن تكون الإجابة عليه بأنه كان يتحرك بعقيدة البعث، فالبعث ليس عقيدة منفصلة، بل هو جزء من عقيدة أشمل وأوسع وأقدم وأكثر تجذرا ورسوخا..والصدامية ـ كعقيدة، وسلوك وممارسة ـ تسبق صداما بكثير، بل أن صدام نفسه ليس إلا "برغي" في ماكينتها الضخمة، وهي في كل عصر تأخذ اسمها من أسم  من يطبق تفاصيلها بحذق وأمانة، بل وبأصالة أيضا إن صح القول..!

وهي في حالات كثيرة تتحول إلى وباء جمعي يجد من يتعايش معه ويتقبله، على الرغم من العاهات التي يسببها للجسد الجماعي، بل وتجد من ينظر لها ويعتبرها هي الأصل الأصح في التعاملات، ومنها نظرية الغلبة التي دست في الفكر والعقيدة الإسلامية بشكل مخالف حتى لأصل العقيدة القرآني: وأمرهم شورى بينهم..

نظرية الغلبة التي يعتنقها عتاولة الفقهاء الوهابيين والسلفية، تقول بوجوب طاعة الحاكم المتغلب بالسيف على كرسي الحكم!! ووفقا لهذه النظرية جرى ويجري تعايش وتخادم غريب بين "الأمير" و"الشيخ"..

"الأمير" يملك البلاد والرقاب والعباد، بل يتعين على "مواطني" البلد الذي يتغلب فيه الأمير أن يتخلوا عن أصولهم وأنسابهم وانتماءاتهم القبلية والعشائرية ويتسموا بما يراه الأمير ويرضاه لهم.."الشيخ" يمتلك العقول ويسيطر عليها ويوجهها ، ولكن لمصلحة الأمير الذي هو ولي الأمر الموجوب الطاعة فجر أم صلح...

جزيرة العرب أو بلاد نجد والحجاز أمحيت من ذاكرة الشعب هناك، وتوجب على هذا الشعب أن لا يقول أنا حجازي أو نجدي أو نجراني ...بل باتوا "سعوديين " مجبرين على التخلي عن "شمر" و" قريش" و" عنزة" و "بني أسد" و"ربيعة" و" كنانة" بل وحتى عن عدنان وقحطان...!

وتتذكرون كيف حول صدام أسماء مدننا إلى مسميات تحمل أسمه...صدامية الكرخ، صدامية القرنة..مدينة صدام....

كلام قبل السلام: إذا جن ربعك, جن معهم !

سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد أبو النواعير
2013-01-30
إلتفاته رائعة , تبين وبوضوح مفهوم إستلاب الهويه الإسمية للعناصر المكانية الجغرافية لأي أمة من الأمم , مما يؤدي بعد ذلك إلى عملية إستلاب تاريخية زمانية , تمثل نوعا قديما حديثا للإبادة التأريخية والثقافية لأي منطقة تحكمها منظومة إستبدادية ... شكرا جزيلا لكاتب المقال ...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك