المقالات

الارحمة...


عبدالله الجيزاني

صحراء قاحلة،الانسان فيها لايملك من معنى الحياة الا الصلف والجلف والعنجهية،يعيش على القتل والقتال او البغاء،بيئة بكر من اي حضارة او ثقافة،في هذه البيئة ولد مولود ولكن اي مولود،بمولدة اهتزت الحضارة لدى الجوار انشق ايوان كسرى وانطفئت النيران،انه محمد بن عبدالله،امه امنه بنت وهب،مع ولادته غير وجه تلك البيئة القاسية بكل معنى وبث فيها الحياة،التي لم تعهدها من قبل،نما وترعرع هذا الوليد في حضن جده،بعد ان توفى والده وهم لم يلد بعد،نشأ يتيما،لكن نشئت معه الحكمة والقدرة وكل الصفات الانسانية،وفي سنوات شبابه الاول كان محط الانظار لينال لقب(الصادق الامين)من مجتمع ماعرف للامانة والصدق معنى،حتى لفت انظار سيدة من سيدات قريش لتختارة امين على اموالها ليتاجر مع من يتاجر من كبار قريش وسادتها،لكن كان الاكثر ربحا بينهم،لتحول شراكة المال الى شراكة قضية،ورسالة اريد لها ان تصنع انسان من لاشي،ويتزوج الفتى الهاشمي من السيدة خديجة بنت خويلد،وينجب النور الذي كانت الوعاء الطاهر لعترة خلت الارض منذ الخليقة من مثلها،وفي غارحراء حيث يتعبد محمد،تأتي تباشير اعادة صنع الانسان وعلى ارض المعمورة وتطرق مسمعية كلمة(اقرأ)،يعود الى الدار التي ليس فيها الازوجه خديجة والفتى علي وعلامات البشرى قد اخذت منه مأخذ كبير،يروي ماجرى عليه في الغار، انها النبوة،وتبدأ المسيرة الوضاء،وانصارها تلك السيدة والفتى علي بن ابي طالب،وتتوالى خطوات الدعوة بسرية الى ان يأتي الامر الالهي(اصدع بما تؤمر) لتزداد الامور صعوبة ويتضاعف التحدي مع قريش المشركة،الذي نهض بها كل جلف الصحراء وقسوتها،لتستخدمة ضد صادقها الامين وضد من اسلم معه،لكن صاحب الرسالة قوي وانصاره اشداء من قوة وسمو المبدأ الذي يحملون اولا ومن الكفيل والنصير عمه ابا طالب،شيخ البطحاء وسيد قريش،لكن القدر لم يمهل النبي ليرحل الذاب عنه وتلحقه السيدة التي بذلت كل اموالها من اجل رسالة محمد،حتى وصل الحال ان تنام على جلد شات بعد الثراء والثروة،تزداد الامور حلكة لكن سمو الهدف وقوة الايمان اقوى،ويواصل النبي وانصاره دعوتهم،تقاطعهم قريش وتضيق عليهم،وتستخدم كل مافيها من عنت وجاهلية،لكن تستمر الدعوة صعودا،حتى يأتي فتح مكة حصن الشرك في حينة،لينعي نبي الرحمة الى الامة نفسه،لم ينتظر ان يحكم بعد كل مامر من اذى وحسرة والم،وصفه (صلوات الله عليه)(مأوذي نبي مثلي)،اذن هي ثورة من اجل الانسان ليس للذات فيها وجود،ثورة لترحم الذكر من طغيان نفسه عليه،يغزوا ويقتل ويئد البنت الذي تخرج من صلبة،وترحم الانثى من الوئد والامتهان النفسي والجسدي،حيث كانت بعض القبائل تعتاش على البغاء وتجارة الجسد،ومنعتها هذه المهنة من الدخول للاسلام بعد ان رفض نبي الرحمة السماح لهم بممارسة هذه المهنة المنكرة،هكذا كانت الامة لتتحول بفضل رسالة نبي الامة الى امة قائدة وتقف في طليعة الامم،ولو احسنت اتباع النهج،لسادت المعمورة من اقصى الارض الى اقصاها،وتحل علينا الان ذكرى ولادة نبي الرحمة،ونحن نعيش اوضاع ربما تماثل يوم الولادة قبل( 1443) عام،حيث الاسلام قسم الى مذاهب متناحرة يحل بعضهم دماء البعض،الانسان الذي جعلة الاسلام قيمة عليا اصبح ممتهن ووسيلة للوصول للغايات الدنيئة من البعض،واثبتت الامة انها لم تكن جديرة بمحمد الانسان والرسول،فبعد ان استحلت دماء ذريته،الذي هم امتداد للرحمة،وحرفت رسالته وعبثت فيها،لتصل الى ماهي عليه اليوم تتبع وتقاد من اراذلها،الذي لاهم لهم الاالتأمر على النقاط المضيئة في جسدها المتهالك،فهل ستصحوا هذه الامة وفاء لنبيها الكريم الذي بعث رحمة للعالمين...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك