المقالات

تعويض الضحايا بالتضحية مرة اخرى


واثق الجابري

من اخطر الافعال السياسية اشراك الشارع في حل المشاكل السياسية والدفاع عن الساسة ومن ثم التخلي المواطن حين تحقيق المصالح والثبات في الكراسي , ليطوع بالتفاعل كناطق بأسم السياسين ومعبر عن نواياهم ومنفعلاّ بأتهام الاخر , وليس غريب من اطراف جعلت من نفسها نخبة تتلاعب بعقليات البسطاء والمشاغلة ولا يجد المواطن ان له دور في تلك الصراعات الاّ سوء الخدمات والتراجع عن المباديء والوعود وترك الضحايا والمحرومين دون الألتفات الى تعويض حرمان السنين العجاف التي حصدت ارواح الشرفاء وضاقت بهم المقابر الجماعية وغربة التهجير وهربت الطاقات , حتى تعاد الكرّة مرة اخرى ويطلب منها التضحية والدفاع عن السلطة التي تلوذ بالمواطن حينما تهتز مناصبها ويلتف بعد ذلك من خلف ظهورها بالصفقات وعلى اشلاء الضحايا , وكل مرة يستخدم الشارع ويخدع الرأي العام ويحشد الشارع بأستخدام المال العام والاماكنيات الحكومية والنفوذ لتهديد الثوابت الوطنية , ولم ننسى تلك التظاهرات في انتخابات 2010 بأجتثات قادة سياسين سرعان ما عادوا الى هرم السلطة بأتفاقية اربيل لتشكيل الحكومة , واليوم بعد ازمة الرمادي ووجود تظاهرات معارضة أخرجت تظاهرات مؤيدة , تدارك العقلاء خطورة الازمة لتشكل اللجنة الخماسية لدراسة قوانين كانت بحاجة للمراجعة بين الحين والأخر , الغريب ان التظاهرات المؤيدة خرجت بدعوى ان هنالك تهديد طائفي , ولكن اغلبية الشارع رفض تلك الدعاوي ورفض الفتنة والانقسام والحرب الأهلية وتدخلت المرجعيات والمعتدلين وشيوخ العشائر وهذا ما ولد التراجع , وفي ذروة الاحداث سعى رئيس الوزراء لحل البرلمان لتبقى الحكومة لحين اجراء انتخابات وتشكيل حكومة اخرى دون مسؤولية وهذا ما يستغرق بحدود 2 سنه , والمرجعية هذه المرة تدخلت بقوة ورفضت هذا الطلب واعتبرته خط احمر وطالبت بالتهدئة والحوار وعدم زج الشارع والعودة للدستور وهذا ما جعل اطراف الازمة بالتراجع عن المواقف المعلنة والاستمرار بالنوايا الشخصية , وبتدخل اطراف التهدئة والحوار وتشكيل وفود رفيعة المستوى للتفاوض مع المتظاهرين تم اطلاق الألاف واحالة اكثر منها للتقاعد واستعداد رئيس الوزراء بأصدار عفو خاص بشرط تنازل اصحاب الحق الخاص , ولكن الأغرب ان تكون الحكومة مستعدة للدفع كتعويضات للضحايا نيابة عن المشمولين وهذه بالحقيقة استهانة بالدماء حينما يعوض عن المجرم بأموال الفقراء , وهل استوعبت الحكومة مطالب المحافظات التي دفعتها للتظاهر نيابة عنها ؟؟ واي ثمن بخس ان يعطى الارهابي تقاعد وتعويض عن سنوات السجن ورواتب كبيرة لكبار القادة تصل الى 1.5 مليون في حين يترك عوائل الضحايا يتذللون على ابواب الرعاية الاجتماعية للحصول على 50 ألف لا يحصل عليها بسنوات لتلك الرامل والايتام ؟! وعجب ان يتم التفاوض مع متظاهري الرمادي ورغم ان في بعض مطالبهم المشروعية ولا يسأل من تظاهر في الجنوب عن داخلهم الباحث عن الامن والاستقرار والعيش الكريم ورد الاعتبار بكونهم يشعرون انهم مهمشين , وهل عاد الساسة لهم حين القيام بالاتفاق مثلما يعودوا لهم عند الشعور بالخطر ورفع الحيف عنهم وسنوات الحرمان بينما لا تزال قراهم يأكلها الفقر والحرمان وتطرد اهاليها للبحث عن عمل في تقاطعات الطرق وحمالين في الشورجة ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك