المقالات

تشييع “الصالح العام” الى مثواه الأخير..!!...بقل: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي


 

من يفترض أن المتصدين للعمل السياسي ـ في العراق خصوصا ـ إنما يتصدون خدمة للـ"صالح العام" يقع في وهم كبير..ففرضية "الصالح العام" تركها أغلب منظري السياسية ـ ليس هنا فقط، بل في كل مكان تقريبا ـ منذ زمن ليس بالقصير، وبقي الحالمون والمساكين ممن هم على شاكلتي فقط متمسكين بها!..

 ومنذ أن تم تقعيد البراغماتية، وهي نظرية خلاصة الذات ، أو ما يمكن تلخيصه بالغاية تبرر الوسيلة، بات "الصالح العام" وسيلة من وسائل تحقيق أهداف السياسة، وليس هو الهدف النهائي بل ليس هدفا من بين الأهداف بالمرة!.. وفي أوضاع أكثر دقة تحول "الصالح العام" الى منصة يعتليها الساسة، كلما حدقت بهم أخطار تهز مراكزهم، وغالبا ما يكون مصدر تلك الأخطار المعنيين بمفهوم "الصالح العام" أي الشعب..!..

وفي حالات مقابلة يتم تحويل" الصالح العام" من قبل ساسة آخرين الى قميص عثمان، يتم نشره كلما وجدوا أن المناكفات السياسية والمناورات الحزبية لا تجدي نفعا، أو أنها قاصرة عن إيصالهم الى غاياتهم التي عادة ما تكون غير نبيلة..! حينذاك يمتطون صهوة "الصالح العام"..!

 والوصف الآنف ليس بحاجة الى إيراد شواهد وأدلة، فقد تفشى حتى صار هو القاعدة والنقيض هو الأستثناء..!

 وفي جدلية الظلمة والنور، والأسود والأبيض ، والشر والخير ، ثمة من يقول أن الظلام سابق للنور، وأن السواد سابق للبياض، وأن الشر سابق للخير، والذي أعتنقه من مفهوم مخالف لهذا الإعتقاد تماما..فالفطرة تقول أننا ما عرفنا أن النور نورا لولا وقوعنا في الظلمة، وعند ذاك أدركنا كم هو ضروري ذاك النور الذي كنا فيه قبل أن يلفنا الظلام..!..

لكن ومع "إكتشافنا" للظلام، نزع كثير منا نحوه فقد وجدوا فيه فوائد لا يمكن أن يحصلوا عليها تحت الأضواء الساطعة.. ومثلها ، كان اللون الأبيض هو الفاشي فينا، وما كنا نعرف السواد، لولا أن سخاما أسودا قد لثق نصوعة البياض في ثيابنا، فتعرفنا إذاك الى السواد، ومع هذه السوأة التي أحدثها السواد في الثياب البيضاء، فإن منا من قبلوا أن تسخم وجوههم وتصبح سوداء، ما دام هذا السخام يخبيء نواياهم السوداء..ولولا أصحاب النوايا السوداء من الأشرار ما عرفنا الأخيار.. وتلك هي لعبة النقائض التي تجمعها المصالح..

كلام قبل السلام: حين يخرج عامل "الصالح العام"من المعادلة السياسية، يصطف المتسلقون محبو فلاشات الكاميرات لينادون به..!

 سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك