المقالات

لنوقف التآمر على انفسنا قبل التآمر علينا /


د.عادل عبد المهدي *نائب رئيس الجمهورية المستقيل

 

تحت عناوين مختلفة يمكن للعمل السياسي المعارض او في السلطة -ومهما كانت نواياه- ان يتحول الى عمل اجرامي.. فالشرائع السماوية والدساتير الحامية للحقوق الاساسية للمواطنين والجماعات قد وضعت الضوابط التي لا يجوز للمسؤول في الدولة، ناهيك المسؤول في التنظيم والحزب تجاوزها تحت اي غطاء او مسوغ. فالدم والعرض والمال والحريات والحقوق التي نصت عليها الشرائع والدستور محرمات يجب حمايتها لا الاعتداء عليها.

 وللاسف الشديد لا يزن البعض قراراته ومواقفه والتزاماته بمعايير شرعية او دستورية او حتى عرفية واخلاقية. عندما يتدنى مستوى العمل السياسي ويفقد كثيرون موازينهم الداخلية وبالتالي قدرتهم على احترام التزاماتهم الدينية والدستورية، يتحول الامر الى مجرد ايجاد ذريعة للقيام بالعمل القبيح والحرام.. والى حيلة او تبرير قانوني او "فتوى" للتغطية عليه، وما اكثر الذرائع و"الفتاوى" والحيل والمبررات.. وهكذا صار تفجير الناس ووضع المفخخات وقطع الرؤوس واخذ الرهائن وسرقة الاموال وانتهاك حرمة البيوت وسجن الناس واعتقال افراد العائلة بجريرة من تدور حوله الشبهات، وممارسة التعذيب باشكاله والتطبيقات المتعسفة للقوانين واصدار التعليمات المناقضة للدستور.. وقطع ارزاق الناس والاعتداء على الحقوق الخاصة والعامة والانتفاع بها واخذها رهينة للابتزاز السياسي والمادي.. وممارسة الكذب والتشنيع والتهديدات الباطلة والقتل والاغتيال السياسي -الجسدي والمعنوي- من اهم الوسائل التي يمارسها كثيرون ممن بيدهم السلطة او خارجها. في الجلسات السياسية الرسمية والمعارضة ومن مختلف الاطراف، غالباً ما يجري النقاش عن خطورة الشخص الفلاني او الطرف الاخر ومؤامراته وخططه الجهنمية..

 ويتم الاستناد لحقائق جزئية او سطحية او خاطئة تماماً.. وبدل ان تتحرك روح المسؤولية والالتزام واداء الواجب بضوابطه لتشخيص التحديات ولوضع المعالجات، تتحرك الكوامن والاحقاد.. فيبدأ كل بدوره بوضع المزيد من الزيت على النار.. فتهرب الحقيقة، ويتهم بالجبن من ينبه اليها، وتضيع الموازين، وتصبح الجريمة وارتكاب الحرام مزاداً. وتطلق صيحات العدوان والحرب.. ويعم الهوس الجماعي، ويبدأ بشرعنة نفسه، دون اي وازع او ضابطة خارجه.. وينبري مشرعوا الزور والمدافعين عنه لقلب الحقائق ومنح الغطاءات والتبريرات لارتكاب الجرائم وسلب الناس حقوقها وضماناتها. ليدخلوا البلاد والعباد من جديد في النفق المظلم.. متآمرين على القانون الابدي (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم). ـــــــــــــــــ *

23/5/13122

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الغانم
2013-01-26
احسنت سيدنا الجليل..
ناهض البلداوي
2013-01-26
يبقى الدكتور عادل عبدالمهدي بحر يروي القاصي والداني ليزيدنا علما فهذه المقالة لو درست بشكلها ومضمونها وكلماتها لا صلحت ما افسدته البعض والتئمت الجراح التي طالما تنزف بفعل فاعل واليوم يزداد الوضع تازما ولكن كما يقول الدكتور هناك من يضع الزيت على النار بدل من اخمادها ولكن نحن املنا بكم ان تطوق هذه الازمة لانها لا سامح الله ان حرقة فستحرق كل شي لان المتامرين على العراق هم الحاقدين على العراق من دولة معروفة والله ما وراء القصد
رضا العتابي
2013-01-24
السيد عادل عبد المهدي شخصية سياسية راقية لكنه مظلوم في بلد يحب السراق المال العام و انا بعتقادي القاصر لو ان السيد عادل شكلة الحكومة لوصلنلتا الى مراحل من التقدم والزدهار لمايمتلكة من عقلية اقتصادية مرموقة وسياسه معتدلة ومقبولية من الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية
البغدادي
2013-01-24
من اخلص الشخصيات وانزهها هو الدكتور عادل عبدالمهدي
محمد الحسنى
2013-01-23
قولو الحقيقة واضحة بدون مجاملات وضعوالنقاط على الحروف قبل ان توضعوا جنبا واصرخوبوجه المالكى وعصابته من حزب الدعوة قبل فوات الاوان واعلمو ان الكرسي لو دام لغيرك ماوصل اليك مع اعتزازى الشديد للدكتور عادل ابو هاشم
حزين
2013-01-23
من لم يذد عن حوضه في سيفه يهزم0000ومن لم يظلم الناس يظلم000الناس اقصد الطرف الاخر صاحب الحقد المزروع في الكروماسات ضد كل اتباع اهل البيت
حزين
2013-01-23
ين تصل الامور في الطرف الاخر الى هذا الحد من التامر والحقد فان هذا الكلام لا يفيد
الدوسكي
2013-01-22
هذا الشحص محترم جدا. نقطة على السطر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك