المقالات

ما وراء الستار... المتآمرون


علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني

كنت قد ذكرت في مقال تم نشره قبل اكثر من عام ما فحواه ان على الاحزاب والتيارات السياسية لابد لها من ان تجتث حزب الدعوة من دوائر الدولة لانهم تغلغلوا في جميع مفاصل الدولة) لم تنطلق هذه الكلمات من فراغ وانما من معرفة واقعية لهذا الحزب ومدى خطورته على العراق والاسلام ...اليوم نجد احدى مفردات تلك المخاطر تتجسد من خلال القرارات المشينة والتي لا تقل عن وصمة عار في جبين جميع الدعاة ( دولة القانون ) من خلال اعادة البعث الى الحياة السياسية ومنح اتباع هذا الحزب الكافر(على لسان مراجعنا العظام) حقوق تجعلهم اسيادا وتزيد المستضعفين ضعفا والمحرومين محروميه اكثر من زمن النظام البائد... ان اعطاء هذه الامتيازات للبعثيين يجعلهم في مواقع لم يجعلهم المقبور صدام فيها, حيث ان صدام كان يقدم هذه الامتيازات جراء خدمة يقدمها هؤلاء الانجاس لنظامه واليوم حزب الدعوة ( دولة القانون ) يقدمون هذه الامتيازات دون مقابل. ان اعطاء هذه الامتيازات من قبل الموقعين عليها لا تخلو من امرين:الاول: خوفهم على انفسهم ومناصبهم من البعثيين, وهذا في تصوري القمة في الجبن من اتباع حزب البعث, والحرص الغير مبرر على مناصب زائلة, فنحن اصحاب الصولات مع هؤلاء الجرذان ونعرف قيمتهم الحقيقية, فكم منهم من وجدناه في انتفاضة شعبان المباركة قد مات بالسكتة القلبية بعد ان احدث على نفسه, وهذا ليس ضربا من الخيال وانما حقيقة, فقد وجدنا الكثير منهم قد مات قبل ان تصله رصاصة المنتفضين وهو قد تغوط على نفسه....الثاني: ضرب عصفورين بحجر واحد, يريد الاخوة الدعاة ضرب المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف و الايحاء للجمهور ان تعليمات المرجعية بخصوص الازمة الاخيرة مع المتظاهرين تتضمن هذا العمل المشين , باعتبار ان المرجعية الدينية قد اعطت خطوط عامة من اجل حفظ حقوق الجميع مع الالتزام بالدستور والقانون... فاستغل ثعالبة الدعوة هذه العبارات من اجل تمريرها على عامة الناس فقفزوا على القانون والدستور ليشوهوا بذلك صورة المرجعية الشريفة امام ابناء الشعب العراقي. اما العصفور الاخر هو الدخول للانتخابات على قاعدة ( اخبطها واشرب صافيها ) وبطريقة تخلو من اخلاقيات العمل السياسي المتعارف عليه في اسوء بلدان العالم, فهم قد وضعوا العراق على شفى حفرة من النار الطائفية تتلاقى معها مظلومية شعب وطائفة محرومة على مدى قرون من الزمن وهم اتباع اهل البيت (ع),ابسط هذه المظالم ان الشيعة عاشوا كل هذه العصور على انهم مواطنون من الدرجة الثانية, اما اليوم وفي ظل حكومة حزب الدعوة واتفاقاتها المخزية في اربيل, وكذلك الامتيازات للبعث واتباعه, جعلوها اسوء من كل تلك القرون, ففي الزمن الماضي كان اتباع اهل البيت ( ع ) مع اخوتهم الكرد يعيشون كمواطنين من الدرجة الثانية, اما اليوم المعادلة اصبحت اكثر ظلما و اصبح الشيعة مواطنين من الدرجة الرابعة, فالإخوة الكرد هم الدرجة الاولى وهذا يحسب لقياداتهم بانهم استخلصوا حقوقهم وزادوا عليها, و الدرجة الثانية البعثيون وهذا الفخر يحسب للإخوة الدعاة, الدرجة الثالثة هم اخوتنا السنة وهذا يحسب لشيوخ عشائرهم, واما نحن الشيعة ففي القعر ومن الدرجة الرابعة وعارها على الاخوة الدعاة ( دولة القانون ), بسبب الانا الحزبية و المصالح الشخصية.هنا لابد من اتقدم الى علمائنا الاعلام ( حفظهم الله) بالقول اننا كشيعة بحاجة الى نفس شهيد المحراب ( رض ) في التصدي لهذا الممارسات العدوانية وهدر الحقوق.... نعم اننا اليوم نمارس شعائرنا الدينية بحرية ولكن هذا ليس بفضل المتحكمين بمصير العراق, بل بفضل صمود ودماء المراجع الشهداء والعلماء والمضحين من اتباع اهل البيت ( ع ), ومع ذلك هذه النعمة لن تدوم طويلا مادام هؤلاء على راس السلطة, واذا كان الدستور والانتخابات هي الحل الوحيد لنا فليس من العدل ان يطبق الدستور والقانون علينا نحن شيعة اهل البيت و يستثنى منها الاخرين.. واما الانتخابات امرها شبه محسوم مادامت الاموال بيد ابن زياد فان حسينا سيقتل في كل عصر. نحن بحاجة الى فتوى للتصدي لهذا التردي بالعملية السياسية التي بنيت على جماجمنا... ولا يصح ان نرى كل هذه المظالم و نعض على الجراحات... فهؤلاء القوم نزلوا اليكم بعمائم ال ابي سفيان وبني العباس و بإعلام ابي هريرة, فماذا تنتظرون؟؟؟!!!... نحن بحاجة الى وضوح رؤية وشجاعة الباقرين ( السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد باقر الحكيم ) من اجل التصدي لهذه الاوضاع المزرية والمستقبل المظلم والمريع.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-01-23
مع الأسف المالكي والشهرستاني جبنوا امام البعثيين
ام حسنين اميركا
2013-01-22
اليوم تذكرت جيدا عندما تلك المكسيكية اخبرتني انهم سوف يعودون وهذه المرة ستكون اقسى من البارحة..يامالكي خطية المقابر الجماعية الجديدة التي حفرتوه لشيعتكم خطيتهم برقابكم .. اقول ياريت لو لم تتعتلوا اي منصب كي لا تفتح جروحنا وتهطل دموعنا للذين سرحلون ،صدام كان مجرم وطاغية وكنا نعلم لامثل لااجرامه في هذه الدنيا ..لكن انتم المصلون وذو الركع والسجود مطولون!! اين انتم من الم الشيعة اين انتم من مصايب الشيعة فقدنا احبتنا في عهد المقبور واليوم انتم ستقضون على بقيتنا ..لعنة اللّه عليكم وعلى من آتى بكم.
ام حسنين
2013-01-22
الشيعة الحكام اوساسة اليوم الذين تربعوا على مناصب في الدولة العراقية اخيب واجبن منهم صار تنازلات تلو الاخرى لااخوتهم السنه من اهل الرمادي والانبار! اتذكر قبل سنه خرجت تظاهرات في ساحة التحرير لبعض المطالب وكانت شرعية لكن الحكومة تدخلت واسكتتهم ورجعوا المتظاهرين بخفي حنين! اما اهل الانبار والرمادي ريس الوزراء امر والشهرستاني خرج واعتذرلهم وهم يعلمون جيدا انهم مجرمين ومن حثالات صدام لكن من جبنهم سلمولهم كل شىمن تقاعد واملاك واصلا كانوا قد سرقوه ايام مقبورهم دون مراجعه او دائرة اومحاكم؟!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك