المقالات

المرجعية، بيضة القبان .....بقلم: د.عادل عبد المهدي *نائب رئيس الجمهورية المستقيل


 

ينتقد البعض المرجعية لعدم تدخلها وينتقد اخرون كثرة تدخلها.. وكلٌ يريد جذبها لرؤاه.. ويحاول غيرهم استغلال مواقفها بتفريغها من مضامينها..

فتدور الايام وتتغير المطالبات، اما هي فثابتة بمواقفها وموازينها. نظمت مقاومة الاحتلال ووقفت مع الجيوش العثمانية رغم ظلم الدولة، فحفظ بيضة الاسلام لها اولويتها. قادت ثورات الاستقلال والعشرين..

 وعندما جاء الاستحقاق، وغبن ابناء الجنوب والفرات، لم تعلن الثورة بل مارست الضغط والنصيحة.. وعندما جاءت الجمهورية وحصل تطرف اصطبغ بلون الدم تصدت له..

وعندما اراد قاسم اجتياح الكويت وضعت الحواجز امامه.. وعندما جاء انقلاب 1963 محولاً القصور والملاعب والبيوت لسجون وغرف تعذيب ومنصات اعدام، ادانت ذلك..

وبعد مجيء عارف واندلاع العمليات العسكرية افتت بحرمة مقاتلة الكرد، في وقت دعم وعاظ القصر العمليات. وقفت ضد الظلم بغض النظر عن المذهب والقومية والدين. ومع صدام وسيطرة مسلسل الدم لينال اكثر فاكثر المراجع العظام واسرهم والمجتهدين الكبار وابناء الشعب، تهجيراً وتخويناً واعداماً وسجناً واختراقاً وارتهاناً، وقتلهم صبراً، تُركت المرجعية وجراحها، ولم يقف كثيرون معها، ولو باضعف الايمان.

فالمرجعية قوية عندما تسكت وعندما تتكلم.. وتعمل ليل نهار بوسائلها وبدون ضجة وادعاء.. واجبنا التعلم منها بدل اعطائها الدروس.. فهناك من اذا ركب البحر ينسى ان المرجعية هي البحر بهدوئه وامواجه. كلمات قليلة دقيقة بلغتها وتوقيتها وتتعطل سياسات دول عظمى، كما في قضية الدستور، فهذه هي المرجعية.. وعندما تخرج الملايين وتجدد بيعتها لائمة العدل، فهذه هي المرجعية. ومع كل المآسي والمقابر الجماعية لكنها منعت من الانتقام.. وطالبت دائماً بترك الامر لقضاء عادل نزيه.. وانهاء الاجراءات الاستثنائية التي تؤسس لظلم جديد على انقاض ظلم قديم. ورغم القتل الجماعي الذي استهدف الشيعة، خصوصاً، من قبل ارهابيين يرفعون الوية التسنن، بهدف الفتنة، لم تترك مقولة السنة انفسكم وليس اخوانكم فقط..

وعندما يُظلم السنة من حكومة فيها اغلبية شيعية، تقاطع المرجعية المسؤولين وتدعم حرية المتظاهرين وضرورة الاستجابة لمطالبهم المشروعة.. وترفض السياسات التمييزية البعيدة عن الدستور وتوازناته وتكامله، كما ترفض التفسيرات الخاطئة له. هكذا المرجعية.. وهكذا يجب ان تكون كل المرجعيات.. فان تعلمنا جميعاً الدفاع عن الاخر، وليس عن انفسنا فقط، فلن نخاف هجوم الاخر ولن يخاف هجومنا.. وسنقبر الفتن الطائفية والقومية واي شكل لها، مرة والى الابد

تح:علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد الغبان
2013-01-17
أحسنت 10\10 نتمنى الاستمرار في كتاباتكم القيمة . بارك الله فيك
محمد المالكي
2013-01-17
صدقت أيها المحترم في كل ما ذكرت ..... فواجبنا هو ان نسمع لها ونطيع ..... صح لسانك ودام بيانك .....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك