المقالات

المالكي يشعل الحرائق علنا ويطفئها سرا

592 21:33:00 2013-01-15

هادي ندا المالكي

هذا هو بالضبط منهج السيد المالكي في ادارته وفي خططه المستقبلية التي تقوم عليها نظريته في ادارة الحكومة وليست الدولة والتي تستند الى نظرية اشعال الحرائق باوقات واهداف محددة يحصد من خلالها عواطف البسطاء والمغفلين ثم يقوم بعد ذلك بالتراجع عن كل الحرائق التي اشعلها ويحاول عبثا اطفائها بالتنازل واعطاء كل شيء وفي احيان يعطي اكثر مما يريد خصومه وهو بهذه الافعال يبتغي زيادة رصيده الجماهيري في الشارع الشعبي وقد نجح الى حد بعيد في الوصول الى مأربه لان ذاكرة الناس تختزن الانطباع الاول وتترك ما ياتي بعده بل انها لا تكلف نفسها فرصة انتظار رسم اللوحة بكاملها.

ويصعب معرفة الالية التي يتحرك على ضوئها السيد المالكي في افتعال الازمات وحلها فهو من جانب تراه يسعى بكل ما يؤتى من قوة الى مهاجمة خصومة وبكل الوسائل والطرق غير عابئ بالاوضاع السياسية والمشتركات والاتفاقيات التي جمعته مع خصومه واعدائه بل يندفع في بعض المرات الى عدم التراجع عن استخدام القوة والقبول بكل النتائج التي يمكن ان يخلفها الاحتراب والقتال لكن هذا المنطق وهذا الاندفاع سرعان ما يتغير ويعود مؤشر الاندفاع والحماسة الى التراجع حد الانبطاح والقبول بكل الشروط.

والشواهد على اندفاع المالكي وخلق الازمات كثيرة ولا يمكن احصائها واذا ما اريد تعدادها فيمكن القول ان حكومة المالكي التي تشكلت في ولايته الثانية انما انطلقت من هذا المبدأ عندما اجتث المطلك والعوادي والعاني الا ان تراجع المالكي جاء بما يشتهي المطلك وما يريد العاني لان المطلك تحول الى بطل قومي عند العرب السنة وبدل ان يحصد عشرة مقاعد نجح في الحصول على اكثر من عشرين مقعد في البرلمان والفضل كل الفضل يعود للسيد المالكي وقد يقول قائل وما الذي حصل عليه المالكي والجواب ان المالكي اراد بضرب المطلك كسب تاييد الشارع الشيعي المتحفز ضد البعث والبعثيين ولما حقق ما يريد عاد وترك الحبل على غاربه،اما الشارع المتحفز فلم يسال لماذا اجتث ولماذا تراجع لانه يتذكر الاولى وينسى الثانية.

واستمر هذا المسلسل مع الكرد في اكثر من مرة وفي كل مرة يقدم المالكي لخصومه ما يعجزون عنه من تقديمه لانفسهم فهو نجح الى حد كبير في توحيد الكرد عندما اختلف معهم على عقود النفط وبعد ان توحدوا عاد ودفع كل المبالغ المطلوبة للعقود ثم وحدهم اكثر عندما شكل قوات دجلة التي لوح للقتال فيها لكنه سرعان ما عاد وجلس الى الحوار وقبل بتشكيل قوات مشتركة من ابناء المناطق المتنازع عليها وسحب قوات دجله وهنا نجح المالكي في تاليب الشارع الشيعي والعربي السني ضد السنة لكنه سياسيا خسر المعركة .

هذا السيناريو تكرر من جديد مع العرب السنة عندما تم القاء القبض على حماية رافع العيساوي والقاء القبض على القوة التي اعتقلت الحماية وعدم تصرفه بحكمة ودراية مع مطالب المتظاهرين الدستورية وغير الدستورية لانه اتهمهم بالعمالة والارهاب هذه التصريحات وهذه المواقف وحدتهم الى درجة كانوا يحلمون بها وجعلت من العيساوي بطلا كارتونيا الا ان المالكي نجح من جديد في كسب الشارع الشيعي الا انه عاد وخسر العرب السنة الذين كسبهم من معركته مع الكرد.

المالكي اليوم اعطى للمتظاهرين كل ما يريدون واكثر فقانون المسائلة والعدالة تم القفز عليه بعد ان تم اعادة الاف الضباط البعثيين سواء بالوكالة او الاصالة الى الخدمة ومنح الاعداد الباقية حقوق تقاعدية فلم يبقى الا من هو خائف او ضد العملية السياسية وهذا الامر ينطبق على السجناء والسجينات وغيرها من المطالب.

المحزن في الامر ان المالكي عندما يعطي الاخرين ما يريدون يعطيهم بعد فوات الاوان وهذا الامر اصبح مكشوفا من قبل الخصوم والذين بدورهم نجحوا في استثمار الفرص التي يوفرها لهم المالكي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الوافي
2013-01-18
اتمنى من الكاتب الجلييل او من موقع براثا ان يعطينا التفاصيل بالارقام والتواريخ لان الكاتب اختصر كثيرا من اخفاقات الحكومة الفاشلة والمؤسف ان المساكين من العراقين مخدعوين (بابوا اسراء )وهو يقودهم من نصر الى نصر كما كان يفعل( ابو حلا) فشل قادسيته وام المهالك والحواسم والتاريخ يعيد نفسه فلحزب الدعوة الكراسي وللشيعة الماسي اين لجنة التحقيق في صفقة السلاح الروسي اين فلاح السوداني واليوم نرى سرقة المدينة الرياضية في البصرة اتظنون ان االشعب نائم يادعات (ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ,انما يؤخرهم
الدكتور شريف العراقي
2013-01-16
يخطا المالكي عندما يقدم للبعثيين ما يطلبونه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك