المقالات

غلق الابواب


محمد حسن الساعدي

اتخذت المرجعية الدينية موقفاً سمي (غلق الابواب ) وهو نوع من انواع الاحتجاج على كل ما قام ويقام من تفرد بالسلطة ، ومع ذلك لم يستوعب السياسيون موقف المرجعية الدينية بدرجة جيدة ، هذا الاحتجاج الذي قوبل باللامبالاة من قبل السياسيين .وعندما سألت المرجعية عن موقفها من الازمة الحالية ؟أكدت من خلال منبر الجمعة في كربلاء على ضرورة التهدئة ، وعدم التصعيد ، والاستجابة المشروعة لمطالب المتظاهرين والمتسقة مع الدستور ، وهذا ما جوبه بالضد من توجيهات المرجعية حيث إثارة الازمات وآخرها الازمة الاخيرة التي اكدت على انها ازمة داخلية مفتعلة .ان المرجعية لم ترضى بهذا الاداء خصوصا وان المواطن لازال بانتظار الوعود الكثيرة التي قطعوها الساسة قبل الانتخابات والتي كان من المفترض ان تجد تطبيقا سواء من الكتل السياسية او اعضاء البرلمان الذين وصلوا الى هذه الاماكن بأصوات الناس الذين وضعوا الثقة بهم.على اعتبار ان ايام الانتخابات والحملات تكون الاوراق تحمل الكثير من الامنيات التي يبحث عنها المواطن ، ولكن ما زال الصراع على الحصة السياسية والمناصب دون الالتفات الى هموم ورغبات الشعب وهذا الامر الذي جعل المرجعية الدينية تمتعظ امتعاظا شديدا من الاداء سواء كان في جانب الخدمات او الجوانب الحياتية الاخرى التي تهم الشعب العراقي والأكثر من ذلك هو التسارع على تقسيم الكعكة السياسية وترك المواطن يعيش على امل مفقود وفي انتظار دائم. للاسف الشديد ان الساسة لم يلتفتوا الى ما تريده المرجعية الدينية وما يدور في خلدها رغم النصائح والتحذيرات الكثيرة للساسة من ضرورة الالتفات الى الشعب وترك التناحرات التي انهكت البلاد دون جدوى وهذا دليل على عدم رضى المرجعية الدينية عن مايجري مما جعلها توصد ابوابها بوجه السياسيين . اعتقد ان المرجعية لن تفتح ابوابها لمن لايستجيب لمطالب الشعب ويرفع عنهم كاهل الهموم ،والمرجعية لا يهمها اولا وأخيرا غير مصلحة الشعب العراقي حيث كانت تؤيد العملية السياسية وتدعمها وما لاحظناه قد يكون للمرجعية تصرف اخر ازاء الكثير من الساسة الذين لم يقدمو اي شيء للموطن العراقي. ان المرجعية الدينية قد يئست من كثرة تذكيرها للساسة دون ردود افعال ايجابية من الساسة والكتل ما اضطرها الى ان تتخذ موقفا حاسما تجاه الكثير ممن لم يسمعوا ولا يلبوا طموحات الشعب العراقي ما دعاها الى ان تغلق ابوابها بوجههم كي تبعث برسالة لجميع السياسيين لعدم رضاها على مايجري ،حيث كان من المفترض ان تكون الرسالة التي بعثتها المرجعية بقطيعتها مع الساسة ان تؤدي الى تغيير واقع الحال لكن للاسف ان مايجري عكس المطلوب ان الواقع يسير من سيئ الى اسوء وفيما يعيش الشعب العراقي حالة الفقر والحرمان وانعدام ابسط مقومات الحياة لكن البرامج والوعود العريضة التي قطعتها اغلب الكتل ذهبت في مهب الريح والشعب اصبح في حالة يأس مطبق وبالتأكيد فان المرجعية هو همها الشعب اولا وأخيراً واعتقد ان الكثير من الساسة غير مرحب بهم الان في مكتب المرجعية ،حيث اعنت رأيها وكانت صرختها واضحة من خلال مكاتبها في كل العراق بتذكيرها للساسة بضرورة تغيير واقع الحال بيد ان هذه الصيحات لم تلق لحد الان اذن صاغية ولم تنتهي الحرب السياسية المستعرة التي اخرت البلد الذي يراد له ان يكون في مصاف الدول المتقدمة بعد خلاص العراق من حقبة الديكتاتورية والظلام البعثي ووحشيته الدموية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك