المقالات

ما هو موقف المجلس الأعلى من أزمة العيساوي وما تلاها


عباس المرياني

يقف البلد هذه الايام بصورة الاستعداد والتأهب على خلفية تداعيات أخر أزمة تشهدها الساحة السياسية العراقية والتي أعقبت إلقاء القبض على حماية وزير المالية رافع العيساوي بتهم الارهاب ولجوء الاخير الى الشارع في محافظة الانبار ابتداءا لتأليبه وتحشيده ولاستغلاله في الفترة المقبلة.. تطور المشهد لينظم الى هذا التحشيد اعضاء اخرين من القائمة العراقية لاعتقادهم ان الحضور وسط هذه الحشود وركوب موجة الخطاب الطائفي التحريضي امر مهم للمرحلة القادمة ومنع تفرد وزير المالية بهذا الفتح ليمتد الامر بعد ذلك الى محافظات الموصل وصلاح الدين رغم ان الجماهير اكتشفت بقدرة قادر ان المطلك يريد استغلال هذه التظاهرات لصالحه وتجييرها لمصلحته فكان ان اكرمت وفادته باهانته وطرده لكن هذه الجماهير لم تكتشف نوايا الاخرين وخاصة الخنزير احمد العلواني .وأزمة العيساوي وتأجيج الشارع لم ولن تكون الأزمة الأخيرة لكنها بكل تاكيد تعتبر الاصعب حتى هذا التاريخ لانها اخذت منحا طائفيا وانحرفت عن مسارها الحقيقي بعد ان تداخلت فيها الغايات والمصالح والنوايا الغير شريفة وتم استخدام الشارع كواجهة لتحقيق الاهداف وتمرير الغايات سواء من قبل اطراف القائمة العراقية صاحبة المصاب او من قبل الحكومة وبالخصوص قائمة دولة القانون ورئيس الوزراء نوري المالكي.وموقف المجلس الاعلى الاسلامي في هذه الازمة وفي الازمات الكثيرة التي حدثت من قبل يقف بنفس الاتجاه والراي وان اختلفت العناويين والمواقع تبعا لنوع المشكلة او الازمة والاطراف محل الخلاف وهو مع ذلك موقف يتسق تماما مع موقف المرجعية الدينية الداعي الى التهدئة والحوار والالتزام بالدستور والثوابت الوطنية والتوافقات التي بنيت عليها العملية السياسية ونبذ الخلاف والتوجه لتوفير الخدمات للمواطنين .كما يمكن القول ان دخول المجلس الاعلى في تفاصيل معالجة الازمات لا يختلف كثيرا عن مواقف المرجعية الدينية الاجمالية ولهذا فان موقف المجلس الاعلى من ازمة العيساوي وحمايته تتمثل برفض تسيس القضاء ورفض نقل الازمات الى الشارع ورفض استخدام الخطاب الطائفي وهو مع التظاهر السلمي لتحقيق المطالب المشروعة ومع التظاهر الذي كفله الدستور.وتحديدا يمكن القول ان موقف المجلس الاعلى في هذه الازمة العاصفة لا يمكن ان يختلف عن المواقف السابقة لان مواقف المجلس الاعلى لا تنطلق من دوافع حزبية او مصلحية ضيقة او تتحرك تبعا للاهواء بل هي مواقف ثابتة ترتبط بعمق المشروع ونجاحه وهي كذلك لا تخاطب عواطف الشارع الانية وتركب موجة استغلال انصاف الفرص بقدر ما هي مواقف حقيقية تؤسس لبناء دولة المواطن وبناء الدولة المدنية العصرية ..والفكر الذي يعتقد بامكانية السمو بفكر وجهد الانسان والانطلاق به نحو تحقيق التطلعات الكلية لا يمكن ان يعتمد على انصاف الفرص او على صناعة الازمات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك