المقالات

وهو الـمطلوب..! ...بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي


     

خلال السنتين المنقضيتين كان قطار الأحداث في محيطنا الأقليمي، يسير متسارعا على محورين أساسيين يشكلان سكتيه التي لم يخرج عنهما...الأول هو إستخدام النماذج الحاكمة القائمة كحافظات نقود مفتوحة دوما للإنفاق على عملية تدمير بعضها البعض، لتفنى في نهاية المطاف جميعها..!

 والثاني هو طرح النموذج التركي كنموذج للحكم ليس لأنه الأفضل والأنسب لشعوب المنطقة، ولكنه الأنسب والأفضل لتحقيق مصالح الولايات المتحدة والدول الاوروبية، راعيتي الترويج للنموذج التركي وعملية التغيير سواء بسواء..!

 فيما يخص السكة الأولى من المسار، كان المعدن المستخدم في صناعة السكة، بعيد تماما عن أن يكون من سنخ عملية التغيير الديمقراطي، فالسعودية وقطر والإخوان المسلمين لا يحملون من العقيدة الديمقراطية وتوصيفاتها ألف أو باء، والسعودية وقطر من أنظمة البدوقراطية إن صح التعبير، وهي أنظمة باتت خارج نطاق الحتمية التاريخية منذ أمد بعيد، ولم تصمد على العيش إلا بـ "فلوسها"، ولولاها ولولا فسحة الرخاء النسبي لبعض قطاعات شعوبها، لمحيت من خارطة الوجود منذ ذلك الأمد..

فسحة الرخاء هذه تراجعت في السنوات الأخيرة الى حد كبير، والفقر والتنافر الأجتماعي في السعودية بات ملمحا سائدا، ناهيك عن طائفية النظام الحاكم. في قطر الصورة مختلفة بعض الشيء، الأموال كثيرة، لكن النظام يتهدم من داخله، لأن البيت القطري الحاكم مبني على عقيدة التآمر العائلي، ناهيك عن أن إيران المجاورة بنظامها الإسلامي، لا يرضيها أن يكون وجود فقاعة بحجم دويلة قطر كمصدر للقلق في خاصرتها الجنوبية، سيما أن هذه الخاصرة ممر تصدير نفطها..

 العنصر الثالث من عناصر توليفة معدن السكة، وأعني به الأخوان المسلمين، نموذج ظلامي لا يحمل مشروعا "مدنيا" يتلائم مع معايير الجهات الراعية لعملية التغيير: الولايات المتحدة والدول الأوروبية..

فيما يتعلق بالسكة الثانية، أي النموذج التركي للحكم ، فأنه نموذج ناقص لا يمكن السير على خطاه، وهو وإن خرج من رحم العلمانية التركية التي يرعاها الجيش ويحرسها، وهي مفارقة تقتضي التأمل بمعنى أن يحرس الجيش العلمانية، لكن هذه العلمانية لا تعترف بحقوق قومية وثقافية لـأكثر من 10 ملايين كردي يشكلون نسبة كبيرة من سكانها..ناهيك عن أن السيد اردوغان القريب جدا من أطروحة الأخوان المسلمين الإقصائية، يحتفظ بمفارقة عجيبة بعلاقات واسعة مع الكيان الأسرائيلي الغاصب لفلسطين، وهو راع طائفي وليس ديمقراطي للتحركات الأحتجاجية في سوريا والعراق أيضا..!

 وكما ترون فأن أدوات التغيير متناقضة مع تطلعات شعوب المنطقة التواقة للتغيير، وهي تعي هذه الحقائق جيدا، ولذلك فإن قطار التغيير سيخرج حتما عن السكة الأمريكية، وسيركب سكة تختارها الشعوب ...

كلام قبل السلام: نسينا أن نذكرم أن الأخوان المسلمين نحوا جانبا من أدبياتهم في هذه المرحلة قضية فلسطين..وهو المطلوب...!

 سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك