المقالات

تقسيم الاستبداد


واثق الجابري

من السهل حشد الساحات وتعبئة الافكار بالعدوانية حينما يصور لها ان هنالك استهداف للعقائد الدينية وطائفة الفرد, ولكن الحكمة التي تغيب ربما عن تفكير البعض هي بتوجيه الافكار للدفاع المشترك ضد الارهاب وحماية امن الدولة والحرص على ممتلكاتها وتقدير المصلحة الوطنية وتقوية الاواصر الوطنية بالتعاضد والانسجام والعمل بروح الفريق الواحد, الساسة اليوم بعضهم يتلاعب على وتر الطائفية والقومية للحصول على مكاسب انتخابية مؤوسسين للاستبداديات التي تحيطها هالة من الادعاءات في جوهرها بعيدة عن المنطقية , لتفقد السلطات الثقة فيما بينها ويصل لحد فقدان كل الجسور بين فريق السلطة الواحدة , والقضاء من اهم السلطات التي تفصل في القضايا اصبحت من اكثر السلطات التي تثار حولها الشبهات , وهذه كارثة كبرى حينما تفتقد العدالة وهذه الشكوك لم تأتي من فراغ إذ بعد كل مذكرة اعتقال او جريمة فساد تعاد نفس الكرّة , الطرف المتهم يطلب تشكيل اللجان ويبعث بالوساطات والتدخلات وتشكيل اللجان وعادة ما تكون لجان برلمانية او عشائرية يقابل ذلك قبول الطرف الحكومي وهذا يعني التراجع والتذرع بالتأجيل لأسباب سياسية مما يحيل القضية الى لجان تميّع فيها القضية بالصفقات وتبادل التنازلات ,وهذا يولد الشك بتسيس القضاء ولكن هذا الاتفاق سرعان ما ينهار او يكون قنبلة موقوتة وازمة في الانتظار لتؤوسس لهشاشة الاّليات السياسية والابتعاد عن الوسائل القانونية الحريصة على المجتمع , حتى اصبح التلاعب بمشاعر ومعتقدات الافراد اسهل طريقة للتأجيج والهروب من الفشل والاتهام , فمن حق المواطن المكفول بالدستور التظاهر والاحتجاج والاعتراض حينما يشعر انه أصيب بالظلم والغبن والحيف ومن حق من انتخبهم الوقوف الى جانبه ولكن بالطريقة التي تعطي المجتمع التفهم لتفسير القانون واتباع الوسائل الدستورية للتعبير عن الرأي , لكن ماذا يعني رفع علم البعث او شعارات الطائفية والارهاب والأدهى من ذلك هو الدفع السياسي لأثارة النعرات والفتنة , فليس من العقل والحكمة ابقاء الشارع في دوامة الازمات ومن المعيب ان لا يزال في العراق من يؤمن بالانقلاب او التمسك بالكرسي بمقبض من حديد في ظل نظام ديمقراطي يحكمه نتائج صندوق الاقتراع , اغلب من يقف على هرم السلطة والبرلمان ومن حواشيهم ليسوا بمستوى تلك المسؤولية الوطنية بسعيهم ليدمومة الازمات معتقدين انها الحاجز لبقائهم وستر لعوراتهم ملفتين انظار الرأي العام عن ابسط متطلبات المواطن الحياتية والهروب من الضغوط لسوء الخدمة وانتشار الفساد الذي ينهش جسد المجتمع مما دفعهم الهروب لتجريد المجتمع من ثوابته الوطنية والانسانية وقطع الطرق بين المحافظات وخسارة المليارات ومخالفة العملية الدستورية وهدمها وتقسيم الاستبداد بين القوى السياسية برفع رايات الحروب العبثية دون تردد من حشد واستقطاب العصابات التي هدفها عودة الاقتتال والفتنة , فيكرر كل مرة نفس الخطأ ويخدعون السذج واضعين لأنفسهم الرمزية في حين انهم يعيدون نفس الفشل ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك