المقالات

قضاء نزيه وشجاع ولكن قيادات سياسية ضعيفة


خضير العواد

في كل يوم يثبت القضاء العراقي نزاهته وشجاعته عندما يصدر الأحكام القضائية ضد من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين ، بالرغم من المواقف المعادية والطاعنة بنزاهته وعدالته ولكنه يقف بشكل بطولي أمام كل ردود الفعل التي تتخذها الجهات السياسية المتضررة من قراراته ، وما قضية العيساوي وافراد حماياته إلا واحدة من هذه القضايا التي تبناها القضاء العراقي ، الذي لم يصدر قراراته إلا بعد التأكد من جميع الأدلة التي تقدم إليه والتي تصبح واضحة ولايمكن مقاومتها أو التصدي لها ، لهذا نلاحظ المتهمين وحلفائهم في جميع القضايا التي صدرت أحكامها من القضاء العراقي لا يقدروا على مواجهة القضاء لقوة الأدلة التي يعتمد عليها ، فيحاولون تغير اللعبة بأتجاهين الأول يتجه الى دكتاتورية المالكي كما يدعون والثاني الى طائفية الحكومة وأستهدافها للطائفة السنية ، من خلال هذا التغير في المواجهة فأنهم يحاولون إبعاد المواطن عن مصداقية القضاء وحقيقة الأدلة التي يعتمد عليها ، ويشجعهم على هذا التغير في اللعبة ، ضعف مواقف الساسة المشاركين لهم في العملية السياسية الذين تنتابهم صرعات الخوف عندما يهددهم المتهمون بالإجرام ومن يساندهم بالطائفية وأغتصاب الحقوق نلاحظهم يتراكضون على ترضيتهم والأستجابة الى مطالبهم التي تنتهي بأغلاق او تهدئة الأجواء بالتغاضي عن الملفات التي فتحها القضاء العراقي ، لهذا نلاحظ الفرق الشاسع ما بين أحكام القضاء ومن ينفذ هذه الأحكام ، لهذا نلاحظ بين فترة وأخرى أزمة قضائية تظهر لنا على الساحة وتنتهي في أغلب الأحيان الى اللا شئ ، بل يستغلها السياسيون كلٌ حسب غايته وأهدافه ، ولكن جميعهم يعطي ظهره للقضاء وكأن الأمر مابين المالكي والطرف المتهم بالإرهاب ، وهذا يؤدي الى إضعاف القضاء والطعن بقراراته التي أثبتت التجربة على نزاهتها وعدالتها ، لهذا نلاحظ المشكلة الكبيرة التي تعاني منها العملية السياسية هي عقلية السياسي العراقي الذي لايميز مابين المصلحة العليا الحقيقية للوطن ومصلحته الشخصية والحزبية ، ففي أغلب الأحيان التي تتطلب موقف حازم وشديد ومؤيد للقضاء والقانون العراقي نلاحظه يتناسى نفسه السياسي ويقدم مصالحه الشخصية على المصلحة العليا ويبدأ بأنتقاد رئيس الحكومة وكأنه هو الذي أصدر الحكم القضائي ، ولكن كل غايته إستغلال أي فرصة حتى وأن كانت تقوي وتدعم الإرهاب فأنه يستغلها لكي يضرب خصومه حتى أصبح سياسيونا مصداق لقول الإمام علي (ع) في أهل الكوفة (مالي أراكم على حقكم متفرقين وهم على باطلهم مجتمعين) ، مما أدى الى ضعف القضاء وأستفحال الفساد والإرهاب وجعل كل خطوة يتخذها القضاء غير مرحباً بها ويحيطها الشك والريبة مما أدى الى ضياع المواطن مابين توغل الإرهابيين في كل مفاصل الحياة السياسية العراقية ومواقف السياسيين المخجلة التي أدت الى النمو الكبير للإجرام والفساد في العراق ، لهذا نحتاج الى موقف سياسي قوي يؤيد الأحكام القضائية العادلة التي ستؤدي الى أنتشار الأمن والأمان في العراق ، لهذا فأن القضاء العراقي قضاء نزيه وعادل وبطل ولكن نحتاج الى سياسيين شجعان يقدمون المصلحة العليا للوطن فوق كل أعتبار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك