المقالات

" كذبة الوطن الوطنية "


صالح المحنّه

الوطن والوطنية أكثر مفردتين إستهلكهما السياسيون العراقيون وأغلب أفراد المجتمع العراقي، وتُلاك ليلا ونهارا ، حتى أصبحتا أفسدُ متاع وأكسدُ بضاعة ٍ تُحملُ في المؤتمرات والأحتفالات ، وتترددُ في مناسبة وفي غيرمناسبة ، ولا تخلو منها حتى مناسبات عقد القران و مناسبات الختان ، نشيد الشعراء والأدباء ، وملهمة الثوار ودعاة النضال ودعاة الجهاد، بهما تفتتح القصائد وبهما تختتم، شعارات المرشحين ، دعوات الناخبين ، محاضرات المتدينين، كلها تنادي وتدعي حب الوطن ، وأن الأنتماء له ، فوق الأنتماء للطائفة والحزب والعشيرة والقومية ، و الجميع يتظاهر بأن حب الوطن مقدمٌ على الطائفة والعشيرة والمال والبنون ، والحقيقة والواقع تثبت عكس الأدعاءات، الوطن بينهم مثل الأطرش بالزفة، ومفردة الوطنية ماهي إلاّ كذبة تُزين اللافتات الحزبية ، والشعارات الأنتخابية فقط ، حالها حال الأعلانات التجارية ، وإلاّ من يدّعي حب الوطن والوطنية أقل مصداق ٍ لإدعاءه ، أن يحب أبناء وطنه، الذين يشتركون معه في بناء ه ومِحَنِه ، وفي الدفاع عنه وعن حقوق شعبه ، إلاّ إن الملاحظ على أخلاقيات مدعين الوطنية وتصرفاتهم، لاتدل على أنهم ابناء وشركاء في وطن واحد ، بل ساهموا بكل مايستطيعون الى تحويله الى بؤرة للفساد والفتن ، أستخدموا عباءة الوطنية غطاءاً لتضليل أتباعهم ليكسبوا دعمهم وتأييدهم ، مَن يدعي الوطنية وحب الوطن ويتباكا عليه ، لايدخل الكلاب والخنازير المفخخة بالمتفجرات والبغض الطائفي، لقتل الأبرياء بجريمة إختلاف المعتقد ، وهو الشريك له في الوطن الذي يدعي حبّهُ، فما أقبحها من شراكة ووطنية كاذبة ، من يدعي حب الوطن يجب أن يساهم في ترسيخ أسس قوانين وطنه ويعمل جاهدا على تقويتها ، ويناظل من أجل الحفاظ على ثرواته ، لا أن يسرق وينهب الأموال ويفرُّ بها الى بلاد أخرى ! أم ذاك الذي يتهم بالأرهاب فيرتمي بأحضان أعداء وطنه ؟ أين الوطنية من الذي يحتكم الى طائفته حينما يختلف مع الآخر؟ وماذا أبقى من الوطنية ذاك الوزير الذي يحمي الأرهابيين ويتستر عليهم في مكتبه الرسمي؟ أم ذاك النائب لرئاسة الوطن الذي يبكيه ليلا ونهاراً ، فيجعل من مكتبه منطلقا للأرهاب وستراً للمجرمين ؟ أم ذاك الذي يسرق قوت شعبه ؟ أم الذي يسهّل فرار الأرهابيين والقتلة من السجون ؟ أم ذاك المزور الذي أحتل منصباً ليس من حقه وحرم وطنه من كفاءة حقيقية ؟ أم ذاك النائب الذي يفترض به دستورياً أن يمثّل الشعب فيتنازل عن وطنيته وأمانته ويرتمي بأحضان طائفته ويشترك مع المندسين والبعثيين في تخريب وقطع الطريق ؟ ثم يشتم ثلاثة ارباع نزلاء هذا الوطن ويصفهم بالخنازير؟ علماً أن الخنزير عنده وعند أمثاله غير مذموم ، لأنه من أكلة لحوم الخنازير ، وافلام الفديو على اليو توب شاهد على ذلك ، وتريكم كيف يقتلون ويشوون ويأكلون لحم الخنزير؟.إذن السرّاق ، والقتلة ، والمجرمون ، والمزورون، والمحتالون ، والمتسترون ، والفاسدون ، إداريا وماليا وإخلاقياً ، والمتعاونون مع الأرهاب ، كل أولئك هم من دعاة الوطنية وحب الوطن !!! بل هم أكثر الناس ثرثرةً ولغواً ونفاقاً في إدعائهم المزعوم بالوطنية والأخلاقيات الكاذبة...والوطن والوطنية براءٌ من هذه الإدعاءات الكاذبة والمنافقة..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك