المقالات

خيركم من سكت


عمار طلال

تداعيات مهولة.. دوليا ومحليا، قامت من توقيف عشرة في حماية وزير المالية د. رافع العيساوي، تم انتقاؤهم من بين مائة وخمسين، استقدموا قضائيا، الى مركز الشرطة، ثم افرج عن مائة واربعين منهم، مستبقين عشرة رهن التوقيف؛ للتحقيق معهم بشأن تهمة الارهاب "عسى ان تصيبوا قوما بجهالة؛ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".اندفع المتطرفون وصيادو المياه العكرة، في التظاهر ورفع لافتات غير مسؤولة، بضمنها صور الطاغية المقبور صدام حسين؛ ما يشتت القضية، فتجانب الحقائق نفسها، وينتسى الموقوفون، ونضيع، في التساؤلات، هل هي صراع طائفي؟ ام تسقيط سياسي؟ ام تحديات ارهابية؟ ام اجراء قانوني بحت؟اندفع البعض سادرين في التنكيل الطائفي؛ فانحرفت الاجراءات عن أهدافها، وبالغوا بانفعالات هوجاء، أوان يتوجب التحلي بالهدوء، ريثما تؤكد المحكمة التهمة على العشرة او تنفيها؛ فلا يؤاخذ بريء او يفلت مجرم، اما بالطرقة الجارية الآن ، فلا يمكن التكهن بما يحدث، لأن المثل يقول: (ايش يفيدك عقلك اذا تجننت الناس).سوف تقضي المحكمة، ببراءتهم.. ان شاء الله، او تقضي بجرمهم.. لا سمح الله، خينها سيخسر فريق، لكن لن يربح الفريق الآخر، لانهم عراقيون خسرناهم من بيننا، كانوا يجب ان نتخذهم حزام ظهر وفاسا لمواجهة ظروف الحياة الصعبة، كما ورد في ملحمة (كلكامش).لكن لو كانوا مجرمين، فدم ضحاياهم يوجب على المحكمة اعدامهم بالحد الاعلى من نصوص القانون المشددة؛ طالما لم يحترموا ذمة عراقي او يقيموا اعتبارا لدين ووجدان ومواطنة.لا تستجيبوا للمضللين عن سواء السبيل، واعتصموا بالباقيات الصالحات يهدينكم الى التزام الصمت في وقت يقول عنه الرسول: خيركم من سكت.خضع امر الاستقدام القضائي، لتأويلات ما انزل الله بها من سلطان، تعرض خلالها رئيس الوزراء الى شتائم اعتذر عنها وزير المالية، ونسبت احدى التظاهرات الشيعة الى اليهود، فصار القضاء مخيرا بين مسامحة الارهاب او الخروج من دين محمد (ص).تصرفات غير مسؤولية ذهبت بالقضية الى مذاهب تخدم الموتورين.. دعوى قضائية، تسننت وتشيعت، خاضعة لتأويلات طائفية وسياسية، مبالغ بها.الامر ببساطة، تقدم مواطن بشكوى، لمركز الشرطة، فاصبح الضابط المناوب، ملزما بأخذ شكواه على محمل الجد، والتعاطي معها باعتبارها واجبا رسميا، سواء اكان المشتكي شيعيا بمنصب رئيس وزراء ام سنيا من عامة الناس، ام العكس، رجل ذو منصب مهيب من اهل السنة، او شيعي من عامة الفقراء مثل عمار طلال؛ فهنا عينة التعرض، كما نسميها في البحوث الاعلامية، ليست مهمة، مشتك يحمل سندا ماديا، ومشتكى عليه، يحق له الدفاع عن نفسه بحرية تامة حتى لحظة نطق القاضي بالحكم.سوى هذا الكلام، التفاف مقصود على الحقيقة، اذا ظهرت براءة العشرة، فمن اتهمهم ملزم برد الاعتبار لهم، شرعا دينيا وقانونا مدنيا وعرفا عشائريا، واذا ادينوا، فطائفتهم وعشائرهم من تلقاء نفسها، ستتبرأ منهم.وكل التشنجات الدائرة تعكر صفاء الوطنية العراقية والايمان الاسلامي، لن تسهم بتفريج الاحتقانات قدر ما تضفي على المشاكل عقدا.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك