المقالات

كارثة وقودها الناس /


حافظ آل بشارة

أزمة اعتقال حماية الوزير رافع العيساوي اعادت العراق الى المربع الأول ، توقيت الأزمة غير مناسب ، اهم الاسئلة في الشارع : المعتقلون متهمون بالارهاب وتهمتهم ليست مرتبطة بجريمة فورية ، فلماذا يتم اعتقالهم الآن ؟ أزمة جديدة تشبه أزمة اعتقال حماية طارق الهاشمي ، وظهرت تشضيات تحول دون الخروج بموقف سني موحد ، العيساوي حشد متظاهرين في الانبار لكنهم خرجوا عن سيطرته واصبحوا بعهدة آخرين تمتد خيوطهم الى القاعدة ، رفعوا علم كردستان في الانبار اشارة الى اكتمال السياج الطائفي ، كل هزة سياسية لها نتائج أمنية دموية ، لذا ينتظر الناس حملة تفجيرات شعارها (يا لثارات العيساوي) تسفر عن حشد من التوابيت المتجهة الى النجف ، تأتي الأزمة وملايين الزوار يزحفون باتجاه كربلاء لزيارة الاربعين ، فهم هدف أمني مليوني ثمين حمايته شبه مستحيلة ، يقال ان مثيري الأزمة كان بوسعهم الاستعانة بشخصيات سنية غربية كضد نوعي تشارك في انجاز المهمة او تبريرها مقابل ثمن بدل هذا الاسلوب الاستفزازي ، هناك قادة من جبهة العيساوي يرحبون بخروجه من الحلبة كما رحبوا بخروج طارق الهاشمي ، لكن العاصفة في بدايتها والمستفيدون النوعيون اما ان يلوذوا بالصمت او يستنكروا بصوت واطئ لدفع التهم ، على هامش الأزمة تكلم النائب احمد العلواني فخلق مشكلة أخرى ، وهو الذي سب السيد حسن نصر الله وامتدح موزة زوجة أمير قطر في شهر رمضان الماضي ! وكان مغزى موقفه معروفا ، عاد الرجل ووجه سيلا من الشتائم الى الشيعة كطائفة وكأنه ينتظر أزمة كهذه ليوجه شتائمه المتلاطمة في صدره ويستريح ، هو نائب ويخضع لقانون البرلمان وهناك من يدعو لمعاقبته لتحريضه على العنف ... الأزمات تقوض الجبهة (الوطنية) ، قبل ايام سببت الأزمة بين الاقليم والمركز اظهار مسعود بارزاني بطلا كرديا على حساب قادة كرد اكثر اعتدالا ، وهذه الأزمة صنعت من الوزير رافع العيساوي بطلا آخر بلا مبرر ، في وقت اصبح الوضع في سوريا يغلي ، وكثير من الذباحين النشطين في سوريا هم عراقيون يتحرقون للعودة الى بلدهم ليكملوا المجزرة ، يقول أصحاب الأزمة انهم ليسوا السبب بل السلطة القضائية هي التي تتصرف وتتحمل النتائج وهم مجرد منفذين ، لكن الغريب ان أحدا لا يتفاعل مع هذا العذر ، يقال ان لموسم الانتخابات استحقاقاته ، يجب ان تكون هناك أزمة ، والأزمة تؤدي الى استقطاب طائفي ، والاستقطاب يحفز الارهاب ، والارهاب ينفذ تفجيرات عشوائية ، والتفجيرات تؤدي الى سقوط حشد من الشهداء لا علاقة لهم بالموضوع ، الجنة تنتظر الشهداء وجهنم تنتظر القتلة ومن شايع وبايع وفكر ودبر ، وهذا البلد المنكوب ينتظر الخلاص من حكاية الانتخابات لا لأجل مكسب ديمقراطي جديد بل لأجل انتهاء الدعاية الانتخابية الدموية المرعبة وعودة الهدوء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك