المقالات

خطيئة التوافق السياسي..!...بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي


منذ أن بدأنا بصناعة "نظام حكم" جديد بعد أن أزيح "نظام القهر"، ذلك الكابوس الذي يمكن تسميته أي شيء إلا "نظام" حكم"، كنا نحاول صناعة تجربة يجد الجميع فيها محلا في الحكم..وكانت تلك أول أخطاء أو خطايا عملية صناعة "نظام الحكم " الجديد، التي أصطلح على تسميتها في الإعلام بالعملية السياسية..لقد كان هذا الخيار الذي يعبر عن نوايا طيبة، خيارا جاهلا أو ساذجا ببديهيات العمل السياسي...إذ أننا أذا أردنا أن نبني حكومة ناجحة يتعين علينا أن نسمح بنشوء معارضة قوية، وأذا لم يكن (السماح) بنشوء تلك المعارضة في ذاكرة العمل السياسي إبان "نظام القهر" ، يتوجب على الجميع في النظام الجديد العمل على تهيئة المناخ الملائم لنشوء المعارضة، وأذا لم يكن ذلك ممكن أيضا يتعين أن تبنى المعارضة وذلك بأن تدفع قوى سياسية بعينها لأن تكون في الجهة المعارضة، ليس بمعنى أصطناع معارضة شكلية أو بمعنى ترتيب الأوراق، لكن بمعنى أتخاذ مواقف تؤدي في نهاية الأمر لأن تقف منها قوى سياسية معينة موقفا معارضا..!!

لكن لماذا المعارضة ضرورية؟ سؤال يجيب عليه منطق الأشياء، وهو أننا لن نعرف أننا على الطريق الصحيح أذا لم تكن قبالتنا الفكرة المخالفة والرأي المعارض بل وحتى الرأي المناويء مطلوب أيضا، وإلا سينشأ لدينا نظام سياسي من لون واحد بينما نحن شعب عبارة عن فسيسفساء أجتماعية، وهنا مكمن الأختلاف، فلا يستقيم وجود التنوع الأجتماعي والمكوناتي مع وجود نظام سياسي بلون واحد,لذا ومن المحتم أن تكون هناك معارضة قوية فاعلة تشكل ضمانة للجم أي جموح نحو الأستئثار بالحكم وتجيير منافعه لصالح الحكام..

ولن تكون هناك حكومة قوية فاعلة خادمة للمجتمع بدون معارضة، ولقد جربنا التوافق السياسي وما صنع، فقد كانت المحصلة حكومة مقيدة بضرورة أرضاء الجميع بالضد من مصلحة الجميع! وهذا الذي أدى الى تراجع المخرجات لتجربة السنوات السبعة الماضية..نعم نبني حكومة قوية ومعها معارضة قوية، حكومة وحكومة ظل، راي ورأي آخر، والحكومة قارب ليس من المتعين أن يركبه الجميع..نعم يتعين أن يركب الجميع في سفينة العملية السياسية..

كلام قبل السلام: تصبح الديمقراطية عبئا أن عجز فرسانها عن تلبية مطالبها، وأذا كان فرسانها يطلبون دوما أجورا على أدائهم فإن الديمقراطية تتحول الى وسيلة أرتزاق... وأذا وجدت الجميع في حكومة ، فأفهم أنها عبيء من أعباء الديمقراطية التشاركية او التوافقية.. !

سلام....

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو اصف اللامي
2012-12-21
منذ 1714 كأول رئاسة وزراء في بريطانيا بعد توالي الثوزات 1640 -1660 يوجد حكومة الاغلبية و معارضة وليس توافق سياسي لارضاء الفرقاء وانشاء طبقة غنية تدافع عن مصالحها وليس مصالح الشعب . وهذا الحطا وقع فية السياسيون العراقيون مع حسن الظن بهم والا ؟؟؟ المهم الضحية هم ابناء الشعب العراقي . لا خدمات لا امان لا تحسين مستوى دخل الافراد .... الخ أتمنى من السياسين والكتاب التركيز على تقبل ثقافة حكومة الاغلبية وترك التوافق السياسي في المرحلة المقبلة للحكومة الجديدة
عبدالله الجيزاني
2012-12-21
استاذي سيد قاسم،سياسيينا يفهموا المعارضة عداء واستهداف والمعارضة تفسر نفسها انها تعارض كل شي وعندما تقاسم الجماعة المناصب في اربيل حصل اختلال في الحصص لذا الشريك اصبح معارض واختلط الحابل بالنابل ونسى الجميع واجبه فقد غدت الازمة تلد اخرى والمواطن لايدري اين موقعه من هذا الصراع ومامصلحته في هذه الازمات...
زيــــد مغير
2012-12-21
أذكر لكم تجربتان من تاريخ العالم تبين الفرق بين العراقيين وغيرهم من العالم .الأولى المانيا حيث انتهت الحرب العالمية الثانية عام 1945 وتم تدمير المانيا بالكامل حيث لم يبق لديهم أي مصنع حتى معامل انتاج البراغي دمرت بالكامل بعد 5 سنوات أي في عام 1950 صدرت المانيا سيارات مرسيدس لكل العالم . ثانيا اليابان حينما ضربتها أميريكا قام الشعب الياباني بتنظيف الشوارع من حطام البنايات وأعمدة الكهرباء المحطمة على ظهورهم وبدأوا كيد واحدة . أما نحن فبعد أن تخلصنا من العصر البعثي الجاهلي شاهدنا الحواسم والأرهاب و
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك