المقالات

ارامل العراق ..بين غدر الزمان وشبح الضياع


لطيف عبد سالم العكيلي

انسانة كبيرة بإنسانيتها وامومتها وصبرها ،صيرتها رواسب مجتمعنا وعقده المتوارثة ضعيفة في زمان ينادي من يعيش فيه بالفضيلة ولا يتورع عن سحق المقهورين والفقراء والمعوزين سرعان ما وجدت نفسها على حين غرة وحيدة في معترك الحياة وصعوباتها بعد ان غادرها من يشاركها العيش ويبث في سفر حياتها الحنان الذي يشعرها بأنوثتها وادميتها ،ثم ما لبث ان صدمت ثانية بعد ان اجبرتها الظروف على مواجهة واقع احلى ما فيه مر حين لم تجد من يعيلها ويحميها وصغارها المخاطر التي تداهمها من كل حدب في اعقاب حصولها قسرا على لقب ( ارملة ) .وعلى الرغم من اختلاف التقديرات التي تعلنها المؤسسات الحكومية و المنظمات الاممية وبعض المنظمات غير الحكومية حول عدد الارامل في العراق ،فان تباين احصاءات هذه الجهات يبقى قاسمها المشترك متمحور حول انسانة من شريحة الفقراء والمعوزين فقدت معيلها بفعل الحروب و تداعيات حصارها اللعين او في ظل الارهاب وما رافقها من عمليات التهجير التي تعرضت لها كثير من العوائل .والانكى من ذلك ان اغلب من اجبرتها ظروف الانتماء الى هذه الشريحة البائسة ما تزال تعيش في كنف الامية التي تجعلها رهينة ابتزاز الخبثاء لادميتها وكرامتها وتحايل المفسدين على حقوقها .ومما يزيد من مخاوف المجتمع انجرار بعض ممن يعشن هذا الواقع اضطرارا الى ممارسة بعض المهن ، وبخاصة مهنة التسول التي لا تخلو من صعوبات ومخاطر ،فضلا عن سلبية اثارها على مهمة البناء الاجتماعي ،حيث كان من جملة افرازات هذا الواقع المخيف ترك بعض الاطفال مقاعدهم الدراسية والتوجه صوب الشوارع في مراكز المدن من اجل تامين بعض متطلبات الحياة عبر اعمال قد يشكل بعضها خطرا على حياتهم ويسهم في مجهولية مصيرهم بعد ان توضحت للمجتمع خفايا انشطة الشبكات المنظمة التي تدير عمليات التسول من الفنادق وتقاطعات الطرق . ان محدودية المعونة التي تتعاطاها الارامل من دائرة الرعاية الاجتماعية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والتي لا تتجاوز الــ ( 120 ) الف دينار في احسن الاحوال ،تفرض على الحكومة والمجتمع البحث عن وسائل فاعلة بمقدورها تامين فرص العيش لهذه الشريحة واخراجها من دائرة الفاقة التي تنذر بالضياع .ولعل في مقدمة هذه الاجراءات المفترضة معاونتهن معنويا عبر توعية المجتمع بأهمية تحرير المرأة من بعض الضغوطات الاجتماعية التي تنهل مبرراتها من موروثات بالية تتعارض مع الشرائع السماوية وقيمنا الاصيلة ، واقتصاديا بوساطة الاهتداء الى الية مشروعات تمكين المرأة ؛لضمان متطلبات العيش الكريم وتامين فرص التعليم الذي يعد احد ابرز مقومات تنفيذ مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية .في امان الله اغاتي . • المهندس لطيف عبد سالم العكيلي / باحث وكاتب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك