المقالات

عملية جراحية مخطوءة..!...بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي


 

من المتيقن أن المشكلات لن تدوم الى الأبد، إذ أن مشكلات جديدة ستنحيها وتحل محلها.وستصبح مشكلاتنا الراهنة وضعا طبيعيا أزاء المشكلات المستجدة..وقديما قيل أن الزمن أفضل حلال للمشكلات..!

وفي حالنا الراهن فإن التقاطعات السياسية والتوترات ستنتهي وفقا لنفس السياق الآنف، وسنقول حينها أن ما حصل  في طريقه للحل وان الذي حصل من توترات سياسية وانسحابات وتقاطعات ليس إلا "عمبة"معلبة من منتجات الديمقراطية الفتية!

وفي مواجهة الكم الهائل من المشكلات التي وجد العراقيين أنفسهم فيها  نتيجة "للتعليب" السيء والذي لا يتوفر على شروط الصحة العامة، فإن الرأي العام الذي مازال في أجواء السلطة القوية النابعة من فردية الأنظمة الشمولية التي حكمت طويلا، يرى ان البلاد تحتاج الى حكومة قوية في هذه المرحلة التي تتسم بكثافة الاستحقاقات لمواجهة المشاكل المعقدة.

إن شعبنا وهو يبحث عن الخلاص من حزمة المشاكل التي يعاني منها والتي ليس ثمة أمل قريب للتخفيف عنها أو حلها، فإنه يشعر بالخيبة، وكلما تمر الأيام بلا حلول للمشكلات، تزداد تعبئة الشعب ضد معظم الطبقة السياسية التي خذلته و لم تكن بمستوى التحديات, وعدد محدود منها يدرك ان السياسة ليست لعبة مصالح بل أنها عملية إستراتيجية، وان الذين يضعون منهم المصالح الوطنية نصب أعينهم دائما أندر بالوجود من اللؤلؤ في الصحراء، فهل يمكن لنا ان نلوم المواطن العادي على جزعه وكراهيته لهم؟!

فسواء كان المواطن من الطبقة الفقيرة المسحوقة التي طحنتها الأزمات والحاجة لمتطلبات لم يتوفر منها حد الكرامة الإنساني، أو من الطبقة المتوسطة التي يفترض أنها عماد بناء المجتمع وانتقل معظمها إلى الطبقة الفقيرة تحت ضغط رهيب لم تستطع مقاومته من الظروف وعوامل اجتماعية أخرى في دائرة الفعل, فان الجميع يتطلعون إلى شيْ غير الذي يجري الآن.!

 ومع ان البعض مغرق بالأحلام التي تدور حول متطلبات مشروعة، والبعض الآخر من التعساء أمثالي يستمتع بالانتقاد تنفيسا عن مكبوتاته، والبعض الآخر أيضا ونتيجة لتنسمه أجواء الحرية لأول مرة في حياته، يسرف بالنقد ليحوله إلى طعن في الخاصرة، لكن آمال الناس تنحصر في امن ووئام اجتماعي وحد أدنى من العيش الكريم بأبسط متطلباته، وهم مشحونون بتعبئة مضادة يمكن استغلالها من قبل أعداء التغيير الديمقراطي أسوأ استغلال، فأينما تذهب تسمع من ينتقد أداء مفاصل معينة من الحكومة والطبقة السياسية وتحديدا الخدمات و التربية التعليم والتجارة ، وهناك من ينمي هذا الاتجاه ويعمل عليه بقوة مستغلا فسحة الحرية وعدم استجابة تلك المفاصل لمتطلبات المرحلة.

كلام قبل السلام: ثمة مريض بحاجة الى عملية جراحية كبرى لإستئصال ورم سرطاني لكن الجراح إستأصل اللوزتين ..!

سلام...

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك