المقالات

المرأة ... بين تغافل حكومي وعنف مجتمعي


واثق الجابري

ربما قليلاّ ما نتناول شريحة مهمة من المجتمع لوجود تناقض بين التشريع الاسلامي وحفظه لحقوق المرأة وقوانين وضعية وتقاليد مجتمعية لتضيع فيها تلك الحقوق وتتجه بأتجاه جعلها في حالة من الحرمان في اداء دورها الحقيقي , والمرأة لم تكن نصف المجتمع انما هي كل المجتمع حيث تمثل النصف في العدد وتربي النصف الاخر , وطبيعة مجتمعاتنا تمثل فيه المرأة مقياس العفة والشرف والقيم والاخلاق العائلية الاّ ان المجتمع قاصر في ترجمة الحقوق لها ومعاملتها بالعنف وهذا العنف امتد من اقدم العصور وفي كل الحضارات , فتلك السيدة زينب الحوراء (ع)وبعد مسير السبايا ودخولها الى المجلس الاموي مجلس الفجور والفسوق والعصيان والوحشية والارهاب حيث أريد لها ان تكون ذليلة خانعة ويسكت فيها صوت الحق الاّ انها نطقت بلسان جدها وأبيها وامها واخيها ولسان ثورة الامام الحسين ثورة الشموخ والأباء فنطلقت بتلك الفصاحة والشجاعة (يا يزيد فكد كيدك واسعى سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا)وكأنها تحمل الرسالة رسالة السماء وصوت النبي وعلي والفاطمة والحسن والحسين , فتحمل في نفسها رسائل عدة من نقلها الرسالة الحسينية السماوية ودور المرأة في تحدي العنف ودورها في المجتمع , اليوم نعيش في عالم عادة ما يتناول المرأة تناول غير منصف فتلك المجتمعات الغربية التي تدعي المساواة للمرأة وحقوقها ما تكاد الا ان تضعها سلعة تباع وتشترى ويتجار بها اما المجتمعات الشرقية والعراق خاصة , فتلك المرأة الأم والزوجة والاخت التي تكسر على رأسها ويلات السنين عجاف حملت اكثر ما يتحمل الرجل وشاركته بل عانت اكثر منه في الضيم والهوان فلم تنصف تلك المرأة الصبورة المفجوعة بأبنائها وزوجها واخوانها ولم تلتفت لها الدولة في الدولة في تشريعها حتى وضعت لها وزارة شكلية سميت بوزارة المرأة ولم تخصص لها مثلما تخصص لبقية الوزارات او جعلها سيادية ومثلما تسير بها سياسة الدولة بالاجحاف من الوزرات الانسانية بل انها ربما قيدت بشروط تضيع الكثير من الحقوق , ونسبة النساء اليوم في العراق تتجاوز 60% بواقع 10% منهن من الارامل ومن تحتاج للرعاية الاجتماعية فيما يخصص لها سوى 50 ألف او حتى مخصصات الزوجية نفس الرقم , وتلك النساء تعرضن لفترات من الزمن لمصائب وويلات وتركن وحدهن متصديات لشغف العيش بغياب فرص العمل في مجتمع لم تضع فيه الحكومات دراسات دورية لواقع المرأة او تخصص لها المشاريع التنموية او وضع قوانين تمنع تعنيفها في غياب الجهات الراعية التي تطور المهارات بوجود نظام معلومات يرصد كل الحالات ومن هذا تغيب المرأة في تغافل حكومي وتعنيف مجتمعي جعل منها مظلومة في مجتمع من المفترض ان يعطيها تلك الحقوق التي منحها الاسلام ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك