المقالات

استشهاد النزاهة /


حافظ آل بشارة

وصل الشعب العراقي الى مرحلة اليأس من معالجة الفساد ، انتصرت جيوش الفساد على فلول الاصلاح ، انتصر الشر على الخير ، انتصرت الرذيلة على الفضيلة ، الشعب يبكي ويلطم في عاشوراء لانها ذكرى استشهاد الاسلام ، واليوم اكتملت المصيبة باستشهاد النزاهة التي احتز رأسها شمر خاص من النوع الذي لا يموت ، ينتظرون المختار الآخذ بالثار ولا يعلمون انه قتل وهو منشغل بارتداء درعه ، اغلب الذين يقتلون بطريقة غامضة هذه الايام هم ممن يقاتلون الفساد ويفتحون ملفاته ، الفساد سلطة مذهلة قوية حاذقة قاسية سرية تحيي وتميت ، حتى ان اصحاب الدعاية الانتخابية الذين يريدون الوصول الى السلطة لا يقتربون من موضوع الفساد الا بشكل هامشي ، رجل حقيقي ذلك الذي يستطيع اتخاذ محاربة الفساد برنامجا انتخابيا له ؟ خطاباتهم تهاجم الفقر وأزمة السكن والتدهور الأمني وازمة الكهرباء وكثرة النفايات في الشارع ، ورغم ان الفساد هو سبب كل هذه الكوارث لكنهم عندما يذكرونه تنعقد الالسن وتتعثر الكلمات وتصفر الوجوه ويبحث المتحدث عن موضوع بديل !... الفساد اخطر من الاحتلال الاجنبي ، والمحتلون كانوا اكثر نزاهة من حكام البلد ، الفساد أخطر النظام القمعي السابق . اليوم اغلب الزاحفين الى السلطة يبحثون عن حصتهم من الفساد ! وليس لانقاذ بلدهم ، تغيرت اخلاق الحاكمين ، منذ ثورة العشرين كان ساسة العراق يحبون السلطة لكنهم ذوو رومانسية اخلاقية سامية ، وفروسية ومروءة واباء وترفع عن السرقة ، والالتزام بقيم عشائرية او برجوازية تجعلهم يخجلون من تهمة سرقة المال العام ، أما الآن فنحن امام نموذج يفتقر لتلك التقاليد الرجولية ، اغلب مسؤولي البلد حاليا يأتون الى مواقعهم فينشغلون في جمع المال وشراء العقارات بكل الوسائل ، يفقدون حاسة السمع والبصر ويتنكرون للقريب والبعيد غارقين في خطة الحوسمة والفرهود ، ثقافة قزمية انتقلت من الشارع الى اروقة السلطة ، الشراكة السياسية باسمها الجذاب هي غطاء لشراكة في الغنائم والسرقات المليونية ، اغلبية متورطة بالتساوي لذا لا يستطيع اي طرف التصدي لهذا الملف ، كل طرف هيأ ملفات فضائح فساد لابتزاز الطرف الآخر وتركيعه ، خوف متقابل وتوازن رعب ، وتستر متقابل ، فان وجدوا نزيها يحاول محاربة الفساد تعاونوا عليه فاختلقوا له ملفا مزورا حافلا بالوثائق والتوقيعات والاختام والارقام وارسلوا اليه نسخة منه فاسكتوه ، الملفات والملفات المقابلة ظاهرة عجيبة لا تستطيع التدابير البشرية ان تواجهها ، الأمر بحاجة الى تدخل الهي خاص ، الشعب يائس من جميع الهيئات التي تدعي مكافحة الفساد ومتأكد من استشهاد النزاهة ، وسيلة واحدة تنقذ هذا الشعب المعذب من وباء الفساد ، انه الدعاء ، دعوة المظلوم ، دعوة من لا يجد ناصرا الا الله تعالى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو صافي
2012-12-15
آه يا ابا الحسن . لماذا قام علي بن ابي طالب بعزل عامله من ولاية البصرة؟ لايستطعيعوا ان يسيروا مثل ابي الحسن لكن ليقتدوا به.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك