المقالات

مواقف بلون الازمة

394 14:24:00 2012-12-13

عبدالله الجيزاني

السياسة عندما تحمل مباديء تكون مهنة ثقيلة وصعبة خاصة في زمن قل من يمارسها او حتى من يستوعبها لاسباب كثير اهمها تمكن الدنيا من الكثيرون،وتغيير الفهم والقيم والمفهوم،حتى غدى المعروف منكر والمنكر معروف في الكثير من مفردات الحياة ناهيك عن المجال السياسي وهو الميدان الرحب لهذا الامر، وغدى مبدء (السياسة لاتعرف صداقات دائمة والاعداوات دائمة بل مصالح دائمة ) هو الاصل وماعداه شذوذ،لذا يواجهة اصحاب النظريات والمباديء السامية صعوبات جمه في عملهم وترجمة مواقفقهم للناس، وطبيعي ان يكون الاسلاميين في طليعة هؤلاء،وازاء هذه الصعوبات تخلى الكثير من الاسلاميين عن الاسلام كسياسة واحتفظوا به كأسم اومظهر اوغطاء،واصبحت السياسة لعبة الممكن سبيل لهم،وفي العراق بعد سقوط الصنم وتصدى قوى المعارضة لادارة الدولة هذه القوى التي يطبع معظمها الطابع الاسلامي وترفع الاسلام كشعار في مسمياتها الاان الواقع ان اكثرها انجرف مع التيار ومارس لعبة الممكن للاسباب التي ذكرنا وغيرها من الاسباب الشخصية والمطامع والطموحات والانا،وبما ان العملية السياسية منذ انطلاقها تعرضت وتتعرض لهزات وازمات كثيرة وفي تصاعد مع زيادة عمر التجربة وهذا خلاف الطبيعة حيث يفترض كلما زاد عمر التجربة ازدادت نضوجا ورسوخا وانعدمت الخلافات الاساسية والكبيرة فهناك دستور وتشريعات تنظم عمل الدولة وتستند اليها الحكومة في ادارة الدولة ومؤسساتها،واصعب مافي هذه الازمات المتصاعدة التعامل معها بين الفرقاء باسلوب كسر العظم والشد الاعلامي وتصديرها للشارع لتحقيق مكاسب وهمية، وترك الطرق الصحيحة التي يكون الحل فيها وهي مظلة الدستور والحوار المباشر التي طالما تمسك بها اصحاب النظرية ودعوا اليه،فتيار شهيد المحراب كتيار يحمل نظرية ستراتيجية تستند الى الاسلام وتخضع لمواقف المرجعية الدينية،كان التيار الوحيد في الساحة الذي اتخذ من الاعتدال والوسطية منهج كان محط تقدير وقبول كل المتخاصمين ويبني مواقفه حسب لون الازمة فالازمات ذات اللون الرمادي يقف في المنتصف ولاينحاز الا الى التهدئة والحوار،ففي الازمات التي توالت مع القائمة العراقية في بداية تشكيل الحكومة دعى تيار شهيد للتهدئة للحوار فطرفي النزاع المالكي والعراقية لديهم حق ولديهم تجاوز وكذا العراقية لوجود اتفاقية بين الطرفين شكلت بموجبها الحكومة الحالية ولم تنفذ من قبل المالكي لتجاوزها على الدستور الذي يفترض ان تكون كل الاتفاقات تحت مظلته،وعندما اتسعت الازمة لتشمل البارزاني كان نفس الموقف لنفس السبب،وفي احداث طوزخرماتو تكررت نفس الدعوة نفسها والسبب نفسه فلون الازمة رمادي اي كل طرف له حق وعليه حق ولاسبيل الا الحوار المباشر وتقديم التنازلات والتضحية ببعض الحقوق لان الطرفين واقع في المشهد العراقي لهم حق وعليهم واجب،ولكن عندما تكون الازمة مع المواطن فلونها ابيض ينحاز تيار شهيد المحراب للمواطن فكما في تعطيل القوانين الخدمية وعدم تنفيذها يقف تيار شهيد المحراب ليعلن بوضوح موقفه الرافض لذلك ضد المتسبب ايا كان ولمن انتسب،وكما في موضوع سحب الثقة عن الحكومة رفض المجلس الاعلى كل الاغراءات التي قدمت له من قبل قوى اربيل لخطورة هذه الخطوة على الوطن والمواطن ،وكذا في صولة الفرسان وقف المجلس مساند وداعم للحكومة ضد كل من لايلتزم بالقانون،وايضا في بداية تشكيل الحكومة الحالية اعلنت قيادة المجلس الاعلى انها لن تشارك في حكومة لاتشارك فيها القائمة العراقية وهو ايحاء الى ان هذه القائمة تمثل مكون من مكونات الشعب لايمكن تجاوزة ويحظى بدعم اقليمي ودولي كبير يعرقل مسيرة الدولة العراقية،ويعطي مبرر للتدخل الخارجي في البلد،هذا الوضوح في المواقف نابع من حرص على البناء الصحيح الذي ينادي به الكل ولكن لايلتزم به الا تيار شهيد المحراب ويدفع التضحيات لاجله،وايضا لم يكن تيار شهيد بموقف التفرج بل كان يساهم في البحث عن الحلول ويحاور اطراف الخلاف ويطرح الحلول ولعل الدعوة لتشكيل حكومة الاغلبية كانت تعبير عن واقع لايحل الابهذه الصورة،وعلى هذا فتيار شهيد المحراب يحدد مواقفه على اساس لون الازمة فلايرضى بمكسب على حساب احد ولايرضى بتجاوز الدستور لكن موقفه الثابت والواضح عندما يكون الوطن والمواطن طرف فهو معهما مهما كان الثمن خسارة او ربح له...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك